Pages

Showing posts with label الإعلام المخادع. Show all posts
Showing posts with label الإعلام المخادع. Show all posts

Saturday, April 16, 2011

الجزيرة لا تصنع الثورات، الجزيرة تغطيها


الجزيرة لا تصنع الثورات، الجزيرة تغطيها. صدقت. لكن كيف تغطيها؟ هذا هو السؤال. لأنها الفضائية العربية الأولى إخباريا؛ فإن المشاهد العربي يتوسم فيها المصداقية كما تعود منها. فهو لا يريد أن يعرف التحليل من القنوات الغربية الموجه و الناطقة بالعربية لأن لها غرضها. المشاهد الواعي قد يعيب على الجزيرة أداء ما، و عليها أن تتقبل (الرأي و الرأي الآخر) و تستجيب لمشاهدها و تحترمه. فهذا الأداء سيضاف لتاريخها. عندما تقدم الجزيرة تقريرا جيدا، نشكرها دون تأليه، و عندما تقدم تقريرا سيئا، ننتقدها دون تسفيه. قناة الجزيرة ليست ملاكا، و لا شيطانا. إنها فضائية إخبارية عربية. و اعتقد الناس أن الثورة السورية قد ولدت الجمعة الماضية لسببين: أولهما أن الأعداد كبيرة جدا و في معظم المدن، و السبب الثاني أن الجزيرة قامت بتغطيتها. نعم، لولا تغطية قناة الجزيرة لاستمر معظم الناس (الذين لا يعرفون غيرها مصدرا) بوصف ما يحدث في سوريا بأنها أحداث أو (مشاجرة في مقهى) كما وصفها الإعلام السوري نفسه. الآن سنجد ناشطي الانترنت (فيسبوك و تويتر و المدونات و....) يتناقلون الأخبار و الفيديوهات و الصور بكثافة. يبقى أن نعرف لماذا يتغير الأداء؟

مصر (ثورة على ضفاف النيل):
و قد حدث ذلك مثلا في انتخابات مصر 2010 لمجلس الشعب حيث كان هناك اتفاق مسبق بناءا على اتفاق رئيس مصر المخلوع و قطر بعدم معالجة الانتخابات إعلاميا بالجزيرة بصورة تحريضية. التغطية لم تكن مناسبة للحدث. حيث رددت رأي الحكومة في نزاهة الانتخابات أكثر من عرض الأراء التي تتحدث عن التجاوزات. و كلما اتصل أحد على الجزيرة مباشر ليتحدث عن التجاوز أسكتته المذيعة بأنهم لا يقبلون تجنيا دون دليل (تكرر الأمر مع سوريا كما سنرى). ثم تبعها التغطية الجيدة جدا أثناء الثورة المصرية حتى أن الجزيرة مباشر أعطت الحرية لكل المشاركين في انتقاد مبارك حد سبه علنا و كانت نبض الشارع المصري. لكن اتساءل ببراءة لماذا بعد نجاح الثورة خصصت الجزيرة مباشر مصر و لم تخصص تونس التي سبقتها في التحرر؟
ليبيا (عدتم و العود أحمد):
أول يومين في أحداث ليبيا، لم تقم بتغطية جيدة، أو حوارات ذات ثقل بخصوص ليبيا. بعد يومين تحسن الأداء؛ فاتصل مفكر ليبي مهاجر بالجزيرة مباشر ليشكرهم. و قال لهم (عدتم و العود أحمد). و لا ننسى الحديث الشهير بين (محمد كريشان) و (إيمان عياد) و نائب وزارة الخارجية الليبي (شلقم).
اليمن (أغلقوا المكتب لكن الأداء جيد جدا):
التغطية جيدة جدا، و أعجبني أداءهم في يوم تصوير مصابي اعتداء الجمعة. حيث عرف العالم كله الخبر من الجزيرة. لكن للأسف أغلق مكتبها بعد يومين تقريبا. يتصل أحد الموالين للرئيس اليمني منكرا عليهم عدم إذاعة المظاهرات الموالية للحكومة، فترد المذيعة افتحوا لنا المكتب و نحن ننقل. و قد نقلوا عن قناة سهيل و غيرها من المقاطع المنتشرة رغم المنع.

سوريا:
قام موقع الجزيرة الإلكتروني بحذف ملفين عن مجازر نظام الأسد الأب ضد شعبه في حماة و سجن تدمر حيث نشرا قبل انتفاضة 15 آزار بخمسة أيام ثم حذفا بعدها بيومين. لماذا تأخرت الجزيرة في تغطية أحداث (درعا) و اقتحام المسجد العمري؟ أعطتها عشر ثوان فقط بعد 4 ساعات من حدوثها. و هذا دون المستوى كما و كيفا. بينما باقي القنوات غير العربية (بي بي سي، و فرانس 24....) عرضت الخبر و مقاطع الفيديو التي وردتها و اتصلت بناشطين من داخل سوريا بعد منتصف الليل و قاموا بتحليل الخبر. بعدها كادت تكذب كل شهود العيان الذين استطاعوا الاتصال بهم؟ و بعد اعتراضات و انتقادات المتابعين و المتصلين اضطرت (لأنها بالمقام الأول قناة أخبار) أن تعرض أخبار الأحداث مشيرة إلى أنها نقلا عن وكالات. تعللوا مرارا بأنهم لا يعرضون مقاطع فيديو غير مؤكدة، و أن ليس لهم مراسل في سوريا؟ (ربما قالوا بعدها لم يسمح له بدخول درعا لا أذكر تحديدا). بعد أيام اضطروا لأن يلخصوا ما حدث في (درعا) باعتباره نقلا عن شهود عيان على صفحتها الإلكترونية. و كان تقريرا جيدا جدا، لكنه جاء متأخرا جدا.

الجزيرة الإنجليزية أفضل أحيانا: 

ننتقل لقناة الجزيرة الإنجليزية. حيث مع بدء الأحداث أخذت في تقديم برنامج عن حكم آل الأسد و القبضة الأمنية و التقت بناشطين و محللين. أخذ هذا البرنامج منحى معتدلا و برهن على أن سوريا دولة بوليسية و هناك فساد و أن ما يحدث هو انتفاضة. لم تكن التغطية كما يجب عموما، إلا انها أفضل من الجزيرة العربية. يقال إن الطرح الاجنبي للجزيرة يتناسب مع من يتابع أحداث العرب من الأجانب؛ لهذا لم تغفل الخلفية الأمنية و القمعية لآل الأسد التي يعرفها الجميع. بينما الكثير من العرب لم يعرف الكثير عن حماة و تدمر حيث لم يكن حينها إنترنت و لم يسمح بدخول الإعلام الأجنبي إلا بعد حين. لهذا نصيبنا أن يحذف ملفين عن مجزرة، و نصيب الأجانب برنامج عن حكم آل الأسد القمعي. لا أراها إلا كيلا بمكيالين. 

من هو مراسل الجزيرة الإنجليزية؟
اكتشفت وجود مراسل لقناة الجزيرة كان يعمل قبل ذلك في السي إن إن و له خبرة بالمنطقة العربية و يعرف اللغة العربية إلى حد ما، و التحق بهم في يناير 2011 أي من بدء الاتفاضات العربية. فماذا كتب؟ كتب الكثير على صفحته، إلا أنهم اختاروا القليل ليعرضوه في الجزء العربي. كتب عن (درعا) التي أحيطت بقوات الجيش و منع من الوصول إليها ليلة الجمعة. سخر من عدد القوات المهول و تجهيزها العالي حين قال:

( إنه من عامين كان دورية مقاتلة بالجيش السوري على طول الحدود العراقية: كان هناك أسلحة وقوّة نارية أقل في هذه الرحلة، مما رأيت اليوم في درعا).
تحدث بصراحة على صفحته عن طريقة تعامل الحكومة السورية حين قال:

(أحيانا أفضل فيديو في عيون الحكومة السورية هو لا فيديو على الإطلاق.)

Turned back in DaraaBy Cal Perry in Middle East. On March 31st, 2011.
((Sometimes the best video in the eyes of the Syrian government is no video at all.))
((I explained it to him like this, “two years ago I did a combat patrol with the Syrian Army along the Iraqi border: there were less weapons and firepower on that trip, than I saw today in Deraa.”))

و كانت المفاجأة يوم الجمعة 15 أبريل 2011، حيث عرضت الجزيرة كل مقاطع الفيديو التي تنتشر على الانترنت أيا كان مصدرها و تاريخها!. و خصصت أحداث سوريا كخبر أول في معظم نشراتها قبل ليبيا مثلا. و تزامن هذا مع أداء أفضل في محاولة أخيرة لملاحقة القنوات الأخرى بعد شهر من بدء الأحداث في سوريا. و طبعا شكرهم المتصلون.

التغطية المنحازة  قد تسيء للثورات أكثر من إفادتها. ربما يكون الصمت أيضا نوعا من التواطوء. لكن التغطية المعتدلة أو حتى تبني الخدمة الإعلامية للثورة يعد سلاحا من الأسلحة التي تساعد على النجاح. الإعلام و وسائل الاتصال الحديثة أدوات و أسباب في نشر الخبر و التحليل الإخباري. فتؤثر سلبا أو إيجابا في المتابعين. أما أن تغفل القناة عمدا خبرا و لا تعطيه المساحة المناسبة مثل خبر اقتحام المسجد العمري فضلا عن إعادة الرواية الرسمية الكوميدية عشرات المرات يعد تحيزا و يتنافى مع مصداقية القناة الإخبارية. تكرر هذا مع مسلسل (العصابة المسلحة نصف الملثمة). للأمانة، فإن لقاء الجزيرة مع مفتي سوريا كان مفيدا و كان أداء المذيع متألقا و صادقا.

لهذا كان علينا أن ندعو قناة الجزيرة القطرية ألا تكون صوتا رسميا للإعلام السوري لمجرد أنها داعمة لسياسات سوريا أو لأسباب أخرى لا نعلمها. فالشعب العربي يتفق و يدعم سوريا في الممانعة و المقاومة. لكن لا يجب أن يكون ذلك ذريعة للصمت الإعلامي على قمع المتظاهرين.  كما أن دور قناة الجزيرة في الثورات كما أشادت وزيرة الخارجية الامريكية و غيرها أمر لا يستهان به لدرجة أن القناة نفسها أذاعت هذا الخبر. فكيف تتعمد أن تفقده بتغطية غير جيدة؟ 

و نصيحة للمشاهدين: لا تعتمد على فضائية واحدة. فالفضائيات لا تسيرعلى وتيرة واحدة حتى لو قالت أنها محايدة. لأن الإعلام يراعي بعض المصالح و التوجهات و الدبلوماسية في عرض المواضيع.

Tuesday, March 29, 2011

مجزرة حماة وقائع منسية

روابط لها صلة:


تحديث هام:
أعادت القناة نشره على موقعها الإخباري بتاريخ 3 مايو 2011
مجزرة حماة.. وقائع منسية
http://www.aljazeera.net/news/pages/526444d9-2199-4318-ad87-9c11c0f991cb

التدوينة الأصلية:
نظرا لحذف موقع قناة الجزيرة نت الملف ( مجزرة حماة وقائع منسية) من صفحتها، لكنها لم تحذف حتى الآن من الجزيرة توك فإننا نضع النسخ المحذوفة لكم. و جدنا عشرات المواقع التي نقلته عنها و أشادت بحياديتها من أكثر من أسبوع. لكنها الآن حذفته و معه موضوع عن (سجن تدمر).
 أحد المواقع استبشر خيرا بمقالات الجزيرة عن مجازر نظام الأسد قبل أن يفاجأ بحذفها من موقعها!

نسخة مخبأة من الجزيرة نت بعد حذف الملف

الملف الأول مفقود 

الملف الثاني مفقود 

الناس ما كانتش مصدقة نفسها ساعة لما الجزيرة نشرت الموضوع!!

اهداء إلى قناة الجزيرة السورية 1 #syria #Aljazeera

تحديث: 

الخميس 10/3/2011 م (آخر تحديث) الساعة 20:10 (مكة المكرمة)
صفحتي الرئيسية: الأخبار : تقارير وحوارات : مجزرة حماة.. وقائع منسية
مجزرة حماة.. وقائع منسية




بدأت مجزرة حماة في الثاني من فبراير/ شباط 1982، حين باشرت وحدات عسكرية حملة على المدينة الواقعة وسط سوريا، وتم تطويق المدينة وقصفها بالمدفعية قبل اجتياحها عسكريا وقتل واعتقال عدد كبير من سكانها، وراح ضحية المجزرة آلاف أو عشرات الآلاف من أبناء حماة وفق روايات متعددة.
وتشير بعض التقديرات إلى سقوط ما بين  عشرين وأربعين ألف قتيل، وفقدان نحو 15 ألفا آخرين لا يزال مصير عدد كبير منهم مجهولا حتى الآن.
وفضلا عن القتلى والمفقودين، فقد تعرضت المدينة -الواقعة على بعد نحو 200 كلم شمال العاصمة دمشق- لخراب كبير شمل مساجدها وكنائسها ومنشآتها ودورها السكنية، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من سكانها بعد انتهاء الأحداث العسكرية.
وتشير التقارير التي نشرتها الصحافة الأجنبية عن تلك المجزرة إلى أن النظام منح القوات العسكرية كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب المتعاطفين معها. وفرضت السلطات تعتيماً على الأخبار لتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية.
وبررت السلطات وقتها ما حدث بوجود عشرات المسلحين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين داخل مدينة حماة.

اتهام الإخوان
 وجاءت تلك الأحداث في سياق صراع عنيف بين نظام الرئيس حينها حافظ الأسد وجماعة الإخوان التي كانت في تلك الفترة من أقوى وأنشط قوى المعارضة في البلاد.
واتهم النظام حينها جماعة الإخوان بتسليح عدد من كوادرها وتنفيذ اغتيالات وأعمال عنف فيسوريا من بينها قتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية في يونيو/ حزيران 1979 في مدينة حلب شمال.
ورغم نفي الإخوان لتلك التهم وتبرئهم من أحداث مدرسة المدفعية فإن نظام الأسد حظر الجماعة بعد ذلك وشن حملة تصفية واسعة في صفوفها، وأصدر قانون 49 عام 1980 يعاقب بالإعدام كل من ينتمي لها.
وتطالب المنظمات الحقوقية بتحقيق دولي مستقل في أحداث حماة، ومعاقبة المسؤولين عن المجزرة التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية وقسوة في تاريخ سوريا الحديث.
المصدر: الجزيرة



مجزرة حماة.. وقائع منسية

Monday, March 28, 2011

ثورة في الإعلام السوري 2


 فتحت القنوات السورية المجال لرجلي دين معروفين، فتفاءلنا خيرا.جاء حديث الشيخ الكبير محمد سعيد رمضان البوطي على الفضائية السورية. و كنا ننتظره ليتكلم عن حرمة قتل المتظاهرين أو ليواسي الشهداء أو عن العدالة والحرية. و خاصة أن د/ بثينة شعبان نقلا عن الرئيس وعدت بعدة إصلاحات منها عدم إطلاق النار على المتظاهرين. لكنه الشيخ البوطي أخذ يتحدث عن شيء اسمه (الفتنة) بصيغة المخلص الأمين والرجل العاقل الحكيم. واتهم بعض سوريي الخارج أنهم يعيشون في نعيم ويحركون الناس. و أن المتظاهرين السذج يتبعونهم دون تفكير. كما أنه وصف من يتظاهرون بأنهم ينتظرون خارج المسجد و لا يصلون ثم يلتحمون بالمصلين ويبدأوا التظاهر.ثم عاد ليقول أن هؤلاء متشددون ملمحاً للإسلاميين في اليوم التالي. سبحان الله على التناقض: لا يصلون، و متشددين معاً!
لقد تفاءلنا خيرا بهذا الشيخ حيث تابعنا خطبه و دروسه عبر الفضائيات، و نذكر حديثه في حلقات مع البوطي التي عرضت على قناة (صانعو القرار) حيث قال أن حافظ الأسد طلب منه أن ينفذ له ما يطلب. فطلب شيئا لا لنفسه لكنه طلب العفو عن بعض المظلومين أو المبعدين فكان له ما طلب. قلنا لعله خيرا. لكنه للأسف استخدم طريقة أقرب إلى التخوين منها إلى كلمة حق عند نظام جائر أو حتى التهدئة في هذه الأحداث. لقد راهنا عليه، لكنه ببساطة خذلنا.

بعده جاء المفتي الشيخ أحمد بدر الدين حسون ليمتدح سوريا و نحن نمتدحها معه مستدلا بقول منسوب لرسول الله صلى الله عليه و سلم. لكنه تحدث مرتين دون الإشارة إلى ما حرم الله ورسوله من قتل للمتظاهرين، وما أحله الله للناس من حرية و كرامة. وأخذ يلمح إلى الفتنة و الطائفية بطريقة إسقاط تنم على ما يخبئه النظام من تهم سيلقيها على المتظاهرين. وأخذ الشيخ يسخر من حال مصر و تونس بعد الثورة! بل امتدت سخريته من شيوخ العالم الإسلامي بطريقة غير مقبولة. نكرر هذا حديث المفتي رجل الدين على الفضائيات السورية في وقت حرج.
نسى الشيخان أن هناك دماء سالت بالمسجد، و أن طفلة عمرها 11 سنة قتلت فجر الأربعاء. لم يفسر لنا الشيخان و لا الإعلام السوري هل نصنفها من الشهداء، أم من العصابة المسلحة؟!  


ثورة في الإعلام السوري 1

لو لم تكن في بثها التجريبي، فماذا كانت ستفعل؟
بهذا التعليق وُصِف تعامل القناة الفضائية السورية الإخبارية مع الأحداث الأخيرة في سوريا. حيث تعمدت ومعها قناة سوريا الفضائية أن يكونا سلاحا إضافيا بيد الحكومة ضد الشعب؛ فلا هم التزموا المصداقية، و لا هم صمتوا أو نقلوا حتى نصف الحقيقة. لكنهم، للأسف لعبوا بمصير الثورة إعلاميا. و هو أمر خطير.
فمنذ الخامس عشر من آذار وفي أحداث القامشلي، و سوق الحميدية، ثم درعا، التزموا الرواية البوليسية الأمنية فقط عن وجود مندسين، و أيد خارجية، و أجندات، ثم عصابة مسلحة,...إلخ. وهو نفس ما سمعناه في مصر و تونس و اليمن و ليبيا ثم ثبت كذبها. و الحقيقة أن الإعلام السوري تفوق عليهم حيث أدمج كل هذه التهم في يوم واحد. و تفوق على نفسه حين أنكر وجود متظاهرين أصلا، ليعود ليصفهم بأنهم دعاة فتنة. لم يعرضوا أي مشهد لجريح أو قتيل بل مقطع فيديو واحد لرزم من الأموال و أسلحة قالوا أنهم وجدوها داخل المسجد، بالرغم رغم إنكارهم اقتحام قوات الأمن للمسجد أصلا.
بعدها بيوم أطلت علينا د/ بثينة شعبان في ذات الخطاب لتقول (أنهم مندسين) و (أن مطالبهم ستلبى)!.
و لم يفتهم أن يلوحوا بالقنوات المغرضة مثل (العربية، هيئة الإذاعة البريطانية، فرنسا 24، سي إن إن،...) لمجرد أنهم تابعوا الحدث بحسب ما توافر لهم من معلومات بسبب منع دخول الإعلام إلى مدينة درعا. فيما لم تنقل قناة الجزيرة خبر مهاجمة المسجد العمري بدرعا إلا بعد ساعات بطريقة التشكُك، عارضةً رواية التلفزة السورية الرسمية مرارا عن العصابة المسلحة حتى عند طرح الأسئلة. لكن عندما أجبر الناشطون قناة الجزيرة الصامتة أو المتواطئة أن تعرض بشيء من الحيادية مقاطع قمع المظاهرات و إطلاق النار، أضافت حكومة دمشق قناة الجزيرة أيضا لقائمة القنوات المغرضة!. على كل حال، عرض الجزيرة كان سيئا جدا. المذيعون كادوا يكذبون شهود العيان حتى كرروا سؤالهم: من أين تأتي إطلاق الرصاص؟ فرد المتصل: يعني هيكون شياطين هي الي أطلقتها؟
بعد الإعلان عن زيادة الأجور لموظفي الدولة: احتفل مذيعو قناة سورية الحكومية مع كل من يتصل بهم بهذا القرار بطريقة مستفزة وكأن هذا وحده مطلب من تظاهروا واستشهدوا. نفس التناول الفج حدث في تونس يوم 13 يناير بعد خطاب بن علي الأخير حين وعد بنفس الإصلاحات. وقد عرضت القناة عناوين و مقاطع فيديو مباشرة فور خطاب بثينة شعبان ليلا أن هناك (الآلاف) يخرجون ترحيبا و تأييدا لهذا القرار. فوجئنا أيضا بأن مقاطع الفيديو ليست مباشرة و أنها قديمة من سنوات. وعرفنا أن ما قيل عن تظاهرات في (درعا) ابتهاجا بالقرارات لم يكن إلا فرحة الأهالي بخروج قوات الأمن من المسجد التي اقتحمته.

يوم الجمعة 25 آذار2011، اتصل فنانون و شيوخ و قساوسة يتحدثون عن دعمهم للرئيس و الاستقرار. و لم يفتهم أن يلمحوا إلى أن هذه المظاهرات ليست إلا فتنة. ذكروني بالإعلام المصري و التونسي  أثناء الثورة. ثم عرضوا عدة مقاطع لمناصرين للأسد، لكنهم لم يعرضوا بالمقابل أي مقطع للمتظاهرين المطالبين بالحرية وقتها وما جرى لهم من قمع وتعذيب وقتل. ثم عادوا يكيلون اللوم لفضائيات الأجنبية بالتحيز و عرض المعارضين دون المؤيدين!. هل كان كلام الليل بعدم التعرض للمتظاهرين خدعة؟ أم أن الإعلام كانت يخطط لمظاهرات ومظاهرات مضادة فيتفرق دم القتلى بدعوى الاشتباكات كما ظهر في عناوين الأخبار؟ هذا يذكرنا بخطاب مبارك الذي تبعه فورا الاعتداء ليلا على المعتصمين بالإسكندرية ثم في اليوم التالي الهجوم الأكبر على معتصمي التحرير أو ماعرف بموقعة (الجحش)؟

كررت القناة السورية نفس الفقرات الإخبارية مرارا عن مظاهرات تأييد الأسد دون أي خبر عن عدد القتلى بالمظاهرات الأخرى. وعندما اضطروا لذكر الأرقام قللوا منها واتهموا أصحابها أنهم كانوا ينادون بشعارات طائفية، وكيف التف حولهم مؤيدو الأسد ليسكتوهم! إنهم بذلك يصنعون فتنة بين أفراد الشعب. نفس السيناريو استخدمته بعض الدول العربية (مصر و تونس و ليبيا و اليمن) لتوقع بين المطالبين بالحرية و بين القانعين بما هم عليه. فهؤلاء دعاة فتنة و يكرهون الرئيس، و أولئك دعاة استقرار و يحبون الرئيس! وهو ما يخالف ما قالته د/ بثينة شعبان من أن كلا الطرفين "يحترم الرئيس و يحب دولته و له الحق في التظاهر السلمي و ان الرئيس أمر بعدم غطلاق الرصاص". ذكرنا ذلك بخطاب بن علي بعدم إطلاق الرصاص في حين كانت قوات الأمن الخاص تطلق الرصاص طوال اليليل حتى ظهر الجمعة.
لم تنس القناة الإخبارية الجديدة أن تقدم لنا فقرة كاملة عن القهوة مع آراء الناس أثناء الأحداث الحالية! و أكدت القناة أن القهوة المرة تناسب مرارة العزاء و فقد الأحبة! فهل كانت تسخر من القتلى أم تواسيهم حين جاءت الأخبار متزامنة مع الصورة؟ 

يبدو أن النظم العربية تقلد بعضها بنفس الغباء الإعلامي. (يعني لو بيحبوا يغشوا،... يغشوا من حدا جاوب صح مو خطا).







































Thursday, January 06, 2011

جواهر أبورحمة من بلعين - فلسطين

Published on
06/01/2011 12:43


شاركنا على تويتر  CSgas للتعريف بمخاطر الغاز المميت التي تستخدمه قوات الاحتلال ضد المتظاهرين
  
متضامنات يرفعن شعار ( جواهر أبو رحمة قتلت بواسطة إسرائيل)
في ذات الأراضي المقدسة التي استقبلت مهد المسيح عليه السلام من مئات السنين، و في أرض الأنبياء جميعا، استقبلت الأرض المحتلة شهيدين أخا و أختا. من عام و أزيد استشهد الشاب (باسم) و عمره ثلاثون عاما يوم الجمعة، و من أيام لحقته أخته (جواهر أبو رحمة) في نفس المكان تقريبا و في ذات المظاهرة التي تقاوم استلاب الأرض شبرا تلو الآخر بل بيتا و دونمة و ربما بلدة تول الآخرى. التظاهرات التي تقاوم الجدار العازل الذي يلف بأرضهم و يقسمهم دون حق. الجمعة الماضية و في صبيحة رأس السنة الميلادية ودعنا أختنا (جواهر) ذات الأعوام الخمس و الثلاثين في بلعين بالقرب من رام الله بالضفة المحتلة. أطلق جنود الاحتلال الغازعلى المتظاهرين من أهل القرية و من استطاع الوصول لهم من المتضامنين في كل اتجاه. نقلت (جواهر) بالإسعاف للمشفى، ثم وضعت على جهاز تنفس صناعي، و أخيرا لم تفلح جهود الأطباء في إنعاش القلب. فارقت الحياة لتلحق بأخواتها من حوريات و شهيدات فلسطين و العرب صبيحة يوم السبت. إنهن نساء من نور.
شوهدت من قبل في مظاهرات ضد الجدار العازل و حسب ناشط و طبيب إسرائيلي شوهدت في بداية المظاهرة الأخيرة أو على بعد أمتار بالقرب منها. ربما لم تكن جواهر تتظاهر كما يدعون لأنه لا صور لها في المظاهرة، لكنها كانت تدافع عن حقها و أرضها. خرجت لتتظاهر مرات عديدة بضعفها و مرضها و أمومتها؛ فخلفت لنا ابنة تبكيها و أخوة يحملون نعشها إلى مثواها الأخير. رحمك الله و تقبلك. اللهم اغفر لنا صمتنا و ضعفنا.
جنازة جواهر أبورحمة، و تظهر ابنتها مع بعض المعزيات
قرأت عن وفاة (جواهر) في العديد من المواقع. هناك قصص تتغير يوما بعد الآخر. لكن الظاهر أنها جعلتني أفكر أكثر و ابحث. تعلمت من تعليقات قراء ها ارتز المغرضة و طريقة صياغة الخبر في مدونات إيلاف المستعربة و رتوش بي بي سي المضللة و خبايا المدونات  الإنجليزية و الأخبار من مواقع أمريكية و عربية. للأسف هناك مواقع تدعي أنها حيادية في نقل الخبر لكنها تنسج وفق رؤيتها خيوطا من العنكبوت. ستشغلك بقصص فرعية من كلمة واحدة في التقرير لتبتعد عن لب الموضوع. 
 مع كل هذا الوضوح المؤلم، لم يشفع ل(جواهر) أن يذكرها الإعلام الغربي إلا بتحيز من نوع السهل الممتنع. لقد أوردت المواقع الخبر قائلة أنها ماتت و لم تقتل (كون الخبر لا يزال محل الفحص الاسرائيلي!)، ثم أوردت قصة إصابتها بحساسية الصدر أولا (ثم قصة نفي و إثبات أهلها لذلك). كما عنونت بعض المواقع فقرة تصف الغاز (المعروف جيدا) بأنه غير معرف 'Unidentified gas'. نفس الدعاية في تعليقات القراء المتعصبين (ها ارتز) و التدوينات الصهيونية المستعربة في (إيلاف). ما أضحك و أبكى هو اختيارهم لصورة متظاهر فلسطيني يعيد إلقاء قذيفة غاز ثانية على الجنود أثناء المتظاهرة. فهل الصورة تريد أن تقول أن المتظاهر أجرم و يعتدي عليهم و هم لم يعتدوا عليه بدءا، أم أن القذيفة لا تضر أحدا؟! لماذا لا يضعون صورة جنود الاحتلال و هم يلقون القذائف و يطلقون الرصاص على المتظاهرين أولا؟!
و عن الدعاية و القيل و القال الذي شغلوا به الناس: هل نلوم (جواهر) لأنها مريضة و دافعت عن أرضها! هل رأيتم مريضا بربو شعبي يمتنع عن عمله و كل ما يثيره في الحياة؟ من الناحية العلمية، إنها لم تكن لتموت إلا مثل أي شخص آخر سليم تماما بسبب كمية الغاز المميت و نوعيته. هل على مريض الربو أو حساسية الصدر أن يبيع أرضه؟! هل عليه أن يصفق للجدار العازل بدلا من أن يهتف ضده؟! لماذا تصر قوات الاحتلال على هذا النوع؟ لماذا يرتدون الكمامات قبل استخدامه؟ لماذا مات الكثير بسببه مؤخرا؟ هل هو نوع غير معرف فعلا؟ هل هو غاز معدل؟ هل مخزن أو منتهي الصلاحية مثلا؟
لقد قُتِل أخوها بقذيفة غاز مصنعة أمريكيا. و بدلا من إطلاقها بعيدا عن المتظاهرين لتفرقتهم، قام الجندي القناص الصهيوني المحتل بالتصويب على الصدر متعمدا.
و مؤخرا عرضت مجلة BMJ  بحثا علميا عن الغاز المسيل للدموع و أخطره ما يعرف باسم (CS  سي إس) و الذي يسبب إصابات شديدة للجلد و العين و الجهاز التنفسي و قد تؤدي إلى الموت. كما تمتليء المواقع العلمية بمخاطر هذا الغاز المباشرة و الممتدة حتى بعد استخدامه. و تزداد خطورته إذا كان المكان مغلقا، أو كانت الكمية كبيرة، أو كان المصابون يعانون من أمراض مسبقة.
و قد شاهد و عالج دكتور (دانيال أرجو) العديد من الحالات و وصف تأثيرات ممتدة زمنيا بعد التعرض لهذا الغاز على الجهاز التنفسي و الجلد و العين.
هذا الغاز ليس فقط غازا مسيلا للدموع يستخدم لتفريق المتظاهرين لكنه نوع قديم مركز يستخدم بإفراط و يصوب نحو الأشخاص العزل في مظاهراتهم السلمية حتى قبل تحركهم. إنهم يوجهونه تجاه المنازل بل داخلها و أحيانا في صدور المتضامنين. إنه نوع قاتل من الغازات و سلاح غير تقليدي.
هذه ليست شهادة من العرب، لكنها شهادة صحف و جنود و حقوقيين و أطباء من إسرائيل و غيرهم. نعم، و لكنهم في (بعض وسائل الإعلام) لا يعلمون!  الشرف الإعلامي يحتم عليهم أن يختاروا لغة أخرى أكثر مصداقية، و أسلوبا علميا في عرض للمواضيع عوضا عن طريقة التكهنات. ما ضر لو أن هذه الوسائل قامت ببحث بسيط لتضع خلفية موثقة لما حدث في جملتين أو في طيات الخبر؟ ألا تمتلك جيشا من العاملين و قسما علميا؟ إن كلمة غاز (غير معرف) مقبولة من الشهود و الأطباء قبل التشريح لكن عرضها بعلتها كاف لتضليل القراء. و قصة مرضها بالحساسية كافية ليقول القاريء العادي حتى طالب الطب (إذن ماتت لأنها مريضة و هذا لا علاقة له بالغاز، إنها كانت استثناءا). أليس هذا هو الغرض بطريقة السهل الممتنع؟ إنهم لم يكذبوا، لكنهم ضللوا الناس، و هذا أمر يصعب اكتشافه.
و كلما انتقدت وسائل الإعلام الغربية (و خاصة بي بي سي)، ترد بأنها محايدة و أن العرب ينتظرون منها أكثر مما يجب!. لكننا - العرب- لا ننتظر منهم إنصافا. على الأقل تنقل الخبر دون الرتوش و الإضافات التي تتلاعب في المواضيع دون داع كما حدث من (بي بي سي) مع قافلة الحرية في تساؤلات حلقة بانوراما السخيفة. كما يتضح أيضا من رفض (بي بي سي) إذاعة مسرحية قصيرة بسيطة (سبعة أطفال يهود) بحجج واهية، و ربما لأنها تخاف من دعوى معاداة السامية. فلماذا تعرض (بي بي سي) المواضيع الخاصة بفلسطين بطريقة مخادعة أحيانا، ربما أسوأ مما تعرضه بعض المصادر في أمريكا و إسرائيل؟!  
عزيزتي جواهر... أيا كانت طريقة استشهادك و أنت تدافعين عن حقك و أرضك ثم لحقت بالشهداء من أهلك، فإننا لن نسمح لهم بعد اليوم أن يعرضوا لنا الصورة المخادعة و سنعرف الحقيقة و نعرف المتسبب في تشويهها. الموضوع ليس إعلاما منحازا فحسب، لكن إعلاما مؤثرا على عقول أجيال حالية و قادمة. إنه  يخدم أو يضر بالقضية الفلسطينية بطريقة غير مباشرة. إنه أحد طرق الحرب الحديثة. و ما يزيد الأمر حساسية أنه يقترب من شهدائنا الذين سقطوا في المظاهرات و لم يبخلوا على فلسطين بأرواحهم. فأقل القليل أن نعرف (من) يشوه صورة مقتلهم و نفضحهم و نجبرهم على الاعتذار.
Anti BBC Code
عزيزي القاريء..احترس و أنت تشاهد أو تقرأ أو تستمع إلى الإعلام الأجنبي بلغاته المختلفة. احترس من فضلك (بي بي سي) ترجع للخلف، إلى عهد الانتداب البريطاني، إلى وعد بلفور، إلى استكمال اللعبة القديمة؛ لأنها تابعة للحكومة البريطانية. شارك و ضع هذا الشعار في مدونتك. انشر الفكرة. تابع الأخبار المنحازة و اكتب عنها في مدونتك خبرا تلو الآخر. نحن لسنا ضدها عموما، لكننا ضد طريقتها الانتقائية و عرضها المنحاز و لغتها المضللة. ربما لا تتغير و تستمر مثل تأثير السي إن إن و غيرها. يجب أن نحذر الناس منها حتى لو كانت إذاعة عجوز.

سوريا حرة Free Syria

 سوريا حرة Free Syria