فتحت القنوات السورية المجال لرجلي دين معروفين، فتفاءلنا خيرا.جاء حديث الشيخ الكبير محمد سعيد رمضان البوطي على الفضائية السورية. و كنا ننتظره ليتكلم عن حرمة قتل المتظاهرين أو ليواسي الشهداء أو عن العدالة والحرية. و خاصة أن د/ بثينة شعبان نقلا عن الرئيس وعدت بعدة إصلاحات منها عدم إطلاق النار على المتظاهرين. لكنه الشيخ البوطي أخذ يتحدث عن شيء اسمه (الفتنة) بصيغة المخلص الأمين والرجل العاقل الحكيم. واتهم بعض سوريي الخارج أنهم يعيشون في نعيم ويحركون الناس. و أن المتظاهرين السذج يتبعونهم دون تفكير. كما أنه وصف من يتظاهرون بأنهم ينتظرون خارج المسجد و لا يصلون ثم يلتحمون بالمصلين ويبدأوا التظاهر.ثم عاد ليقول أن هؤلاء متشددون ملمحاً للإسلاميين في اليوم التالي. سبحان الله على التناقض: لا يصلون، و متشددين معاً!
لقد تفاءلنا خيرا بهذا الشيخ حيث تابعنا خطبه و دروسه عبر الفضائيات، و نذكر حديثه في حلقات مع البوطي التي عرضت على قناة (صانعو القرار) حيث قال أن حافظ الأسد طلب منه أن ينفذ له ما يطلب. فطلب شيئا لا لنفسه لكنه طلب العفو عن بعض المظلومين أو المبعدين فكان له ما طلب. قلنا لعله خيرا. لكنه للأسف استخدم طريقة أقرب إلى التخوين منها إلى كلمة حق عند نظام جائر أو حتى التهدئة في هذه الأحداث. لقد راهنا عليه، لكنه ببساطة خذلنا.
بعده جاء المفتي الشيخ أحمد بدر الدين حسون ليمتدح سوريا و نحن نمتدحها معه مستدلا بقول منسوب لرسول الله صلى الله عليه و سلم. لكنه تحدث مرتين دون الإشارة إلى ما حرم الله ورسوله من قتل للمتظاهرين، وما أحله الله للناس من حرية و كرامة. وأخذ يلمح إلى الفتنة و الطائفية بطريقة إسقاط تنم على ما يخبئه النظام من تهم سيلقيها على المتظاهرين. وأخذ الشيخ يسخر من حال مصر و تونس بعد الثورة! بل امتدت سخريته من شيوخ العالم الإسلامي بطريقة غير مقبولة. نكرر هذا حديث المفتي رجل الدين على الفضائيات السورية في وقت حرج.
نسى الشيخان أن هناك دماء سالت بالمسجد، و أن طفلة عمرها 11 سنة قتلت فجر الأربعاء. لم يفسر لنا الشيخان و لا الإعلام السوري هل نصنفها من الشهداء، أم من العصابة المسلحة؟!
No comments:
Post a Comment