Pages

Sunday, June 05, 2011

مجزرة البونسة و تخاذل الغرب 2

In this July 14, 1995, photo, refugee Ferida Osmanovic from Srebrenica is found hanged in a forest outside the UN base at Tuzla airport. The woman, who looked to be in her early 20s, had hanged herself with a torn blanket. More than 10,000 refugees from the UN safe haven of Srebrenica, captured by the Bosian Serbs, arrived in Tuzla. Bosnia Serb commander General Ratko Mladic announced that approximately 40,000 residents had been cleared from their homes in Srebrenica. (Darko Bandic/Associated Press) #


Bosnian refugees from Srebrenica cry over their missing men in the refugee camp at the Tuzla airport in a July 14, 1995, file photo. Bosnian Serb wartime general Ratko Mladic was arrested in Serbia on May 26, 2011, after years on the run from international genocide charges. (Wade Goddard/Reuters)#


Bosnian Muslim woman Alic Mina cries near the grave of her son, Mihrudin, before a mass funeral in the village of Memici on June 1, 2011. The remains of eight people, victims of an "ethnic cleansing" campaign that former Bosnian Serb military commander Ratko Mladic is accused of instigating, were retrieved from mass graves in Zvornik and buried during the mass funeral. Mladic was extradited to the Netherlands from Serbia on June 1 after 16 years on the run. (Dado Ruvic/Reuters)#


لقد جئت لأرض البوسنة لأكتب تقريرا صحفيا لمجلة أمريكية حول (التطهير العرقي) دون أن أفهم جيدا حتى المعنى المقصود من هذا التعبير. و انتهى بي الأمر إلى العودة إلى المنطقة مرات و مرات.
قال السينمائي البوسني أدمير كينوفيتش: (لمجرد أن النار تضرم في الدور الأرضي فإن ذلك لا يعني أن ساكني الأدوار الأعلى لن يشعروا بلهيبها في النهاية). و ذلك حين رفض الخروج من سراييفو ليوثق الحصار.
كانوا يقتلون بصفتهم مسلمين و يطردون من بيوتهم بوصفهم مسلمين. و لقد قال لي صديق من سراييفو ذات مرة: ( في البداية، كنت يوغسلافيا. ثم أصبحت بوسنيا. و الآن أصبحت مسلما. و لم يكن الخيار خياري. إنني لم أكن ذات يوم متدينا. و لكن بعد مقتل مائتي ألف، ما الذي تريدني أن أفعله؟ إن على كل إنسان أن يكون له بلد ينتمي إليه).

لقد عقدت الحكومات الأوروبية عزمها على أنها لن تفعل أي شيء للبوسنة أكثر من توفير الإغاثة الإنسانية.

كما قال (حارس سيلازتش) وزير الخارجية، ثم رئيس الوزراء، مرارا و تكرارا: ( إن ما يحدث هو إبادة جماعية. لقد اختار كثير من الناس في أوروبا أن يسموها حربا. و لكنها ليست بالحرب، إنها مجزرة).

قال لهم السكرتير العام للأمم المتحدة (بطرس غالي) في زيارته اليتيمة نهاية عام 1992م ما معناه أن (البوسنة) هي حرب الرجل الأبيض أو الغني. لقد وبخ أهل (سراييفو) المدهوشين قائلا: ( إنني اتفهم خيبة أملكم و لكنكم في وضع أفضل من عشرة أماكن أخرى من العالم.. و استطيع أن أعدد لكم القائمة)، ثم غادر المدينة. (!!!)


(لم أكن أشعر فقط و كأنني عدت من أرض الأموات، بل كأنني أيضا أصبحت كمن بعث بعد الموت)


صحيح أن منظر ثمان و ستين من الموتى و حوالي مائتين من الجرحى في السوق المركزي في (سراييفو) ولد استجابة أخيرا ... لكن كان هناك الكثير من أمثال تلك الصور من قبل و سيكون هناك الكثير في المستقبل. فإلى متى ستستمر اهتمامات الناس العاطفية؟ شهر؟ سنة؟

(و علي أية حال كان معظم السياسيين يميلون للتراخي من البداية. و كانت ملاحظة ( بسمارك ) الساخرة حول أن أهل البلقان لا يستحقون حياة سمكة الفرناد السليمة من بويرانيا هي أشهر عبارة).


و عن لقاء في أحد معسكرات اللاجئين يقول المؤلف:
(استمر الصمت طويلا كما يحدث غالبا في مثل هذه المواقف؛ هناك دائما شيء مخجل عند القيام بمثل هذه اللقاءات، إنه الشعور بأنك تسترق النظر، و أنت تقترب من خسائر الناس: متى غادرتم؟ ماذا حدث لعائلتكم؟ كم عدد قتلاكم؟ و المغتصبات؟ و المعذبين؟ لم تكن هذه الأسئلة على نفس طريقة النكتة المريرة للصحفي البريطاني الذي وصل إلى مسرح الفظائع قائلا: هل اغتصبت إحداكن، و تتكلم الإنجليزية؟ و لكن الوضع كان قريبا من ذلك).

يقول شخص من (كرواتيا): (و لكن على الأقل فقد أعطانا (تيتو) قليلا من فرصة التنفس. و عندما أمسك (ميلوسيفيتش) بالسلطة في (بلجراد) و بدا في تحويل الاتحاد اليوغسلافي إلى دولة متمركزة في بلجراد، فقد أصبح من غير المتصور الاستمرار في بقاء (كرواتيا) جزءا من (يوغسلافيا)....)
يقول المؤلف:
و بحلول عام 1993، و في كل أنحاء (يوغسلافيا) السابقة، وصل هذا الفهم الذي كونته كل الجماعات عن نفسها بوصفها الضحية التاريخية للمجموعات الأخرى إلى الحد أن الوضع الوحيد المقبول لكل منها هو البراءة المجروحة، و بهذه الروح، أعلن (بافليتش)...كان الاستشهاد الصربي عقيدة زائفة و مجيزة لمصلحتهم الذاتية أدت بالصرب لارتكاب الجرائم الفظيعة...تقول النكتة في (يوغسلافيا) لماذا أكون أنا الأقلية في بلدكم، بينما يمكن أن تكون أنت أقلية في بلدي؟)
(بدا أن المهمة الأساسية عند القوميين تكمن في خلق أو تضخيم الاختلافات بأكثر من الموجود فعلا. لقد فصلت العداوات التاريخية بين الكروات و الصرب كمجتمعات على فترات مختلفة في تاريخهم.)
(عندما يذهب المرء إلى قرية كان قد حدث فيها قتال، فقد كان من الأسهل أن تأخذ درسا في التاريخ من أن تحصل على وصف موثوق لما حدث في نفس اليوم. فلم يتحدث الصرب فقط من خلال الأحاديث المتلفزة و البيانات الصحفية عن هزيمتهم على يد الأتراك في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، بل تحدث الكروات كذلك عن مملكة (كرواتيا) التي زالت في القرن الحادي عشر، و أيضا تحدث المسلمون عن البوجوميليين.)
***
و هذا تقرير وصفي للتطهير العرقي، أو رؤية شاملة:
( تحولت المنازل و قرى بأكملها إلى ركام و كان السكان الأبرياء يذبحون بالجملة مع أعمال عنف لا تصدق و سلب و وحشية من كل لون- كانت تلك هي الوسائل التي استخدمت و مازالت تستخدم من قبل جنود الصرب و الجبل الأسود بهدف التحويل الشامل للشخصية العرقية (لتلك) المناطق، و بعد أن يهدأ القتال في أي منطقة معينة و يتم طرد السكان المحليين الباقيين على قيد الحياة يتم جلب المستوطنين الصرب و أبناء الجبل الأسود و غالبا من على بعد مئات الأميال ليحلوا محلهم و يسكنون في المنازل – تلك التي لازالت قائمة - التي يمتلكها الناس الذذين أجبروا على الفرار. كذلك كان تحويل الأماكن العامة يتم بشكل جذري. كانت المساجد تدمر بالنار و المتفجرات لتحويلها في كثير من الحالات إلى مواقع إنشائية حيث يبدأ أفراد المليشيا من الصرب في وضع الأساس لكنائس أرثوذكسية و التي كان تشييدها معيارا على انتصارهم لا يقل أهمية عن قتل أو تشتيت السكان غير الصربيين).
هذا التقرير الوصفي ليس معاصرا. فهو مأخوذ من (تقرير البعثة الدولية لبحث أسباب و مسيرة حروب البلقان) الصادر عن منحة (كارنيجي) للسلام الدولي عام 1914. و ما حدث في (البوسنة) و (كرواتيا) منذ 1991 لم يختلف كثيرا في الأيدولوجية و الأسلوب عن ذلك الذي حدث في أوائل القرن في كثير من نفس المدن و القرى و حدث مرة أخرى أثناء الحرب العالمية الثانية. و لكن كان هناك وهم أوروبي – تولد عن التمنيات و الرضا الذاتي الذي أصاب أجزاء كثيرة من أوروبا الغربية حتى جعل انهيار الشيوعية كل شخص يفكر مرة أخرى- في أن الناس في القارة القديمة و حتى في البلقان لن يستمروا في ذبح بعضهم البعض بمثل هذا الانتظام.
***
كان الناس يجيئون من كل أوروبا ليشاهدوا العروض، (مارسيل مارسو) و مسرح (يارما) التجريبي و (سكوبولين) برلين. و كان (زياد) صديقي هو المخرج، و هو مسلم مثلي و لكن رفقته كانت مختلطة تماما- صرب كروات و مسلمين و شاب نصف يهودي-، و لم يكن هناك غرابة في ذلك. كان الأمر طبيعيا؛ فقد كنا جميعا مختلطين على أي حال. فقد تزوجت ابنتي من كرواتي- و هما في زغرب مع والديه و الحمد لله. يقولون إن شعبنا كان منقسما إلى أعداد متساوية من الصرب و المسلمين و مجموعة من الكروات، و لكن معدل التزاوج بيننا كان مرتفعا لدرجة أنني اعتقد أن هذه الفوارق ستكون غير ذات معنى بعد جيلين لأي شخص باستثناء قليل من عجائز المتعصبين و بعض الريفيين) ثم توقف: ( لكن ذلك لن يحدث مطلقا الآن. فإذا قدر لنا أن نعيش فسنعيش كل في حيه الخاص –الصرب هنا، و المسلمون هناك، و الكروات في مكان آخر. يقول (كارادزيتش) أننا مثل القطط و الكلاب، و لكننا لسنا حيوانات، إننا آدميون. أو على الأقل آمل أن نكون كذلك. فأحيانا لا أكون متأكدا من ذلك. أحيانا أظن أن ما يجري الآن هو الحقيقة الإنسانية و أن الغربة كمنت في كيفية معيشتنا قبل أن يبدأ هذا. ربما أن (كارادزيتش) عبقري أو على أقل تقدير على صواب. هل تعلم ما حدث لمسرح (زياد)؟ حسنا، قبل الحرب كان لزياد مسرح، و هو برغم كلامه اللاذع، شخص عاطفي، (تابع) و هو ممثل صربي شاب. كان المسرح جمعية تعاونية و لم يكن بعض الممثلين يريدون انضمامه و لكن (زياد) أصر. و كان الشاب لطيفا. و على أي حال فعندما بدأت الحرب اختفى لأيام قليلة ثم عاد إلى المسرح، و في هذه المرة بمسدس في حزامه و في يده ورقة رسمية. كانت الورقة تخوله أن يصبح مديرا لمسرح (بانالوكا) للعرائس، يمكنك أن تخمن البقية. كان (زياد) أول من فصلوا).
***
قال جندي صربي للمؤلف:
قاطعه رفيقه موجها كلامه لي: ( لماذا تكرهون أنتم الأمريكان الشعب الصربي الآن؟ كنا حلفاء في حربين عالمتين نقاتل معا. فلماذا تساندون الفاشيين؟ هذا وضع سيء. يجب أن نكون أصدقاء) و توقف ثم قال (يقول كثير من رفاقي أن أمريكا أصبحت بلدا سيئا. أنا لا اعتقد ذلك. إنني اعتقد أنكم لم تفهموا ما حدث هنا. هل تعرف شيئا عن معركة (كوسوفو) عام 1389؟) لا بد أنني كشرت لأنه هز رأسه، و امسك بمعصمي و قال (لا، في الحقيقة إنه أمر مهم. أنتم الأمريكان لا تهتمون بالتاريخ و لكن عليكم أن تهتموا. الصرب لديهم التاريخ فقط. فلخمسمائة عام، كنا نحن الصرب ندافع عن الحضارة الغربية ضد الأتراك و قد فعل (فوك كارادزيتش) ذلك في القرن التاسع عشر و يفعل ذلك الآن قائدنا (رادوفان كارادزيتش(. إننا جميعا نفعل ذلك، جميعنا! و مع ذلك تجعلون منا العدو، و هذا خطأ). و ترك معصمي و ربت على ظهري بلطف ثم قال (الأمر لا يهم: دعنا لا نضيع الوقت في الكلام عن الأتراك الملاعين فإننا سنتشاجر. دعنا نطلب شرابا آخر).


و عن المفوضية العليا للاجئين بالأمم المتحدة يقول المؤلف:
كان هذا هو النامط الغالب في أنحاء البوسنة و هو أن يرفض الصرب باديء الأمر السماح بمرور المساعدة، ثم يطلبون أن يحصلوا على نصيب، و ترفض الأمم المتحدة باديء الأمر في إصرار على أن يكون التوزيع على أساس الحاجة، ثم يكسبون الوقت، ثم في غالب الأحيان يواجهون الاختيار بين مرور المساعدة أو ألا تدخل المساعدة، ثم يرضخون لمطالب الصرب.
جاء الجيران و أخبروه: (إنك مثقف، و الشتنيك يقتلون جميع المرموقين المسلمين. و عليك أن تهرب. اذهب إلى نهر (السافا) فالتيار ليس قويا هناك. و أنت تستطيع السباحة و النجاة بحياتك). لكن أخي رفض، و قال: (لن أغادر؛ فلم أفعل أي شيء ضد أي شخص. إنني حتى لست مسلما متدينا؛ فأنا أشرب الخمر و آكل لحم الخنزير). و بذلك فقد بقى، و أتى الجنود، و قتلوه كما سبق و حذره القرويون. ثم استطرد يقول: ( و الآن أظل أفكر في موته، و لكني لا استطيع الكراهية. إنني لا استطيع الكراهية. إنني أحيانا أتضرع إلى الله و أنا مسلم غير متدين أن ياتي و يزيل من وجه الأرض أولئك الخنازير الذين قتلوا أخي، و لكني أدرك أنني لا استطيع أن أرفع إصبعي للمساعدة في إزالتهم. إنني اتساءل طوال الوقت هل أنا على حق في أن أكره؟ هل أنا على حق في التمسك بمشاعري العالمية؟ أظن ذلك.)

قبل بدء القتال كان يوجد تقريبا ألف مسجد في (بوسانسكا كرايينا). و بحلول شتاء 1994 بالتأكيد لم يكن هناك أكثر من مائة و ربما أقل كثيرا. و حتى مسجد (فوهايد) الكبير، وهو ربما أجمل مثال على العمارة الإسلامية في البلقان في القرن السادس عشر لم يسلم كذلك. فعلى مدى السنة الأولى من القتال كان يقف، غير بعيد من الميدان الرئيس في المدينة، كأثر على كل من الماضي الإسلامي و الحاضر المسلم ل (بانيالوكا). لقد تم تشويه جانب من واجهته بصليب مخدوش طبع على كل طرف فيه أربع حروف C (و هي حرف س في الأبجدية السيريلية) تمثل الشعار (الوحدة وحدها تنقذ الصرب) و لم يكن في ذلك شيء لافت للنظر. فقد كان أي ممكن لغير الصرب أو مساحة في متناول اليد على أي حائط في القرى و المدن التي استولى عليها التشتنيك ملطخا بذلك الصليب الأرثوذكسي و تلك الحروف الأربعة مصحوبة غالبا بالحروف JNA (الجيش القومي اليوغسلافي) و عبارة تفاخر أو الأسماء الأولى للجنود. لكن أحدا من معظم أهل (بانيالوكا) – الصرب و غير الصرب على السواء – أو الصحفيين الزائرين و عمال الإغاثة لم يكن يساوره قلق بشأن المسجد الكبير. فعلى عكس المسلمين أنفسهم بدا آمنا.


و قال (كرادزيتش)، و هو يلوح بذراعه نحو برج كنيسة مجاورة: ( كما ترون، هذه كنيسة كاثوليكية، و هي لم تدمر مثل المسجد تماما. نحن نعيش جميعا في سلام هنا و في كل أنحاء مناطق البوسنة الواقعة تحت الأيام الأولى من القتال
، أسوأ الأمور قد حدثت و انتهت. و في النهاية، ألم يحصل الصرب على كل شيء أرادوه؟ ألا يمثل استنزاف جهد القوات في عمليات اضطهاد السكان غير الصرب أو إضاعة المتفجرات في نسف الكنائس و المساجد من الناحية العسكرية عملا أخرقا طالما أن الحرب مازالت قائمة.
من جانب آخر، بدا الجنرال (ميلاديتش) بالفعل خلال الحرب مقتنعا بأنه قومي صربي في الوقت الذي أظهر عدد محدود من المسؤولين في بالي بوضوح أنهم أعطوا إجازة لإحاسيسهم كلية. أما (بيليانا بلافيتش) و التي كانت بغير حد أغرب المجموعة فقد استقبلت مرة (جوزيه ماريا منديلوس)، رئيس المفوضية العليا للاجئين في يوغسلافيا السابقة و هي تشكو من أن ( الرضع الصرب يقدمون أحياء طعاما لحيوانات حديقة الحيوان في (سراييفو). قالت ذلك في اللحظة نفسها التي كان يجازف فيها حراس الحديقة بمحباتهم للذهاب إلى الحديقة لإطعام الحيوانات، و هو عمل بطولي بلا طائل، حيث نفقت جميع الحيوانات أخيرا من الجوع. و حتى (منديلوس)، رغم كونه دبلوماسيا محنكا، لم يستطع حفظ اتزانه العقلي و صاح بلكنته الإنجليزية الثقيلة (يا سيدة (بلافيتش) إذا كان البوسنيون يقدمون الصرب الأحياء طعاما لحيوانات الحديقة، فلماذا تموت حيوانات الحديقة جوعا؟).

بل لقد قام فريق سينمائي تابع لمحطة BBC كان يتابع (كارادزيتش) في صيف 1992 بتسجيل حديث بينه و جنرال (ميلاديتش) و (بيليانا بلافيتش) عن شكاوى الحماية الدولية بخصوص نشاط الصرب الجوي و كان المنظر سيرياليا: يبلغهم (كارازيتش) بالاحتجاج فتقول (بلافيتش) ببساطة ( لم تكن الطائرات في الجو) لكن حتى (كارادزيتش) لم يستسغ ذلك حيث قال لها بغضب (بالطبع كانت في الجو يا (بيليانا)، كنا نطير كالمجانين ذلك اليوم). أما رد فعل (ميلاديتش) فكان أن (ينفلقوا) و ظهر و هو ينقر بأصابعه و غضبه يتزايد من المحادثة كلها. و مع ذلك ففي النهاية تقرر أن يقوم (كارادزيتش) بإعلام الأمم المتحدة بأن الطائرات كانت في الجو لانه كان يوم الاحتفال ب (يوم الطيران) الصربي. أما مسألة ما سيفعلونه إذا لم تقبل الأمم المتحدة التفسير، فلم ترد في الحديث مطلقا.
و كان (كارادزيتش) و (ميلاديتش) و (بلافيتش) على حق في افتراضهم أن على الأمم المتحدة أن تقبل أي تفسير يقدمونه. و رغم أن ما حدث بعد ذلك أثبت أنهم كانوا مخطئين في نشاطهم الجوي إذ تم فعليا تطبيق قرار المناطق التي يحظر فيها الطيران....
كان يتفاخر قائلا: ( إننا نحن الصرب ننقذ أوروبا، حتى إذا كانت أوروبا لا تقدر صنيعنا و حتى لو كانت تلعنه).
جندي صربي يقول:
ظننت أننا نستطيع جميعا العيش معا في سلام في (البوسنة). فقد كان لي أصدقاء مسلمين و بالطبع كثير من التلاميذ. و حتى بعد انتهاء الشيوعية ظننت أن الأمور على ما يرام. إن الأتراك منافقون و ماكرون. كان (عزت بيجوفيتش) يقول شيئا على التلفاز و لكن عندما يتحدث مع أعضاء حزبه يتكلم عن بناء دولة إسلامية هنا في (البوسنة). ابحث عنهم أو ابحث في مجلة حزبهم SDA . إنني متأكد من وجود نسخ في (سراييفو) – ستجد قصصا عن بناء مساجد في كل أنحاء (البوسنة)، في المدن الصربية. و في مؤتمر حزبهم عام 1991 أقسم (عزت بيجوفيتش) أن يستعيد للبوسنة هويتها المسلمة (الحقيقية). فماذا كنت تتوقع أن يفعل الصرب؟


يقول المؤلف:
إن دفع الأفراد إلى القتل ليس صعبا بالدرجة التي يبدو عليها. فالوحشية موجودة في كل حرب أهلية ونادرا ما يكون لها عمق أخلاقي (رغم أنه قد يبدو من قبيل التناقض أن الصراع في البوسنة كان مزيجا من الحرب الأهلية و حرب العدوان، لقد كانت بالغة القسوة كالأولى و أحادية الجانب كالثانية). فما إن تبدأ إراقة الدم فإن المقاتل المفرد يتعطش للانتقام قدر تعطشه للانتصار.
و قد صعب على الأجانب تصديق تلك الروايات في باديء الأمر، و نفاها تماما المدافعون عن الصرب. و مع ذلك فقد ثبت في نهاية الأمر صحة معظم أكثر الروايات فظاعة و التي حكاها مسلمو البوسنة منذ بدء القتال عن عملية التطهير العرقي و هي القصص التي رفضت منذ البداية على أنها مبالغات. كانت الأعداد محل تساؤل. فهل تم اغتصاب خمسين ألف امرأة مسلمة و أجبرت ألوف كثيرة منهن على الإبقاء على ثمار الاغتصاب للنهاية (حيث إن مضامين تلك الخطوة الأخيرة واضحة فبعكس اليهود فإن امتداد العرق للأب محسوم لدى كل من الصرب و المسلمين) أو أن العد كان (فقط) خمس عشرة ألفا؟ و هل كانت هناك عشرات من المعسكرات السرية حيث يذبح المسلمون أو دستة (فقط)؟ أما المذبحة فلم تكن محل تساؤل.

و لا مجال للدهشة إزاء هذا الافتقار للحساب الاقتصادي في (حرب القرى) تلك، أو للدهشة من تدمير المكتبة الوطنية في (سراييفو) و التي لم تكن لها قيمة عسكرية بل كان تدميرها مستهدفا بشكل خاص من قبل المسلحين من صرب (البوسنة) المتمركزين في التلال فوق المدينة أثناء الأيام الأولى.

و كانت إحدى السبل المستخدمة أن تدخل مجموعة من المقاتلين الصرب منزلا، و تأمر الرجل القاطن فيه أن يذهب معهم إلى جارهم المسلم. و على مرأى من القرويين الآخريين، يساق إلى هناك، و يستدعى المسلم للخارج و يعطى الصربي بندقية كلاشنكوف أو سكينا- السكاكين أفضل- و يؤمر بقتل المسلم. فإذا فعل فقد اتخذ الخطوة اللازمة لعبور الخط الذي يهدف إليه التشتنك. أما إذا رفض، كما فعل كثيرون، فالحل بسيط أن يتم قتله على الفور، ثم تكرر العلمية مع الصربي صاحب المنزل التالي، و إذا رفض يقتل برصاصة. و نادرا ما كان يضطر التشتنيك لقتل صربي ثالث. و كما أخبرني مقاتل في (بومانكاكروبا)، و لشدة دهشتي، في طرب متباهيا بهذا التكنيك ( عند البيت الثالث، يرتعدون هلعا، و يسألونك: أين تريد إصابة المسلم؟ و كم مرة؟).

لقد كانت حلقة مفرغة. فالأمم المتحدة تمد الناس بالغذاء و تتركهم عرضة لقصف القنابل، و مجلس الأمن يعلن عن ( مناطق آمنة) لا تعمد قوة الحماية إلى كفالة سلامتها كما لا تملك القوات التابعة لأمم المتحدة القدرة على ضمان هذه السلامة، و ترسل قوافل الإغاثة ضباط حماية إلى الميدان معروف سلفا أنهم لا يستطيعون توفير الحماية.
و يلوم المؤلف أهل (البوسنة) أنفسهم و كبارهم حينما لجؤوا إلى التقوقع و عدم الاحتراز:
كذلك لم يكن الأفراد من أهل (سراييفو) على درجة كبيرة من الانزعاج لما كان يجري في (كرواتيا) في ذلك الوقت. و قد فر كثيرون منهم ذلك بقولهم بأنهم كانوا في غاية الرعب مسبقا بينما كان آخرون اكثر استنكارا لأنفسهم متذكرين في عجب أنهم كانوا ببساطة لا يعتقدون أي شيء مثل هذا يمكن أن يحدث في (البوسنة). و قد قال لي صديق: ( لقد تعودت على تحويل القناة عندما يبدأ بث رسائل إخبارية من (فوكوفارد) لقد كان علي أن أبدي اهتماما أكثر).


الأمم المتحدة تدافع عن نفسها:
و ظل كبار المسؤولين يذكرون بأن التفويض لقوات الحماية التابعة للأمم المتحدة لم يكن لحماية البوسنيين بل لحماية جهود الإغاثة الإنسانية أيا كان اللبس الذي يثيره اسمها.

Wednesday, June 01, 2011

كتاب مجزرة البونسة و تخاذل الغرب 1

كتاب: مجزرة البونسة و تخاذل الغرب
تأليف: ديڨيد ريف
ترجمة: عبدالسلام رضون، و محمد الصاوي الديب.
الناشر: مؤسسة الشراع العربي، الكويت، الطبعة الأولى عام 1995.

مجزرة البونسة و تخاذل الغرب 1

مجزرة البونسة و تخاذل الغرب 2

مجزرة البونسة و تخاذل الغرب 3

 سأعرض الكتاب و قد انتهجت فيه طريقة الاقتصاص المرتب لفصول الكتاب العشر، مع الإضافات البسيطة اللازمة. سأضع في طيات العرض صورا موثقة من مجزرة (البوسنة) لم ترد في الكتاب. لكن دعونا نبدأ كما تعودنا بترجمتي الخاصة لما كتب عن هذا الكتاب.  


يكتب (ديڨيد ريف) بمعرفة شاملة جدا، و طريقة متعمقة جدا، و بعاطفة فائرة جدا، و مبادىء أخلاقية نشيطة جدا، مما يجعلنا لا نخرج من قراءة كتابه إلا بأمل للبشرية.

يربط (ديڨيد ريف) مأساة البوسنة بالنار والغضب.

لا اعتقد أن أحدا يستطيع قراءة هذا الكتاب إلا و مصحوبا بالألم والغضب.

في هذا العمل المبهر و الصادم و المقلق جدا، يكتب لنا (ديڨيد ريف) من منطقة حرب (البوسنة) ومن العواصم ومقرّ الأمم المتحدة الغربي، يتّهم الغرب والأمم المتّحدة بالوقوف صمتا دون فعل أي شيء ليوقف الإبادة الجماعية لمسلمي (البوسنة). المجزرة هو الترجمة و التفسير الجازم لهذه الحرب و الذي سيذكر دوما بالفشل الأعظم للدبلوماسية الغربية منذ الثلاثينات.

(البوسنة) كانت أكثر من مأساة إنسانية. كانت شعارا فاشل و ارتباك المجتمع الدولي في ما بعد فترة الحرب الباردة. في (البوسنة)، ظهرت مرة ثانية الإبادة الجماعية والفاشية العرقية في (أوروبا) للمرة الأولى في غضون خمسين سنة.

لم تكن هناك إرادة أو رغبة لمواجهتهم؛ إما من ناحية (الولايات المتّحدة)، أوروبا الغربية، أو الأمم المتّحدة، حيث كانت التجربة البوسنية هائلة ومثيرة للإحباط مثل (فيتنام) بالنسبة إلى (الولايات المتّحدة). إنه الفشل ونتائجه الذي يشرحه و يصنفه (ديڨيد ريف) في ظل هذه الحرب.

قد يقول أحدهم بأنّ هذه الحادثة المروّعة، كمافي كتاب (ديڨيد ريف) الممتاز والغاضب جدّا، كان مثالا من ردّ فعل العالم تجاه (البوسنة): حياد خاطئ بين القاتل والضحيّة يتحرّكان نحو الانغماس النشط ضدّ الأخير؛ رفض لقبول اللوم أو المسؤولية لأعماله؛ دولة عضو من الأمم المتّحدة وقعت في غدر الأمم المتّحدة بشكل مبالغ و هي في طريقها إلى السلام تبلغ تصفيتها. أحدهم قد يقول هذا، لكن ذلك لن يكون كافيا. (ديڨيد ريف) يذكّرنا بالرعب الكامل ومجون الحرب البوسنية، ويزوّدنا بصور صادمة للقسوة الغربية.

(ديڨيد ريف) يناقش، بشكل صحيح، بأنّ تدخّل منظمة حلف شمال الأطلسي NATO وحده كان يمكن أن يوقّف التطهير العرقي. لقد كانوا أناسا عاديين؛ أطباء، معلمين، أباء، إلخ. الذين نشأوا في صدر الحضارة، في أوروبا. توقّعوا أن تلك الحضارة ستحميهم من الرعب المنطلق من قبل الصرب البوسنيين، و صدموا عندما لم تحدث تلك الحماية. الفهم كان أعلى من طاقتهم، هذا ببساطة لا يمكن أن يحدث في نهاية القرن العشرين في قلب أوروبا، لكنّه حدث.

أسوأ مذبحة في أوروبا منذ المحرقة،  250 000 قتيل. لماذا؟ السيد (ديڨيد ريف) يصل لنفس الاستنتاج في النهاية: الأسطورة و الوهم. لقد كان الأتراك و الإنكشاريين و ال  ...يأتون إلى الصرب في أحلامهم، بينما كان الواقع في قتل و اغتصاب مسلمي (البوسنة) بدلا من ذلك. لماذا قتلوا بوسنيا مسلما بالسبعين من عمره؟ ألا تفهم أنهم فعلوا هذا لأن في عام 1389 م ضرب الأتراك الأمير لازار في  سراييفو؟
5 August 1992: the enduring image of the Bosnian war, taken when Ed Vulliamy and Independent Television News uncovered the existence of concentration camps in Trnopolje, above, Omarska and Keraterm. Photograph: Reuters
تذييل الناشر العربي: 
على امتداد صفحات هذا الكتاب، يدين (ديڨيد ريف) – من واقع رؤيته المباشرة كشاهد عيان- و من قلب الأحداث في ميادين  الحرب، الغرب و الأمم المتحدة لوقوفهما موقف المتفرج بينما يجري في إفناء (البوسنة). و خلال تنقلاته كمراسل لمجلة أمريكية في منطقة البلقان لأكثر من عامين، من (سراييفو) إلى المدن و القرى الأخرى المحاصرة، لم يكن (ريف) يتصور في البداية  - شأنه في ذلك شأن البوسنيين أنفسهم- أن ما يشاهده إنما هو حرب للإبادة. و يحلل (ريف)، في هذا الكتاب، الشهادة بدقة و صرامة بالغتين، و من خلال حواراته مع المسؤولين  و الناس العاديين في قلب هذه القصة المأساوية، أبعاد السقوط الأخلاقي للغرب. إنها رحلة صادمة و مذهلة، و شهادة لا تقل قوة و عمقا عن رواية (جورج أوريل) الكلاسيكية لوقائع الحرب الإسبانية في (المجد لكتالونيا).

سربرنيتشا: صرخة من القبر Srebrenica: A Cry from the Grave


A Cry from the Grave tells the story of the Srebrenica massacre of 1995, in which the Bosnian Serb army killed an estimated 7,000 Bosnian Muslims.

It follows hour by hour the story of the killings. Through the testimony of survivors and relatives of those who died it explores the pain felt when no one is brought to justice.There are interviews with investigators from the UN-sponsored court at The Hague and from the UN special prosecutor.

But the underlying message of the film is bleak indeed - no matter what is done, it will never be enough. A Cry from the Grave has won numerous prizes. It has been shown at the UN, and it was used during a war crimes trial at The Hague.

Thursday, May 26, 2011

القبض على مجرم سربرنيتشا راتكو ملاديتش



   صربيا تعتقل "سفاح" سربرنيتشا
كيف ظل ملاديتش مختبئا بعد حرب البوسنة؟ 
 الرئيس الصربي يؤكد اعتقال "سفاح البوسنة" ملاديتش 
Bosnia: Mladic Arrest Ends Reign of Impunity

Top Serbian War Crimes Suspect Caught

The Hunt for Ratko Mladic

من ويكيبديا: 

مذبحة سربرنيتشا، مجزرة شهدتها البوسنة والهرسك سنة 1995 على أيدي القوات الصربية وراح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص
ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة. تعتبر هذه المجزرة من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
تم تحميل رادوفان كاراديتش الزعيم السياسي لصرب البوسنة والجنرال راتكو ملاديتش الذي قاد المليشيا الصربية بالإضافة للعديد من القادة السياسيين والعسكريين وشبه العسكريين المسؤولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين وتشريدهم. فيما لا يزال معظمهم متواري عن الأنظار وملاحقين من قبل الإنتربول وقوات الأمم المتحدة في البوسنة. كذلك، اتهم أهالي الضحايا القوات الهولندية العاملة في نطاق قوات الأمم المتحدة بعدم الدفاع عن أهالي المدينة وتسليم من التجأ لثكنة هذه القوات لميليشا صرب البوسنة التي قتلتهم جميعاً لاحقاً [1].
في شباط/فبراير 2007، أكدت محكمة العدل الدولية ما أصدرته محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة [2] بأن ماجرى في سريبرينيتسا كان إبادة جماعية [3].

Saturday, April 16, 2011

سؤال لكل رجال الدين

تحديث:بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع الشكر 

اليوم، اتصل سائل ببرنامج ديني طالبا من الشيخ الدكتور مصطفى العدوي كلمة عما يحدث في سوريا لأنها ستؤثر. رد عليه بأن عليهم بدعاء القنوت و أن دعوة المظلوم مستجابة.

و الحق أقول: إنهم كانوا يقنتون ليلا في درعا، فاقتحموا عليهم المسجد العمري. و كانوا يصلون الجمعة، فأفسدوا عليهم صلاتهم. و كانوا يصلون من عقود، فقالوا لهم لا دين إلا البعث. و كانوا فتية آمنوا بربهم، فقالوا بل أنتم جماعات دينية. ثم قبروهم في (حماة) دون أن يصلوا عليهم، وسنوا لهم قانونا يعدمهم بأثر رجعي. لقد سئلت عن أمر لو تعلم يا شيخنا عظيم. إن أهل الشام يعرفون جيدا دعاء القنوت و أهمية دعوة المظلوم مثل كل العرب. إنهم لو لم يكونوا على حق و منصورين بإذن الله، ما خرجوا طلبا لحقهم. إنهم يدعون ربهم، و يشكرونك على التذكرة. لكن ما عن هذا سئلت يا شيخ. لقد سئلت عن كلمة مؤثرة إلى (الحكام الظالمين)، لا كلمة تعرفها جيدا (الشعوب المظلومة).

نعيد السؤال لكل رجال الدين: ماذا تقول للحاكم الظالم؟ ما حكم الدين في قتل المتظاهرين السلميين؟ ما حكم الدين في قنص المسالمين لمجرد أنهم أطلوا من نوافذهم، أو صودف مرورهم بالشارع قرب مظاهرة؟ ما حكم الدين في التعذيب؟ ما حكم الدين في احتجاز و تعذيب الأطفال و القصر؟ ما حكم الدين في تضليل الرأي العام؟ ما حكم الدين في إجارة الحاكم السارق و القاتل لشعبه؟

نريد أن ندرس ( أطيعوا الله....) كما نزلت، و فيم نزلت. و نريد أن ندرسها كما نزلت بترتيبها. لا نريد أن ندرس (طاعة أولي الأمر) قبل (طاعة الله) على غير ما جاء الترتيب في الآية الكريمة. و نريد أن يعرف الشيوخ و الناس أنها طاعة (أولي) بالجمع لفظة و معنى، و ليس (ولي) كما يروجون للحاكم. ربما نقترح على رجال الدين أن ندرس فقه الثورات.

(ليته صمت). كان هذا تعليق أحد المذيعين على المفتي السوري حين تدخل في أحداث (درعا) بطريقة أمنية مخزية على قناة الجزيرة. لكنني أقول دعوهم يتكلمون علنا؛ لنعرف أكثر ما تخفي قلوبهم، و ما تدبر عقولهم.

دور رجال الدين في كل زمان و مكان: في (ناشفيل –الولايات المتحدة الامريكية) انتزعت إحدى الشابات إجابة ضمنية من رجل الدين بالكنيسة المعمدانية؛ لكي يحرم التفرقة العنصرية من خمسين عاما. و قد أجباها مضطرا و بتحفظ، لكنه قالها. في جنوب أفريقيا يقف القس (ديزموند توتو) ضد الظلم و يقول الحق ضد التفرقة العنصرية. إنه يقولها ضد الحكومة الإسرائيلية ( السلام لا يمكن بناؤه من خلال الجدران والبنادق). و إلى غزة ذهب المطران (كابوتشي) مع المئات لا يعرف سنا و لا خوفا من موت أو محتل. و في مصر كان الشيخ ( حافظ سلامة) يزور ليبيا مرتين و قد تعدى الثمانين، و من قبلها كان له دور هام في الثورة المصرية، و من قبل ذلك بعقود قاد المقاومة الشعبية في السويس ضد الصهاينة. و نقف كثيرا احتراما عند الشيخ العز بن عبد السلام إمام أهل الشام حماها الله. هذا الشيخ الذي جاء مصر ليقيم الله على يديه العدل بكلمة حق صريحة. باختصار رجال الدين عليهم أن يقولوها صريحة و دون مداهنة و خاصة عندما تراق الدماء.ففي كل مكان و زمان يوجد وعاظ السلاطين، لكن يوجد أيضا رجال دين واحد يعرفون الله و يخافونه قبل أن يعرفوا الحاكم و يخافوه. فمن عرف الله حقا أحبه و خافه، و من تعرف إلى الحاكم تملقه و خافه.

ملحوظة: هناك قصة قصيرة كتبها الدكتور نجيب الكيلاني عن العز بن عبد السلام و دوره في تحرير الأمة و قول الحق مهما كلفه الأمر. قرأتها من فترة و فقدتها. الآن أريد إضافتها لموقعه. من يجد رابطا لها أو النص الأصلي يرسله لي و أكن له ممتنة.
 

الجزيرة لا تصنع الثورات، الجزيرة تغطيها


الجزيرة لا تصنع الثورات، الجزيرة تغطيها. صدقت. لكن كيف تغطيها؟ هذا هو السؤال. لأنها الفضائية العربية الأولى إخباريا؛ فإن المشاهد العربي يتوسم فيها المصداقية كما تعود منها. فهو لا يريد أن يعرف التحليل من القنوات الغربية الموجه و الناطقة بالعربية لأن لها غرضها. المشاهد الواعي قد يعيب على الجزيرة أداء ما، و عليها أن تتقبل (الرأي و الرأي الآخر) و تستجيب لمشاهدها و تحترمه. فهذا الأداء سيضاف لتاريخها. عندما تقدم الجزيرة تقريرا جيدا، نشكرها دون تأليه، و عندما تقدم تقريرا سيئا، ننتقدها دون تسفيه. قناة الجزيرة ليست ملاكا، و لا شيطانا. إنها فضائية إخبارية عربية. و اعتقد الناس أن الثورة السورية قد ولدت الجمعة الماضية لسببين: أولهما أن الأعداد كبيرة جدا و في معظم المدن، و السبب الثاني أن الجزيرة قامت بتغطيتها. نعم، لولا تغطية قناة الجزيرة لاستمر معظم الناس (الذين لا يعرفون غيرها مصدرا) بوصف ما يحدث في سوريا بأنها أحداث أو (مشاجرة في مقهى) كما وصفها الإعلام السوري نفسه. الآن سنجد ناشطي الانترنت (فيسبوك و تويتر و المدونات و....) يتناقلون الأخبار و الفيديوهات و الصور بكثافة. يبقى أن نعرف لماذا يتغير الأداء؟

مصر (ثورة على ضفاف النيل):
و قد حدث ذلك مثلا في انتخابات مصر 2010 لمجلس الشعب حيث كان هناك اتفاق مسبق بناءا على اتفاق رئيس مصر المخلوع و قطر بعدم معالجة الانتخابات إعلاميا بالجزيرة بصورة تحريضية. التغطية لم تكن مناسبة للحدث. حيث رددت رأي الحكومة في نزاهة الانتخابات أكثر من عرض الأراء التي تتحدث عن التجاوزات. و كلما اتصل أحد على الجزيرة مباشر ليتحدث عن التجاوز أسكتته المذيعة بأنهم لا يقبلون تجنيا دون دليل (تكرر الأمر مع سوريا كما سنرى). ثم تبعها التغطية الجيدة جدا أثناء الثورة المصرية حتى أن الجزيرة مباشر أعطت الحرية لكل المشاركين في انتقاد مبارك حد سبه علنا و كانت نبض الشارع المصري. لكن اتساءل ببراءة لماذا بعد نجاح الثورة خصصت الجزيرة مباشر مصر و لم تخصص تونس التي سبقتها في التحرر؟
ليبيا (عدتم و العود أحمد):
أول يومين في أحداث ليبيا، لم تقم بتغطية جيدة، أو حوارات ذات ثقل بخصوص ليبيا. بعد يومين تحسن الأداء؛ فاتصل مفكر ليبي مهاجر بالجزيرة مباشر ليشكرهم. و قال لهم (عدتم و العود أحمد). و لا ننسى الحديث الشهير بين (محمد كريشان) و (إيمان عياد) و نائب وزارة الخارجية الليبي (شلقم).
اليمن (أغلقوا المكتب لكن الأداء جيد جدا):
التغطية جيدة جدا، و أعجبني أداءهم في يوم تصوير مصابي اعتداء الجمعة. حيث عرف العالم كله الخبر من الجزيرة. لكن للأسف أغلق مكتبها بعد يومين تقريبا. يتصل أحد الموالين للرئيس اليمني منكرا عليهم عدم إذاعة المظاهرات الموالية للحكومة، فترد المذيعة افتحوا لنا المكتب و نحن ننقل. و قد نقلوا عن قناة سهيل و غيرها من المقاطع المنتشرة رغم المنع.

سوريا:
قام موقع الجزيرة الإلكتروني بحذف ملفين عن مجازر نظام الأسد الأب ضد شعبه في حماة و سجن تدمر حيث نشرا قبل انتفاضة 15 آزار بخمسة أيام ثم حذفا بعدها بيومين. لماذا تأخرت الجزيرة في تغطية أحداث (درعا) و اقتحام المسجد العمري؟ أعطتها عشر ثوان فقط بعد 4 ساعات من حدوثها. و هذا دون المستوى كما و كيفا. بينما باقي القنوات غير العربية (بي بي سي، و فرانس 24....) عرضت الخبر و مقاطع الفيديو التي وردتها و اتصلت بناشطين من داخل سوريا بعد منتصف الليل و قاموا بتحليل الخبر. بعدها كادت تكذب كل شهود العيان الذين استطاعوا الاتصال بهم؟ و بعد اعتراضات و انتقادات المتابعين و المتصلين اضطرت (لأنها بالمقام الأول قناة أخبار) أن تعرض أخبار الأحداث مشيرة إلى أنها نقلا عن وكالات. تعللوا مرارا بأنهم لا يعرضون مقاطع فيديو غير مؤكدة، و أن ليس لهم مراسل في سوريا؟ (ربما قالوا بعدها لم يسمح له بدخول درعا لا أذكر تحديدا). بعد أيام اضطروا لأن يلخصوا ما حدث في (درعا) باعتباره نقلا عن شهود عيان على صفحتها الإلكترونية. و كان تقريرا جيدا جدا، لكنه جاء متأخرا جدا.

الجزيرة الإنجليزية أفضل أحيانا: 

ننتقل لقناة الجزيرة الإنجليزية. حيث مع بدء الأحداث أخذت في تقديم برنامج عن حكم آل الأسد و القبضة الأمنية و التقت بناشطين و محللين. أخذ هذا البرنامج منحى معتدلا و برهن على أن سوريا دولة بوليسية و هناك فساد و أن ما يحدث هو انتفاضة. لم تكن التغطية كما يجب عموما، إلا انها أفضل من الجزيرة العربية. يقال إن الطرح الاجنبي للجزيرة يتناسب مع من يتابع أحداث العرب من الأجانب؛ لهذا لم تغفل الخلفية الأمنية و القمعية لآل الأسد التي يعرفها الجميع. بينما الكثير من العرب لم يعرف الكثير عن حماة و تدمر حيث لم يكن حينها إنترنت و لم يسمح بدخول الإعلام الأجنبي إلا بعد حين. لهذا نصيبنا أن يحذف ملفين عن مجزرة، و نصيب الأجانب برنامج عن حكم آل الأسد القمعي. لا أراها إلا كيلا بمكيالين. 

من هو مراسل الجزيرة الإنجليزية؟
اكتشفت وجود مراسل لقناة الجزيرة كان يعمل قبل ذلك في السي إن إن و له خبرة بالمنطقة العربية و يعرف اللغة العربية إلى حد ما، و التحق بهم في يناير 2011 أي من بدء الاتفاضات العربية. فماذا كتب؟ كتب الكثير على صفحته، إلا أنهم اختاروا القليل ليعرضوه في الجزء العربي. كتب عن (درعا) التي أحيطت بقوات الجيش و منع من الوصول إليها ليلة الجمعة. سخر من عدد القوات المهول و تجهيزها العالي حين قال:

( إنه من عامين كان دورية مقاتلة بالجيش السوري على طول الحدود العراقية: كان هناك أسلحة وقوّة نارية أقل في هذه الرحلة، مما رأيت اليوم في درعا).
تحدث بصراحة على صفحته عن طريقة تعامل الحكومة السورية حين قال:

(أحيانا أفضل فيديو في عيون الحكومة السورية هو لا فيديو على الإطلاق.)

Turned back in DaraaBy Cal Perry in Middle East. On March 31st, 2011.
((Sometimes the best video in the eyes of the Syrian government is no video at all.))
((I explained it to him like this, “two years ago I did a combat patrol with the Syrian Army along the Iraqi border: there were less weapons and firepower on that trip, than I saw today in Deraa.”))

و كانت المفاجأة يوم الجمعة 15 أبريل 2011، حيث عرضت الجزيرة كل مقاطع الفيديو التي تنتشر على الانترنت أيا كان مصدرها و تاريخها!. و خصصت أحداث سوريا كخبر أول في معظم نشراتها قبل ليبيا مثلا. و تزامن هذا مع أداء أفضل في محاولة أخيرة لملاحقة القنوات الأخرى بعد شهر من بدء الأحداث في سوريا. و طبعا شكرهم المتصلون.

التغطية المنحازة  قد تسيء للثورات أكثر من إفادتها. ربما يكون الصمت أيضا نوعا من التواطوء. لكن التغطية المعتدلة أو حتى تبني الخدمة الإعلامية للثورة يعد سلاحا من الأسلحة التي تساعد على النجاح. الإعلام و وسائل الاتصال الحديثة أدوات و أسباب في نشر الخبر و التحليل الإخباري. فتؤثر سلبا أو إيجابا في المتابعين. أما أن تغفل القناة عمدا خبرا و لا تعطيه المساحة المناسبة مثل خبر اقتحام المسجد العمري فضلا عن إعادة الرواية الرسمية الكوميدية عشرات المرات يعد تحيزا و يتنافى مع مصداقية القناة الإخبارية. تكرر هذا مع مسلسل (العصابة المسلحة نصف الملثمة). للأمانة، فإن لقاء الجزيرة مع مفتي سوريا كان مفيدا و كان أداء المذيع متألقا و صادقا.

لهذا كان علينا أن ندعو قناة الجزيرة القطرية ألا تكون صوتا رسميا للإعلام السوري لمجرد أنها داعمة لسياسات سوريا أو لأسباب أخرى لا نعلمها. فالشعب العربي يتفق و يدعم سوريا في الممانعة و المقاومة. لكن لا يجب أن يكون ذلك ذريعة للصمت الإعلامي على قمع المتظاهرين.  كما أن دور قناة الجزيرة في الثورات كما أشادت وزيرة الخارجية الامريكية و غيرها أمر لا يستهان به لدرجة أن القناة نفسها أذاعت هذا الخبر. فكيف تتعمد أن تفقده بتغطية غير جيدة؟ 

و نصيحة للمشاهدين: لا تعتمد على فضائية واحدة. فالفضائيات لا تسيرعلى وتيرة واحدة حتى لو قالت أنها محايدة. لأن الإعلام يراعي بعض المصالح و التوجهات و الدبلوماسية في عرض المواضيع.

خطابات و وعود من العاصفة!

عجبا من حكام يحنثون في وعودهم حتى قبل أن ينهوا خطابهم. و عجبا من نخبة تقول للناس صدقوا و عودهم، و هم يعلمون كذبها. 

عندما خطب (مبارك) خطابه العاطفي كانت قواته الأمنية تبطش ليلا بالمعتصمين بكل الميادين. و في صباح اليوم التالي كان رئيس الوزراء الجديد (شفيق) يقفز من قناة لأخرى ليدعي أنهم يؤمنون التظاهر السلمي و الحوار في حين موقعة الجمل على أشدها و لا خبر عن وزير الداخلية الجديد (وجدي). كذلك فعل الرئيس التونسي (بن علي) حين تكلم عن منع استخدام (الخرطوش) ليلا، بينما قوات الأمن تقتل هنا و هناك حتى رحيله في اليوم التالي.
هل كان لا بد من مقتل العشرات في درعا حتى تخرج (بثينة شعبان) بخطاب التعديلات الكبيرة المفترضة مع التهاني المتأخرة للأكراد؟ الوعود التي بدأت ب (سين و سوف) عند (شعبان)، لم يذكرها (بشار الأسد) إلا كنوع من(المستحيل) لمجلس المصفقين (الشعب). هل النظام السوري الحاكم لا يقدم إلا (الوعود)؟
لم يقدم النظام السوري معالجة، بل عقد المشكلة. لأن النظام لا يعني الحكومة بل يعني طريقة حكم البلد، و هي التي توصف بأنها قمعية بوليسية. الأمن لا يتطلب أن اعتقل و اقتلع أظافر طفل كتب شعارا. الأمن ليس بأن يقتل رجال الأمن شابا قال كلمة لا تعجبني، أو مزق صورة في مظاهرة؟ تفريق المظاهرات حتى بالقوة لا يعني قنص المتظاهرين السلميين. الحل الأمني يستطيع منع المظاهرات أو تطوقها دون قتل. لكن ما حدث هو أنه غير القنص، افتعل فيها المناوشات ليبرر التدخل. أدخل ال (شبيحة) و العصابات الأمنية المسلحة ليختلط الحابل بالنابل. هذا اسمه تصعيد مقصود و إجرام، و ليس تعاملا أمنيا. فهل يأمنون العقوبة في الدنيا لهذا الحد من الإجرام؟ نعم، فإن في سوريا قانون لا مثيل له في العالم، حيث لا يعاقب أفراد الأمن على جرائمهم المعترف بها إلا بمواقفة عليا!. لكن، في النهاية، مصيرهم واحد إن لم يكن في الدنيا، ففي الآخرة. هذا التعامل القمعي الذي اختاروه أدخلهم في مأزق، فما ضر لو سمحوا بالتظاهرات دون عنف و قتل؟ هل يتشوقون للدماء لهذا الحد أم لأنها إنها عادتهم لعقود تحت حكم البعث؟ للأسف كلما ذكرت المظاهرات في سوريا، نخاف؛ لأننا لا نتذكر إلا أحداث (تدمر و حماة).
هناك مقطع مشهور و مؤثر للتعذيب بالساحة في مدينة البيضاء السورية. حسبنا الله و نعم الوكيل أيا كان مرتكبه. من شاهد المقطع قال إنهم بلا قلب، و أيضا بلا عقل. إن كانوا يقسون على الأحياء فما بال الأموات أو من شارف على الموت؟ علق الكثير من السوريين أن هذا المقطع يمثل جزءا يسيرا مما يرونه في الدولة البوليسية على مدى عقود.
يستمر مسلسل التعذيب و القمع السوري بينما الخطابات و الوعود تتكرر. و قد قال الجميع أن (بشار الأسد) أعطي فرصة ممتازة لتحقيق إصلاحات وعد بها من عشر سنوات، لكن لم يتم شيء. ثم وعدت (بثينة شعبان)، لكن لم يتم شيء. بل إنهم أكدا على عدم قتل المتظاهرين، لكن ظهرت موجات أكثر من القتل و التعذيب و العصابات المسلحة.
السؤال المنطقي إن كان الجيش طوق المدينة فكيف ظهرت العصابة المسلحة و اختارت المدينة المحاصرة فقط لتظهر فيها؟ فإما أن تكون قوات الجيش لا تقوم بواجبها جيدا، أو أنها ليست عصابة كما يدعون و من أدخلها هو من يحميها.
تحديث: خطاب جديد و أيضا غير موجه للشعب لكن لمجلس الوزارء (الحكومة الجديدة). و يحمل أيضا وعدا جديدا بإلغاء قانون الطواري خلال أسبوع. و (إسراع دون تسرع)!. و منح الشهادة (صك الاستشهاد) للمدنيين و العسكريين. نتمنى من الله أن تتحقق الوعود هذه المرة. آمين.
رئيس اليمن غلبهم جميعا. كل أسبوع خطاب. و لا يزال يبحث عن يد أمينة ليسلمها السلطة. و لهذا بعد أن كانت المهلة شهرا، استمرت أكثر مما يحلم هو شخصيا في الحكم. و خطابه الأخير أوقع فتنة متعمدة بين النساء و تحدث عن الاختلاط مما سبب مظاهرات ضده و بعض المشاحنات. فعلا خطاب مؤثر جدا استطاع بكلمة صنع مشكلة. لكن الشعب اليمني كان أحكم منه بإذن الله.الحكمة يمانية.
عاهل المغرب ألقى خطابا وصف بالتاريخي. رد عليه الشعب: الشعب هو مصدر الدستور. لا للدستور الممنوح. و رد عليه الفنان رشيد غلام في مقاله الشهير بموقع هسبرس: نريد فعلا تاريخيا لا خطابا تاريخيا.
خطب العاهل السعودي. اعترض السعوديون عبر شبكات التواصل على (مكرمة) لفظة، و معنى.
رئيس الجزائر لم يخطب من عامين. و خطب الأمس. ننتظر رد فعل الجزائريين.
العقيد الليبي: لا تعليق.

Tuesday, March 29, 2011

مجزرة حماة وقائع منسية

روابط لها صلة:


تحديث هام:
أعادت القناة نشره على موقعها الإخباري بتاريخ 3 مايو 2011
مجزرة حماة.. وقائع منسية
http://www.aljazeera.net/news/pages/526444d9-2199-4318-ad87-9c11c0f991cb

التدوينة الأصلية:
نظرا لحذف موقع قناة الجزيرة نت الملف ( مجزرة حماة وقائع منسية) من صفحتها، لكنها لم تحذف حتى الآن من الجزيرة توك فإننا نضع النسخ المحذوفة لكم. و جدنا عشرات المواقع التي نقلته عنها و أشادت بحياديتها من أكثر من أسبوع. لكنها الآن حذفته و معه موضوع عن (سجن تدمر).
 أحد المواقع استبشر خيرا بمقالات الجزيرة عن مجازر نظام الأسد قبل أن يفاجأ بحذفها من موقعها!

نسخة مخبأة من الجزيرة نت بعد حذف الملف

الملف الأول مفقود 

الملف الثاني مفقود 

الناس ما كانتش مصدقة نفسها ساعة لما الجزيرة نشرت الموضوع!!

اهداء إلى قناة الجزيرة السورية 1 #syria #Aljazeera

تحديث: 

الخميس 10/3/2011 م (آخر تحديث) الساعة 20:10 (مكة المكرمة)
صفحتي الرئيسية: الأخبار : تقارير وحوارات : مجزرة حماة.. وقائع منسية
مجزرة حماة.. وقائع منسية




بدأت مجزرة حماة في الثاني من فبراير/ شباط 1982، حين باشرت وحدات عسكرية حملة على المدينة الواقعة وسط سوريا، وتم تطويق المدينة وقصفها بالمدفعية قبل اجتياحها عسكريا وقتل واعتقال عدد كبير من سكانها، وراح ضحية المجزرة آلاف أو عشرات الآلاف من أبناء حماة وفق روايات متعددة.
وتشير بعض التقديرات إلى سقوط ما بين  عشرين وأربعين ألف قتيل، وفقدان نحو 15 ألفا آخرين لا يزال مصير عدد كبير منهم مجهولا حتى الآن.
وفضلا عن القتلى والمفقودين، فقد تعرضت المدينة -الواقعة على بعد نحو 200 كلم شمال العاصمة دمشق- لخراب كبير شمل مساجدها وكنائسها ومنشآتها ودورها السكنية، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من سكانها بعد انتهاء الأحداث العسكرية.
وتشير التقارير التي نشرتها الصحافة الأجنبية عن تلك المجزرة إلى أن النظام منح القوات العسكرية كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب المتعاطفين معها. وفرضت السلطات تعتيماً على الأخبار لتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية.
وبررت السلطات وقتها ما حدث بوجود عشرات المسلحين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين داخل مدينة حماة.

اتهام الإخوان
 وجاءت تلك الأحداث في سياق صراع عنيف بين نظام الرئيس حينها حافظ الأسد وجماعة الإخوان التي كانت في تلك الفترة من أقوى وأنشط قوى المعارضة في البلاد.
واتهم النظام حينها جماعة الإخوان بتسليح عدد من كوادرها وتنفيذ اغتيالات وأعمال عنف فيسوريا من بينها قتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية في يونيو/ حزيران 1979 في مدينة حلب شمال.
ورغم نفي الإخوان لتلك التهم وتبرئهم من أحداث مدرسة المدفعية فإن نظام الأسد حظر الجماعة بعد ذلك وشن حملة تصفية واسعة في صفوفها، وأصدر قانون 49 عام 1980 يعاقب بالإعدام كل من ينتمي لها.
وتطالب المنظمات الحقوقية بتحقيق دولي مستقل في أحداث حماة، ومعاقبة المسؤولين عن المجزرة التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية وقسوة في تاريخ سوريا الحديث.
المصدر: الجزيرة



مجزرة حماة.. وقائع منسية

سميح شقير ( يا حيف ) أغنية مهداة لشهداء درعا




 الفيديو الأول بالعربية ثم الثاني مترجم إلى الإنجليزية

كلمات الأغنية:
يا حيف اخ ويا حيف زخ رصاص على الناس العزّل يا حيف. وأطفال بعمر الورد تعتقلن كيف. وانت ابن بلادي تقتل بولادي. وظهرك للعادي وعليي هاجم بالسيف. يا حيف يا حيف. وهذا اللي صاير يا حيف. بدرعا ويا يما ويا حيف. سمعت هالشباب يما الحرية عالباب يما. طلعو يهتفولا. شافو البواريد يما. قالو اخوتنا هن ومش رح يضربونا. ضربونا يما بالرصاص الحي. متنا. بايد إخوتنا باسم امن الوطن واحنا مين إحنا واسألوا التاريخ. يقرا صفحتنا مش تاري السجان يما كلمة حرية وحدا هزتلو اركانو. ومن هتفت لجموع يما اصبح كالملسوع يما. يصلينا بنيرانو. واحنا اللي قلنا اللي بيقتل شعبو. خاين. يكون من كاين. والشعب مثل القدر. من ينتخي ماين. والشعب مثل القدر. والامل باين.


#Syria SONG dedicated to #Daraa Martyrs: O’ Shame (Ya 7aif) by Sameeh Shaqir. English subtitles. press on CC in tool-bar

"قلب مفتوح"

تعرف على صانعي الأفلام المرشحين في 2013 لجائزة الأوسكار: كيف ديفيدسون - "قلب مفتوح"   ملاحظة المحرر في IDA:   ترشيح Open Heart  لج...