تبكى القصايد و المعانى
يبكوا الغلابة كل من يعانى
بهذه المرثية التى غناها الفنان سميح شقير يتذكره المثقفون المخلصون و الملتزمون. يتذكر أهل الفن الجميل الشيخ إمام.... فماذا تبقى لنا لنقوله اليوم عن ظاهرة الشيخ إمام ؟
· كيف و لماذا كان الكل يبكيه؟:
· إرث الشيخ إمام الإعلامى:
·
· الأغنية العاطفية والشيخ إمام:
· هل خاصم الشيخ الأغنية العاطفية مقابل الوطنية؟:
·
· الإنشاد الدينى و القرآن الكريم و الشيخ إمام:
· حفظ القرآن الكريم فهل سجله كاملا؟:
·
· لكنه كان مؤمنا بالله و لم يكن حشاشا!!:
· ليس لنا أن نسأل كان مصليا أم لا... أخلاق الشيخ تجيب:
·
· أدعو كلا من:
· المصادر:
*******************
كيف و لماذا كان الكل يبكيه؟:
حقا لم يخلف الشيخ إمام ابنا صالحا يدعو له، لكن أصحابه و محبوه كثر فكانوا و لا يزالون كابنائه يتذكرونه و يدعون له. توفي الشيخ فى الساعه التاسعه من صباح الاربعاء السابع من شهر يونيو 1995 الموافق للتاسع من شهر محرم 1416 للهجره. و فى الخميس حضر عزاؤه الكثير من مصر يمينها و يسارها نساءا و رجالا فى العزاء الكبير بمسجد عمر مكرم بعد عزاء الغورية. و هناك يتساءل بعضهم: إذا كان هذا الرجل بهذا القدر من المحبة و كل هؤلاء الأضداد يتقبلون العزاء و يقدمونه فلماذا هذا التعتيم؟ و اليوم بعد أربعة عشرعاما، ربما تحدونا سيرة هذا الرجل إلى أن نبحث عن اللآلئ الفنية المغمورة من فنه فى مصر و العالم لئلا ننساها فى طيات هذا الزمن.
********************
إرث الشيخ إمام الإعلامى:
لم يُسمع الشيخ من خلال المؤسسات الرسمية. بينما قدمت بعض الفضائيات منها الجزيرة و الفضائية المصرية و غيرهم برنامجا وكفى. و إذا بحثت فى الشبكة العنكبوتية ستجد مقالات متشابهة تختصر مسيرة هذا الرجل الفنان وتتفق معظمها فى الإجماع على وطنية الرجل و تنبهر من تميز ألحانه و تثنى على كفاحه. وللآن - ولله الحمد- تستمر مواقع تجمع أغانى الشيخ ، فلماذا لا يكون هناك استمرارية لأغانى الشيخ كلها بلا استثناء على فضائيات الأغانى؟
لن نحاول أن نضع السبب المعلن هو أن الأغانى الآن هى فيديو و رقصات و ما إلى ذلك، لكن السبب غير المعلن هو فيما كان يغنيه هذا الرجل. و إن كان هناك من يريد أن يحفظه للتراث فلن يمتنع عن كل الأغانى حتى لو كانت ثورية أو معارضة. فالرجل لم يكن فوضويا أو داعيا للتخريب مثلا لكى نمتنع عن ذكر أغانيه. و لا ننسى أن هذا تسجيل للتراث و التاريخ و ليس فقط للاستمتاع. كما أن هناك فرق بين أغانيه المعروف بعضها وبين ألحانه التى لم تحلل للآن. ونتساءل كيف لهذه الألحان أن تخلد مثلما خلد سيد درويش؟ و نحن فى عصر الفضائيات فهل من مجيب؟
حقا لم يخلف الشيخ إمام ابنا صالحا يدعو له، لكن أصحابه و محبوه كثر فكانوا و لا يزالون كابنائه يتذكرونه و يدعون له. توفي الشيخ فى الساعه التاسعه من صباح الاربعاء السابع من شهر يونيو 1995 الموافق للتاسع من شهر محرم 1416 للهجره. و فى الخميس حضر عزاؤه الكثير من مصر يمينها و يسارها نساءا و رجالا فى العزاء الكبير بمسجد عمر مكرم بعد عزاء الغورية. و هناك يتساءل بعضهم: إذا كان هذا الرجل بهذا القدر من المحبة و كل هؤلاء الأضداد يتقبلون العزاء و يقدمونه فلماذا هذا التعتيم؟ و اليوم بعد أربعة عشرعاما، ربما تحدونا سيرة هذا الرجل إلى أن نبحث عن اللآلئ الفنية المغمورة من فنه فى مصر و العالم لئلا ننساها فى طيات هذا الزمن.
********************
إرث الشيخ إمام الإعلامى:
لم يُسمع الشيخ من خلال المؤسسات الرسمية. بينما قدمت بعض الفضائيات منها الجزيرة و الفضائية المصرية و غيرهم برنامجا وكفى. و إذا بحثت فى الشبكة العنكبوتية ستجد مقالات متشابهة تختصر مسيرة هذا الرجل الفنان وتتفق معظمها فى الإجماع على وطنية الرجل و تنبهر من تميز ألحانه و تثنى على كفاحه. وللآن - ولله الحمد- تستمر مواقع تجمع أغانى الشيخ ، فلماذا لا يكون هناك استمرارية لأغانى الشيخ كلها بلا استثناء على فضائيات الأغانى؟
لن نحاول أن نضع السبب المعلن هو أن الأغانى الآن هى فيديو و رقصات و ما إلى ذلك، لكن السبب غير المعلن هو فيما كان يغنيه هذا الرجل. و إن كان هناك من يريد أن يحفظه للتراث فلن يمتنع عن كل الأغانى حتى لو كانت ثورية أو معارضة. فالرجل لم يكن فوضويا أو داعيا للتخريب مثلا لكى نمتنع عن ذكر أغانيه. و لا ننسى أن هذا تسجيل للتراث و التاريخ و ليس فقط للاستمتاع. كما أن هناك فرق بين أغانيه المعروف بعضها وبين ألحانه التى لم تحلل للآن. ونتساءل كيف لهذه الألحان أن تخلد مثلما خلد سيد درويش؟ و نحن فى عصر الفضائيات فهل من مجيب؟
********************
الأغنية العاطفية والشيخ إمام:
كانت بدايات الشيخ فى تلحين و غناء الأغانى العاطفية فى بطانة الشيخ زكريا أحمد و الست أم كلثوم. و كان يتساءل أين حلو الكلمات التى تستحق أن يلحنها وحده و يغنيها. فأجابته الكلمات العاطفية الجيدة البسيطة من فم أحمد فؤاد نجم فى أغنية ( أتوب عن حبك أنا) عام 1962. و كان سبقها أغنية عاطفية من كلام الشيخ نفسه عام 1945 اسمها (فرَّح فؤادى الحبيب وجانى *** غنى يا قلبى لحن الأمانى).
و قد ألف أشعارا فصيحة فى تجربة عاطفية مريرة لكنه لم يغنها:
متى يا فؤادى تنال المرام بلقيا حبيبك بدر التمام
فيهفو إليك و تهفو عليه و عيناكما ترشفان الهيام
و كلمات معظم أغانيه ليست عاطفية بقدر ما هى وطنية. و أنت تفكر هل هو يغنى لمحبوبته فقط أم يختزل فيها وطنه ليغنى لهما.
الشيخ يرحب بالأغنية العاطفية شريطة أن تكون الأغنية العاطفية وقورة و ليست مسفة. إنما تغزل عفيف لا يخرج عن وقار. و من المفارقات أن هذا الرأى هو نفس رأى بعض علماء الدين فى الأغانى.
********************
هل خاصم الشيخ الأغنية العاطفية مقابل الوطنية؟:
الشيخ يرى أن الأغنية العاطفية عامة لم تكن تخديرا للأمة
بينما بعض الأغانى فى الحقبة الأخيرة بدأت فى عمل تخدير للشعب
بحيث لا يكون يقظا لما يجب عليه أن يعمل
و نعتقد أنه تفرغ لحال الشعب و جعل الأغنية الوطنية أو التى تحمل فكرة هى همه الأساسى. فكانت الأغنية نابعة من حال الوطن و موجهة لتحسين حال الوطن على مدى عقود مر فيها الوطن بتغييرات سياسية و اقتصادية و اجتماعية. تجمعت كلها فى ألحان وأغانى الشيخ. و لن استفيض فى أغانيه الوطنية لأن الاستماع إليها أبلغ من كلماتى.
********************
الإنشاد الدينى و القرآن الكريم و الشيخ إمام:
كان نصيب الفنان - فنان الشعب المتدين بالفطرة - من الغناء الدينى جيدا و متنوعا.
فأنت تستمع للعديد من الابتهالات و التواشيح الرائعة مثل (مدح آل البيت) و حب المصريين لهم و ابتهال (الحمد لله مولى الخلق بالنعم) و التى تأسرنا بعشر دقائق من الهدوء و التميز فى اللحن بالعود. و مدح الرسول الكريم (يا رسول الله يا رمز الفلاح) و التى يكرر فيها يا رمز الفلاح بطبقات مختلفة و متتدرجة على قدر ما استوعبت). و أغانى أخرى مثل (شهدت بربى جل علاه شهدت بآى جلال الله... فترد البطانة :لا إله إلا الله) واعتقد أنها من (التراث الصوفى). و لماذا لا نسمعها ولو فى فضائيات الأغانى الدينية الجديدة الآن. و لماذا لا تذيعها إذاعة مصر؟ تلك الإذاعة التى كانت قدمت الشيخ من عقود فى برنامج مع ألحان الشيخ إمام ثم سرعان ما تخلت عنه. سؤال يخرج أمام عينى: لماذا من عادتنا نتخلى عن أجمل ما فينا من مبدعين و إبداع؟
حيث تتميز كلماتها باختلاف عن الأغانى الدينية النمطية و المتكررة هذه الأيام. كذلك تتميز بالرقى. هذا الرقى الذى لم نعهده فى الجديد من الأغانى التى وجدت لتملأ حيزا زمنيا فى المواسم الدينية. و تحت مسمى الفنان الفلانى سيغنى أغنية دينية. أو الفنان الآخر قد اهتدى ثم لا يلبث أن يعود لسابق عهده من رقص و أداء و يقول إن هذه الاغانى الدينية كانت لحظات روحانية خاصة به!!!
بل إنه لا تغيب الخلفية الدينية فى بعض كلمات الأغانى العامة أو السياسية التى اختار أن يلحنها و يغنيها. فضلا عن خلفيته القرآنية الراسخة منذ صباه من حافظ لكتاب الله بأكمله و قارئ جيد ملم بأصول و أحام قراءة القرآن لفترة. بل محفظا أيضا إذ كان يحفظ الأطفال فى أحد المساجد بالمنطقة الشعبية فى مقرأة. و كان يتوقف عن الغناء تماما فى شهر رمضان ليتفرغ للعبادة. و هناك تسجيل للآذان بصوته.
********************
حفظ القرآن الكريم فهل سجله كاملا؟و ما حقيقة الرواية المتواترة عن النسخة التى لدى البعض ؟:
و إن كان هناك ما قيل من أنه قد سجل القرآن كاملا بصوته و توجد هذه التسجيلات عند البعض. و الحمد لله قد تم رفعها على موقع الملتقى كاملة . قد يموت الشخص و يكون له و لد صالح يدعو له و عملا ينتفع به و صدقة جارية. و لن نجد أفضل من تسجيلات القرآن الكريم تجمع هذه المزايا الثلاث. و من السهل و باعتماد مالى بسيط إعادة تنقيتها - لو كانت غير جيدة - ثم توضع على الفضائيات فتجد الآلاف من الابناء ممن لم يروا الشيخ يدعون له.
********************
لكنه كان مؤمنا بالله و لم يكن حشاشا:
كل ما قيل عنه من إشاعات كان كلاما مرسلا لحمل الناس على الإعراض عنه بحجة تعاطى المخدرات (و لا يخفى على البعض أنه قد لفق له قضية مخدرات لكن القضاء برأه و نجا منها )
وعجبا فما علاقة فنه بإيمانه؟ هل محاكم التفتيش أقيمت له ؟
فقد أقلع عن تعاطى المخدرات بعد أن نقل للمستشفى على حد قول السيدة العقاد فى أحد تسجيلات الملتقى فانصفت سيرة الرجل فى وقت لم يكن هناك مثلا فتوى بتحريم السجائرأو وعى دينى كالآن. و فى ذات الوقت اعتقد أنه الشيخ مثله مثل بعض أهل الفنون كان يتعاطى المخدرات لحاجة فى اعتقادهم بما تسببه من نشاط و يقظة أو حتى ما توصله إلى حالة الخمول والنسيان. و كان منطق الإقلاع عن المخدرات أيضا كما حكت السيدة العقاد أن ليس لديه أسرة فقالت له أنهم أسرته. و عزف بعض من الناس و بعض طلبة الجامعة عن أغانى الشيخ و مجموعته لكونهم ببساطة حشاشين. فآثر الشيخ أن يحترم جمهوره و يحافظ على صحته لفنه حتى توقف تماما فى 1976. و كونه لفظها بنفسه فهو شئ يحسب له لا عليه، أليس خير الخطائين التوابين!
********************
ليس لنا أن نسأل كان مصليا أم لا... أخلاق الشيخ تجيب:
هناك تسجيل لارتجال لطيف مع ا/ السيد مهدى عنبه فى 5 يناير 1995 فلحنت بعد أن دعاه لصلاة العصر بكل بساطة
يقول مطلعها: أنا متوضى يا عم السيد *** ياله نصلى العصر
ليس لنا أن نقول كان مصليا أم لا فالله وحده يحاسبنا و يحاسبه. و هاهى أخلاق الشيخ الراقية تطغى على مجرى حياته. و يكفى أنه لم يسرق لحنا. و لم يحب أن يلحن كلمات تم تلحينها من قبل. و كان عف اللسان. و فى غيبة غيره لا يحكى إلا عن خير ما حدث له. بل أن أصحابه يذكرون أنه كان يمدح الغير من أهل الفن فى الوقت الذى كانوا يذمونه. و قيل أنه قد حج و اعتمر و أوصى إن لم يعد أن توزع ألحانه لكل من يريدها.
********************
أدعو كلا من:
· أدعو الأوبرا أن تحيى ألحانه و تعيد أغانيه.
· أدعو ساقية الصاوى حفلة محاكية للشيخ إمام كالتى تعقدها لأم كلثوم.
· أدعو الفنانين الملتزمين أن ينهلوا من ألحانه فقد وهبها للجميع.
· أدعو الفضائيات أن تنشر أغانيه وتنشر ألحانه أكثر.
· أدعو الوزير الفنان أو أى شخص مسئول أن يقيم له متحفا يجمع لنا ما تبقى.
· و اعتقد أنه لن يتخلى أحد من محبيه من وضع شرائط سجلت معه أو أغانى أو قرآن أو عودا أو صورا أو غيرها من مقتنيات بسيطة تركها الشيخ فضلا عن الأوسمة و التقديرات ذات القيمة المعنوية أكثر من المادية و التى منحت له من خارج مصر.
و أخيرا فلنا ما لنا من خيره. و ليس لنا أن نذكر غير ذلك عن شخص مغيب فى دار الحق.
و أدعو الله أن يعفوعن خطئه و خطئنا. رحم الله الشيخ إمام عيسى.
المصادر:
موقع ويكيبيديا
موقع الكنانة
قعدة مولانا الشيخ إمام
لقاء الحبيب بن عيد مع الشيخ إمام
موقع سوارى
موقع الملتقى
********************