زاد شوقي حينما قرأت هذه الكلمات في الرثاء
و كان ذلك يوم ميلادك حيث ولدت في ربيع الأول،ادعو له معى بالمغفرة و لموتى المسلمين
ها أنت ترحلُ فالقلوبُ وجيبٌ
قد شيَّعتك مدامعٌ وقٌلوبُ
نطق الضميرُ بما يُجنُّ من الأسى
أألامُ إن سدَّ الطريق نحيبُ؟
و كان ذلك يوم ميلادك حيث ولدت في ربيع الأول،ادعو له معى بالمغفرة و لموتى المسلمين
نعم حقيقية،إنه أخي توفي شتاء العام 2007 رحمه الله. اقتصصت بعضا من يومياتي و نشرتها في هذه التدوينة لأنني تذكرته بعد قراءة شعر في رثاء الأديب الكيلاني، فجن شوقي له. بالرغم من إنني عاهدت ألا اكتب في هذا الموضوع.الله يرحمه
عن أخى الذى رحل أضع لكم كل ما كتبت من قبل:
بالأمس رأيتك فى منامى و ما غفلت عنك فى صحوى يا صغيرى.
رأيتك كما كنت دوما وجها صبوحا... قمرا منيرا...
كنت باسما..فتيا شابا قويا..
اين أنت ؟ فى جنة الخلد يا أخيى..يا صغيرى عش خالدا فى ملك لا يبلى..
يا ... كبرت أمام عينى و مرت 24 سنة من عمرك و أنت كالملاك لا إثما و لا كفورا.
نشأت فى طاعة ربك. مهذبا حييا..كنت حقا عبدا ربانيا. نحسبك على ذلك.
الان يخدمك غلمان مخلدون وتسقى من كأس كان مزاجها زنجبيلا.
اذكر مصحفك صغير الحجم فى جيبك تخرجه لتقرأ فى طريقك لمسجدك .
أذاكر معك دروس التلاوة ومخارج الالفاظ.
تستخرج ما تريد و تؤلف مرجعك الصغير من كتابى المحبب الى بالانجليزية. ثم لانك مثلى لا تضيع دقيق العلم فتطلب تفصيلا اكثر لتشريح الحنجرة و كل مخارج الحروف. انصحك رويدا حبيبى. لكن بعد ان رأيت ما اعددت لقراء القران بكيتك. كنت نعم طالب العالم. احسبك على ذلك.
تنظم وقتك كأنك تعيش أبدا ثم يختطفك الموت غدا.
بعد ايام سيأتى رمضان و انت بل نحن وحدنا. نحن الان بلا أخ. مر هذا الاحساس. ليتنى فى مكة او المدينة لانسى هذه المرارة. عندما كنت بالمدينة فى رمضان أبلغت رسول الله سلامك. اكلمك فترد اختى و تبكى انت يا صغيرى شوقا له فى اخر مكالمة. و ها انت تلحق به فى غضون أيام. لكن انا لم ارك. يارب اريد ان انسى هذه الايام.
كتبك ومراجعك يا حبيبى ترثيك معى.
جداول نهل العلوم الدينية التى اعددتها تتشوق لمن يحصيها بعدك.
وكنت أنت النابه الذى ألم بما قدره ربه عليه.
لم تلتفت لدنيانا فقد أبرمت بيعة مع ربك. بعت دنياك ناسكا فى العشرين لتكسب أخراك فى الخامس و العشرين. ربح البيع يا أخي بإذن الله. و نحن على دربك.
وكأنك كنت تستشعر يوم رحيلك وموعدك مع ربك.
لم تنغمس فى ترف أو شهوات.
كنت نقيا عابدا قائما صائما. مع أمى تصومان ستا من شوال تباعا و أصومها متفرقة. اذكرك بل اسمعك الان تيقظها للسحور.
و الله لم أرى مثلك من الشباب.
لو أن هؤلاء القوم كانوا يعلمون. لذهبت أراك ساعات أو دقائق قبل موتك. لكنهم لا يرحمون.
و شاء القدر -لا هم - أن أراك بعد شهورجسدا مسجيا باسما الى قبلتك ناظرا.
سلمت لنا رسالتك ثم إلى ربك ذاهبا للوعد الحق.
يشيعك احباؤك. خير الرجال حقا. مئات من اهل السنة والاخوان و الاهل و الجيران و الاهل من الشرقية و طنطا و القاهرة و كل الاصدقاء الاوفياء. كان عزاءا مهيبا. حدثا جللا عاشته مدينتك. حتى جيراننا النصارى بكوك و ساعدوا فى أيام مأتمك يدا بيد. كنت لهم دون صديقا عطوفا على صغارهم ملاعبا لإياهم و مداعبا باسما. حتى اصدقاء اميرة باختلاف مذاهبهم. شكرا يا استاذ بهاء أنت رجل عظيم. دموعك وأنا أقرأ القران اخجلتنى. جميع اصدقائى يرثوك معى. يقول احدهم اى حد يتعرف عليه و لو مرة كان يبكيه. هؤلاء هم الرجال.
عن بكرة ابيها تخرج مدينتك التى طوفت بمساجدها عابدا و عاملا.
فقد كنت نعم العبد مع كل الناس.
الكل ينتظرون نعشك فى حديقة امام بيتك.
ثم يصلون عليك غفر الله لك بإذنه و ادخلت الجنة برحمته.
و تتخطفه الأيادى مسرعة يسافرون معك الى بلاد بعيدة.
ليصلون عليك ثانية فهذا من يمن طالعك لاخرتك يا ولدى.
و قد كانوا يصلون وراءك و معك كل يوم كل فرض لا تؤخره و لا تنام عنه على قدر استطاعتك.
كنت نعم الإمام الصادق الحافظ لكتاب الله.
فهو الان يؤنس وحدتك.
يقدموك الى مثواك الاخير.
كل ما يفزعنى يا حبيبى و يجعلنى اضطرب هى أيامك الاخيرة قبل موتك.
ارتبك و ابكى و حدى كلما تخيلت او تذكرت اخر لحظاتك قبل الفراق.
رب انت الرحيم و كل نفس عليها من سكرات الموت ان توفى قدرا.
لعل الله اراد أن يخفف عنك فى اخرتك و يكفر ما بقى من ذنبك.
(و ارى أن الله سوف يرضى عبده )
هكذا استعيرها كما قالها من قبل أخونا الشاعر فى رثاء أبى الطيب الدجانى.
اه يا اخى اغفر لى لم استطع أن اتى لك مبكرا من سفرى.
بسبب اسوأ أهل الارض المداهن و الكذاب..حسبي الرب من العباد ..بل فليذيقهم الله فى ابنائهم ما ذقت... امين. نعم..أول مرة ادعو على أحد ..ألسنا نتخلق بخلق الأنبياء..ألم ينسبونا لأهل بيت رسول الله من الأشراف. و الان اتمثل برسولنا الكريم و غضبه على عمه حمزة فادعو عليهم. لم اعد اتصدق فى ليلة النصف من شعبان بكل ظلماتى و باعراضنا و بغيبتنا فتسارع الملائكة بهذه الصدقة لا تدرى أين تذهب بها. و هو الرب سبحانه يخبئها صدقة مخبؤة تحت العرش لا يعلم قدرها إلا هو سبحانه. إلا هذه الموقف.
ادعو ...لا أذاق الله قرائى هذه الحسرة أبدا. لا يتحملها أحد.
_اخى .....لو تعلم أم أنت لا تعلم _
هل تذكر تلك القصيدة للجواهرى
كنت اقرأها لك ممازحة محاورة و كنا نلهو اما الان فلم اطق ان اقرب ديوانه بعدك.
اتعم انه ما اشقانا من بعدك يا اخى. نفتقدك.
لو انت تشعر بنا و تدعو لنا ربك ان نلحق بك. لكن الزاد قليل فهل يقبلنا ربنا؟
فأنت ايها الشاب الناشئ فى طاعة الله ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله.
ألا تتخير اهلك معك فى جنة الخلد.
فهذى الدنيا من بعدك كريهة.
اقولها صريحة و عن خبرة أليمة: من دون اخ لا حياة فالاب و الام والاخت و الزوج و الاصدقاء و الزملاء كلها علاقات تختلف عن رحمة الاخ باخته. اللهم لا تحرم كل من ساعدونى يوم سفرى لك من اهلهم. امين.
اه يا اخى رحمة الله عليك.
****
اؤجل الكتابة منذ شهور
الان فقط اكتب شيئا بعد أن استمعت بالصدفة لقصيدة محمد مهدى الجواهرى ينشدها بصوته
القصيدة التى كنت أنشدها ل.... دوما مداعبة إياه
أخى جعفر أتعلم أم أنت لا تعلم
بأن جراح الضحايا فم
فم ليس كالمدعى قولة أو اخر يسترحم
و كنت احيانا اقول أخى ..... و أكمل الابيات
فيتبعها بضحك و دعابات على كلماتها واسم جعفر الذى لا يرى انه مناسب اطلاقا لقصيدة لغرابته.
ثم اتذكر أن الجواهرى قالها فى رثاء أخيه فتوقفت عن و ضع اسم..... و رأيته فألا غير حسن.
ولم اكن استشعر ما معنى الموت و الفراق.
يمر الزمان.... ويرحل .......
و ذقت الفراق بعد موتك.
استاذن شاعرا ه ان اقراها فى تأبينه.
هكذا الكلمات فى الرثاء لا تصلح معانيها إلا بعد أن نعيش تجارب الموت.
حتى و إن رددناها طوال العمر.
أبكيه ..... يوم وفاة المسيرى.
كنت انظم كتبى لأزكى ببعضها للقراءة و اخزن الباقى.
فأخرجت احد كتبه لأقرأها.
انظر بسرعة على موقع بالشبكة ، المح اسمه فى خبر، اقرر أن اقرأه بعد الانتهاء من اعداد الكتب.
كتابه فى مقدمة الكتب التى وقع اختيارى على قراءتها.
افتح الكومبيوتر ثانية لأجد الخبر. ثم اقرأه. اقرأه ثانية لاتيقن من أن عيناى لم تخونانى. مات المسيرى. ارتديت السواد لأيام.
أكاد اصيح تعرف إلى غيرنا أيها الموت*
لم أكن أعلم أننى سانطق يوما ما بهذه الكلمات لاحد الشعراء.
بكيته و تذكرت اخى.
تذكرت يوم سفرى :كيف كنت فرحة يسبقنى قلبى لاراه طاردة كل الأوهام بأن حالته خطيرة يوم سفرى للقاهرة من جدة.
يقينى بأن عمله الصالح سيقربه لله و يعيده من الغيبوبة.
لحظات من البكاء فى الطائرة اخفيها عن اعين العائدين من عمرة رمضان. و حدى استبعدها قائلة ببساطة بأن الشيطان يضحك على.
إلى ان و صلت لباب المشرحة و انا لا أعلم لماذا ينتظرون جميعا و ما هذا المكان الغريب الذى و صلت اليه.
و يسلم على أبى لكن قائلا: ...... الله يرحمه. هذا أغرب سلام.
ربى الهمنى الاسترجاع و التهليل. بينما البكاء كان منى.
استمحيك يا .... عذرا فما كان بيدى أننى لم أره قبل الان.
يعلم الله كم سابقت الوقت و تسهلت كل الطرق بفضل الله ثم زملائى داخل و خارج المستشفى ....
لن أنسى مساعدة الزملاء اثناء علاجه و ايام سفرى .
(د/............). اخشى أن انسى احدا. لكن الله عز و جل لا يسهو عن فضلكم. و سيكافئكم. لكم جميعا دعواتى.
بينما جميلكم دين فى عنقى أرده بإذنه تعالى فى فرحكم.
لا اعلم لماذا بكت د / أمانى معى وقت انتظار الفيزا حيث كان هذا بالظبط هو وقت وفاته. نعم الاخت. عرفت بعدها فكانت لى أختا كبرى بل أما. كنت أنا و هى متلهفان على انهاء التاشيرة و كما يقولون على نار. حتى انى حصلت عليها قبل دقائق من السفر. حسبي الله و نعم الوكيل.
و شعرت به وقتها عندما بكينا معا أنا و أمانى و نحن نذكرك بالخير، لحظة فإذا بقلبى ينخلع و ابكى معها فى العيادة. ثم استرجعت ظانة أنه الشيطان يوسوس لى لا ..لا..
اه لحظة مريرة ثم كان ما كان. و رقدت بسلام.
الان اغلق هذه الصفحة بعد ان عبرت عنها فقد اجلت ذلك لشهور.
وما امرنا الرب الا ان نسلو و ننسى و ان كان القلب يحزن لفراقك.
لكن ليس لنا الا ان نذكر محاسنك و ندعو لك بالرحمة ولكل موتى المسلمين بالرحمة.
فلن ندخل الجنة بأعمالنا بل بقلوبنا السليمة و برحمة ربنا.......رحمك الله ..آمين
