Pages

Showing posts with label فلسطين و العرب. Show all posts
Showing posts with label فلسطين و العرب. Show all posts

Monday, January 20, 2025

نزار قباني : الغاضبون : يا تلاميذَ غزَّة

 

يا تلاميذ غزة

قصيدة شعر كتبها الشاعر السوري الكبير نزار قباني (21 مارس 1923 م - 30 أبريل 1998 م) عام 1988 م 

يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا
علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا
كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة لاتبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا
إضربوا إضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا
إننا الهاربون من خدمه الجيش فهاتوا حبالكم واشنقونا
نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم ان تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا
يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقراونا
نحن آباؤكم فلا تشبهونا نحن أصنامكم فلا تعبدونا
نتعاطى القات السياسي والقمع ونبني مقابرا وسجونا
حررونا من عقدة الخوف فينا وطردوا من رؤوسنا الافيونا
علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا
يا أحباءنا الصغار سلاما جعل الله يومكم ياسمينا
من شقوق الأرض طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا
هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاه لحونا
أمطرونا بطولة وشموخا واغسلونا من قبحنا إغسلونا
إن هذا العصر اليهودي وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
يا مجانين غزة الف أهلا بالمجانين إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسي ولي من زمان فعلمونا الجنونا


The Wrathful

O pupils of Gaza . . .

Teach us . . .

A little of what you have

For we have forgotten . . .

Teach us . .

To be men

For we have men . .

dough they become . . .

Teach us . .

How the rocks become

in the children’s hands,

precious diamond . .

How it becomes

The child’s bicycle, a mine

And the silk ribbon . .

An ambush . .

How the feeding bottle nipple . .

If detained not

Turns into a knife . . . .

O pupils of Gaza

Care not . .

about our broadcasts . .

And hear us not . .

Strike . .

Strike . . .

With all your powers

And firmly in your hands take matters

And ask us not . .

We the people of arithmetic . .

And of addition . .

And of subtraction . .

Your wars do carry on

And abstain from us . .

We’re the deserters

from the service,

Your ropes do bring

And hang us . . .

We’re mortals . .

Who possess not tombs

And orphans . .

who possess not masters

We kept already to our rooms . .

And we asked you

To fight the dragon . .

We’ve diminished, before you

A thousand century . .

And you’ve grown

-Within a month-Centuries . .

O pupils of Gaza . .

Return not . .

To our writings . . And read us not

We’re your fathers . .

Do resemble us not . .

We’re your idols . .

Do worship us not . .

We engage in

Political lies . .

And repression . .

And we build graves . .

And jails . .

Liberate us . .

From the fear problem in us . .

And expel

The opium from our heads . .

Teach us . .

The art of adherence to the Land,

And leave not . .

The Messiah saddened . .

O our beloved children

Salam . .

May Allah render your day

Jasmine . . .

From the cracks of ruined earth

You emerged forth

And planted in our wound

Musk rose . .

This is the revolution of notebooks . .

And ink . .

Do become on the lips

melodies . .

Shower us . .

Heroism, and pride

And from our ugliness wash us

Wash us . .

Fear neither Moses. .

Nor Moses’ spell . .

And ready yourself

To harvest the olives

Verily this Jewish age

is an illusion . .

That shall collapse . .

Albeit sureness we possess . . .

O madmen of Gaza . .

A thousand welcome . . .

in madmen,

If they liberate us

Verily the age of political reason

has long bygone . . .

Do teach us madness . . .

The Wrathful by Nizar Qabbani — Famous poems, famous poets. — All Poetry


Saturday, January 18, 2025

إعادة نشر: فهمي هويدي يكتب/ افهموا البوسنة أولًا، حتى تفهموا غزة وما يدور بها، وحتى لا تتعجبوا..!!

كتب: فهمي هويدي (2024)
إذا لم تفهم البوسنة، فلن تفهم غزة...!!



 حرب الإبادة التي شنها الصرب على مسلمي البوسنة، واُستُشهد فيها 300 ألف مسلم،  واُغتُصِبت فيها 60 ألف امرأة وطفلة،  وهُجِّر مليون ونصف المليون، هل نتذكرها؟  أم نسيناها؟  أم لا تعرفون عنها شيئا أصلا؟ مذيع “سي إن إن” يتحدث عن ذكرى المجازر البوسنية، ويسأل (كريستيانا أمانبور) المراسلة الشهيرة: هل التاريخ يعيد نفسه؟

كريستيانا أمانبور من “سي إن إن” تعلق على ذكرى البوسنة، كانت حربا قروسطية، قتلٌ وحصارٌ وتجويعٌ للمسلمين، وأوروبا رفضت التدخل، وقالت إنها حرب أهلية، وكان ذلك خرافة.

استمر الهولوكوست نحو 4 سنوات، هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد، بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادي، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية، تدخلت الأمم المتحدة فوَضَعت بوابات على مداخل المدن الإسلامية مثل غوراجدة، وسربرنيتسا، وزيبا، لكنها كانت تحت الحصار والنار، فلم تغنِ الحماية شيئا.

وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال وعذبوهم وجوعوهم، حتى أصبحوا هياكل عظمية، ولما سُئل قائد صربي، لماذا؟  قال: إنهم لا يأكلون الخنزير.

 

 نشرت “الجارديان” أيام المجازر البوسنية خريطة على صفحة كاملة، تُظهر مواقع معسكرات اغتصاب النساء المسلمات، 17 معسكرا ضخما، بعضها داخل صربيا نفسها،  اغتصب الصرب الأطفال، طفلة عمرها 4 سنوات، ونشرت “الجارديان” تقريرا عنها بعنوان:  “الطفلة التي كان ذنبها أنها مسلمة”.

الجزار ملاديتش دعا قائد المسلمين في زيبا إلى اجتماع، وأهداه سيجارة، وضحك معه قليلا، ثم انقض عليه وذبحه، وفعلوا الأفاعيل في زيبا وأهلها.

لكن الجريمة الأشهر كانت حصار سربرنيتسا، كان الجنود الدوليون الصليبيون يسهرون مع الصرب، ويرقصون، وكان بعضهم يساوم المسلمة على شرفها مقابل لقمة طعام.

حاصر الصرب سربرنيتسا سنتين، لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءا كبيرا من المساعدات التي تصل إلى البلدة، ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنيتسا تآمرت مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الأمان.

رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب، وبعد أن اطمأن الصرب، انقضوا على سربرنيتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، جمعوا 12,000 من الذكور صبيانا ورجالا، وذبحوهم جميعا ومثَّلوا بهم.

 

من أشكال التمثيل،  كان الصربي يقف على الرجل المسلم فيحفر على وجهه وهو حي صورة الصليب الأرثوذكسي (من تقرير لمجلة “نيوزويك” أو “تايم”).

كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يُجهز عليه، من شدة ما يلقى من الألم.

كانت الأم تمسك بيد الصربي، ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها،  كانت المذبحة تجري،  وكنا نرى ونسمع ونأكل ونلهو ونلعب.

وبعد ذبح سربرنيتسا، دخل الجزار رادوفان كاراديتش المدينة فاتحا وأعلن:  سربرنيتسا كانت دائما صربية، وعادت الآن إلى أحضان الصرب.

كان الصرب يغتصبون المسلمة، ويحبسونها 9 أشهر حتى تضع حملها، لماذا؟  قال صربي لصحيفة غربية:  نريد أن تلد المسلمات أطفالا صربيين (Serb babies).

ونحن نتذكر البوسنة وسراييفو وبانيا لوكا وسربرنيتسا  نقولها ونعيدها:

لن ننسى البلقان،  لن ننسى غرناطة،  لن ننسى فلسطين،  في ذكرى مرور 30 عاما على جريمة أوروبا والصرب في البوسنة نقول: لن ننسى، لن نعفو، ولن نصدق أبدا أبدا شعارات التسامح والتعايش وحقوق الإنسان.

في غمرة القتل في البوسنة كتبت صحيفة فرنسية،  يتضح لنا من تفاصيل ما يجري في البوسنة أن المسلمين وحدهم هم الذين يتمتعون بثقافة جميلة ومتحضرة.

وهنا يجب أن نسجل بمداد من العار، مواقف العجوز الأرثوذكسي بطرس غالي، الذي كان وقتها أمين الأمم المتحدة، والذي انحاز بشكل سافر إلى إخوانه الصرب، لكننا بعد 30 عاما لم نتعلم الدرس.

 إضافة لا بد منها، كان الصرب يتخيرون للقتل علماء الدين وأئمة المساجد والمثقفين ورجال الأعمال، وكانوا يقيدونهم، ثم يذبحونهم، ويرمونهم في النهر.

كان الصرب إذا دخلوا بلدة بدأوا بهدم مسجدها، ويقول أحد المسلمين: “إذا هدم الصرب مسجد البلدة، فليس لنا إلا النزوح منها، كان المسجد يمثل كل شيء”.

أذكر أن صحيفة بريطانية وصفت إبادة المسلمين في البوسنة بهذه العبارة “حرب في القرن العشرين تُشن بأسلوب القرون الوسطى” رسالة إلى المفتونين بالحضارة الغربية وحقوق الإنسان المزيفة التي يتشدقون بها، قصص التاريخ لا تُحكى للأطفال لكي يناموا، بل تُحكى للرجال لكي يستيقظوا.

*افهموا البوسنة أولًا، حتى تفهموا غزة وما يدور بها، وحتى لا تتعجبوا..!!*
منقولة من المواقع الإلكترونية 

أيجوز التعاطف مع غزة؟

(2017)

Thursday, September 19, 2024

اسمها فلسطين " المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة" للرحالة آدا جودريتش فريير


اسمها فلسطين " المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة"
للرحالة آداجودريتش فريير




  • “السفر يميل إلى توسيع المفاهيم!”
  • هذا ما تؤكده أ. جودريتش فريير التي حرصت على استكشاف “الأرض المقدسة” وأهلها العرب. تُسجِّل فريير رحلة حجها إلى أرض فلسطين منذ حطت الرحال في ميناء يافا، وصولًا إلى القدس. كيف يلبس العرب؟ ماذا يأكلون؟ وما الفوارق التي لاحظتها بين الفلاحين والبدو؟ وطبقات البشر في المدن الكوزموبوليتانية الفلسطينية كالقدس وبيت لحم ونابلس؟ كما دوَّنت وبدقة حيادية دور الإمبراطورية العثمانية في توفير كل سُبل الراحة والحماية للرعايا المسيحيين شأنهم شأن رعاياها المسلمين. ولم تغفل توضيح تصاعد النفوذ الواضح للألمان ومستعمراتهم وسعي اليهود لتملك الأراضي -ولا سيما الزراعية- في أرض فلسطين. هذا الكتاب يضم بين دفتيه شهادة تنشر لأول مرة، يعضدها مجموعة كبيرة من الصور النادرة لأهل فلسطين يمارسون حيواتهم بين الزراعة والرعي والصيد، وطقوسهم الدينية بحرية كاملة.الكاتبة الدقيقة، ووصفها للأرض المُقدسة، لا تخلو أبدًا بين سطر وآخر من تأكيد -غير مُفتعل- وتوثيق -غير متعمد- أحقية الفلسطيني التاريخية في أرضه. كما أسهمت الصور التي زادت عن خمسين في توثيق الحياة اليومية، في البادية والريف والمدن، للعربي على أرض فلسطين، لتمحي ما هو مزيف من قول إن فلسطين كانت قبل وصول العصابات الصهيونية إليها أرضًا خاوية، وصحراء جرداء، مُجهزة لاستقبالهم، وأنهم عمرّوها وزرعوها. بل تقص الكاتبة بالتفصيل حكايا عن المستشفيات والمستوصفات والمدارس والمعاهد في أرض فلسطين وكيف بُنيت، والمنازل القديمة والحديثة آنذاك، ومعمارها العربي الأصيل الفريد في بنيانه وزخرفته، والكنائس العتيقة، والمساجد التي وُضع أول أحجارها على أرض فلسطين قبل قرون من وصول العصابات الصهيونية، وكذلك لا تغفل أن تتحدث عن اليهود باعتبارهم جزءًا من نسيج البلاد، فهم اليهود العرب، يعيشون على الأرض شأنهم شأن المسيحي والمُسلم، لهم منازلهم ومعابدهم وطقوسهم واحتفالاتهم. ولا يخلو هذا الكتاب من تسليط الضوء على ما جَمَع بين الأديان الثلاثة من عادات، ليس لأنها عادات دينية، بل لأنها تقاليد عربية مشتركة اتسم بها أهل هذا البلد آنذاك.
  • تأليف (تأليف) (ترجمة)
    نرى ملاحظات الكاتبة الدقيقة، ووصفها للأرض المُقدسة، لا تخلو أبدًا بين سطر وآخر من تأكيد -غير مُفتعل- وتوثيق -غير متعمد- أحقية الفلسطيني التاريخية في أرضه. كما أسهمت الصور التي زادت عن خمسين في توثيق الحياة اليومية، في البادية والريف والمدن، للعربي على أرض فلسطين، لتمحي ما هو مزيف من قول إن فلسطين كانت قبل وصول العصابات الصهيونية إليها أرضًا خاوية، وصحراء جرداء، مُجهزة لاستقبالهم، وأنهم عمرّوها وزرعوها. بل تقص الكاتبة بالتفصيل حكايا عن المستشفيات والمستوصفات والمدارس والمعاهد في أرض فلسطين وكيف بُنيت، والمنازل القديمة والحديثة آنذاك، ومعمارها العربي الأصيل الفريد في بنيانه وزخرفته، والكنائس العتيقة، والمساجد التي وُضع أول أحجارها على أرض فلسطين قبل قرون من وصول العصابات الصهيونية، وكذلك لا تغفل أن تتحدث عن اليهود باعتبارهم جزءًا من نسيج البلاد، فهم اليهود العرب، يعيشون على الأرض شأنهم شأن المسيحي والمُسلم، لهم منازلهم ومعابدهم وطقوسهم واحتفالاتهم. ولا يخلو هذا الكتاب من تسليط الضوء على ما جَمَع بين الأديان الثلاثة من عادات، ليس لأنها عادات دينية، بل لأنها تقاليد عربية مشتركة اتسم بها أهل هذا البلد آنذاك. 



Monday, August 19, 2024

قرأت لك..علامَ يُطلق اسمُ فلسطين؟

  من المكتبة الأجنبية: علامَ يُطلق اسمُ فلسطين؟


(العربي)
موقع جودريدز



عرض: د. داليا سعودي**

          كتاب للمفكر الفرنسي الكبير ألان جريش، تحت عنوان: «علامَ يُطلق اسمُ فلسطين؟»، له أهمية خاصة في بيان المكانة المركزية التي تتبوأها القضية الفلسطينية في عالم اليوم، حتى باتت القضية الأكثر استنهاضًا لاهتمام الرأي العام الدولي. في هذا الكتاب، ينطلق الكاتب من حادثة دنشواي ليصل في النهاية إلى العدوان على غزة في العام 2008، ليعرض فيما بين دنشواي المصرية وغزة الفلسطينية دعائم الفكر الاستعماري الغربي الذي يتأسس عليه المشروع الصهيوني برمته. فيتناول اعتناق الغرب لمنطق الإقصاء، ودفاعه عن «حقه في الاستعمار» بذريعة الدفاع عن الحضارة، وصراعه مع السكان الأصليين، وعدم تورعه عن الإقدام على التطهير العرقي.

          كما يعرض الكاتب لمراحل تحول الدولة اليهودية من «يهودية الجيتوات» إلى «يهودية بعضلات»، مختتمًا تحليله التاريخي المفصل بجدلية تعاطف الغرب مع السامية ومناهضة العرب لها، مع طرح عقلاني لما تبقى من آفاق السلام. كما يطرح الدكتور جريش في ملحقين تاليين فكرة استغلال الدين كغطاء لتحقيق أطماع مادية، وينتقد حجج الكاتب الصهيوني برنار هنري ليفي الذي يمثل بخطابه المتحيز لإسرائيل نموذج الخطاب السائد في وسائل الإعلام الغربية. يصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ترجمة له للدكتورة داليا سعودي.

          وقد كتبت المترجمة في مقدمة ترجمتها للكتاب «علامَ يُطلق اسمُ فلسطين؟ - بين براءة السؤال وشجاعة الإجابة»: لا يستبطن المترجمُ بالضرورة جميع ما يترجم. فعملية «الترانسفير» اللغوي تقتضي منه تسكين إملاءات حسه النقدي، وحبس رأيه الشخصي، لكونه - رغم احتياز النص في لغة الهدف - مطالبًا بالتزام أقصى درجات الغياب. وبطواعية المرغم، عليه أن يعير صوته، ومفرداته، وحتى تضاعيف عباراته لصاحب النص الأصلي، متحريًا في أدق نبراته كل ما أوتي من أمانة.

          في مجال ترجمة الدراسات التي تعرض لقضايا خلافية ، أو تؤسس لخطط توفيقية في نزاعات متشابكة الأطراف كما في النزاع العربي الإسرائيلي، تصير مهمة المترجم أقل يسرًا، ولاسيما إذا كان يتبنى وجهة نظر أحد الطرفين المتنازعين، وتتجاوب في حافظته أدبيات موغلة في مثاليتها الرافضة، هاتفةً : «لا تصالح».

          لكن هذا كتاب لألان جريش. تستدعي فيه جدية الباحث جدية الإنصات، وتستوجب فيه نزاهةُ الطرح إبطالَ أي حكم مسبق، وينتفي مع تركيبية الرؤية التي يطرحها أي نزوع لتبسيط مخل. فهنا إسهام نقدي قيم يفكك خطاب الهيمنة الاستعمارية الغربية، ويقوض آخر حصونها الماثلة في نموذج الاحتلال الإسرائيلي.

          ربما يبُدأ تعريف الكاتب بذكر مناصبه. فيقال إنه الرئيس المشارك لمجلس إدارة صحيفة «لوموند ديبلوماتيك» العريقة، ورئيس تحريرها في سنوات مضت، ورئيس رابطة الصحفيين الفرنسيين المتخصصين بشئون المغرب العربي والشرق الأوسط، وغير ذلك من المناصب. لكن أهمية ألان جريش الباقية لا تكمن في مناصبه ، بقدر ما تكمن في اضطلاعه المتميز بمهمة الصحفي. الصحفي كمؤرخ للحظة، بمقتضى التعبير المنسوب لألبير كامو.

          على الجسر المعلق فوق الهوة الفاصلة بين الشرق والغرب، يقف ألان جريش منذ ولد في مصر في عام 1948، ليشب في بيت يساري في قاهرة ناصرية مفعمة بآمال التحرر من الاستعمار... قاهرة كانت بعدُ محتفظةً بكوزموبوليتانيتها وبتعدد ألوان أطيافها، حين كان جميع التلاميذ يقفون، على اختلاف دياناتهم، لينشدوا في طابور الصباح، في المدرسة الفرنسية المؤممة: «الله فوق كيد المعتدي...». وفي عام 1956، رأى الصبي أفعال المعتدي، وبقيت في ذاكرته، ومن ثَمّ، في كتاباته، وهو يشرح للقارئ الغربي الأبعاد المغيبة عنه فيما يتعلق بشرق أوسط "يسكن قلبه"على حد تعبيره.

          في بداية الستينيات، انتقل ألان جريش للإقامة في باريس، وبعد فترة عمل بالصحافة في وقت كانت فيه فرنسا خارجة للتو من حرب الجزائر. وطوال ثلاثة عقود، لم ينقطع ألان جريش عن وضع الكتب، وكتابة المقالات، وإلقاء المحاضرات حول قضايا «العالم الثالث» وعن شرق أوسط تغيب بشأنه لدى الغرب المعلومة الدقيقة والرؤية الموضوعية. وقد أولى جريش القضية الفلسطينية النصيب الأوفر من اهتمامه، مناصرًا حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي أتم رسالة دكتوراه حول منظمة التحرير الفلسطينية. كما عُني بدراسة الإسلام السياسي وعلاقة مسلمي الغرب بالدولة العلمانية في أوربا لاسيما في فرنسا.تقوده في أطروحاته أحكام العدالة الاجتماعية، وشواغل الضمير الإنساني اليقظ.

          في هذا الكتاب، «علامَ يُطلق اسم فلسطين؟»، ينطلق ألان جريش من تساؤل ينتحل مخايل البراءة، تساؤل يطلب تعريفًا جامعًا مانعًا لاسم أفقدته اعتيادية التداول اليومي الجدة المؤهِّلة لطرح التساؤل. لسان حاله في انتحال البراءة يقول: «تعالوا نسرد الأحداث التاريخية من أولها، في ضوء الوثائق التي عادة ما يغض الغرب الطرف عنها». ليكشف ما كان من المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين من اتباع لمسالك لا تختلف في جورها ودمويتها عن تلك التي اتبعها الرجل الأبيض مع السكان الأصليين في جنوب إفريقيا، أو في الجزائر، أو أستراليا وغيرها. وإن كانت الحالة الإسرائيلية تستصحب تعقيدات يشرحها الكاتب باستفاضة مستنيرة، تشير إلى مطاوي الخلل الكائنة في لب الذهنية الغربية السادرة في استعلائها.

          ثمة آثار في الكتاب لبذور كان قد نثرها الراحل الكبير إدوارد سعيد، وقد نضجت وأثمرت رؤى تعيد قراءة تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في سياقه الحضاري. وهي رؤى إذا ما قُرأت في لغتها الفرنسية تكتسب قيمة تنويرية تصحح كثيرا من المفاهيم المغلوطة وتكشف بشجاعة عن حقائق يصر الإعلام الغربي على تجاهلها بل وتزييفها. أما لو قُرأت تلك الرؤى باللغة العربية فسيكون لها نفع كبير في بيان سمات الخطاب القادر على النفاذ إلى عقل الغرب والتأثير فيه والتغيير من ثم في منظومة مسلماته الراسخة.

          هكذا يسعى هذا الكتاب الفريد إلى بيان المكانة المركزية التي تتبوأها القضية الفلسطينية في سياق التحولات التي تشهدها الساحة الدولية في اللحظة السابقة مباشرة لقيام الثورات العربية في مطلع عام 2011. وهي مكانة يتضح مبلغ أهميتها بفعل وجود فلسطين على خط التماس ما بين الشمال والجنوب، وما بين الشرق والغرب . بكل ما يعني ذلك من إرث تاريخي وحضاري مركب، لا تفتأ ظلاله تترامى على وجه الحاضر، الذي راح مع ذلك يتغير، لا بفعل عوامل سياسية واقتصادية وعسكرية فحسب ، وإنما أيضًا بفعل فقدان الغرب لاحتكار صفة الراوي الأوحد للتاريخ. فها هي شبكة قنوات الجزيرة تسحب البساط من تحت أقدام وسائل الإعلام الغربية، وها هي ثورات الربيع العربي تتجاوب أصداؤها في أرجاء العالم أجمع. لنكتشف مع نهاية الكتاب، أن حل الدولة الواحدة الجامعة للفلسطينيين واليهود، الذي قدمه المؤلف بوصفه ثمرة من ثمار طبيعته الطوباوية الدائمة التفاؤل، إنما هو حل غير مستبعد بفعل الضغط الكاسح الذي تمثله ثورة الشعوب العربية على إسرائيل وعلى الرأي العام الدولي.

          فهل تنجح سورة الغضب العربي وعملية التحول الديمقراطي الناتجة عنها في تقديم إجابة شافية لسؤال باتت الإجابة عليه ملحة، ألا وهو «علامَ يُطلق اسمُ فلسطين»؟ لكي لا يظل الاسم مرادفًا لمظلمة مستمرة، ولانتهاك دائم للقانون الدولي، ولمنطق قائم على الكيل بمكيالين، وعلى استمرار سيطرة الغرب الاستعمارية. علام يُطلق اسم فلسطين في أعقاب الثورات العربية؟

          تلك هي المساءلة التي يطرحها القارئ على الأيام المقبلة.
------------------------------------
* مفكر من فرنسا.
** مترجمة من مصر.

-----------------------------------------

أقول لصاحبي والعيس تهوي
                              بنا بين المنيفة فالضمار
تَمَتَّعْ مِنْ شَميمِ عَرَارِ نَجْدٍ
                              فما بَعْدَ العَشِيَّةِ منْ عَرَارِ
ألا حبَّذا نفحاتِ نجد
                              ورَيَّا رَوْضِهِ غِبَّ القِطَارِ
وَأهْلُكَ إذْ يَحلُّ الحَيُّ نَجْداً
                              وأنت على زمانك غير زار
شُهُورٌ يَنْقَضِينَ وما شَعَرْنَا
                              بَأنْصَافٍ لَهُنَّ ولا سَرَارِ
فأما ليلهن فخيرُ ليل
                              وأطولُ ما يكونُ مِنَ النهار

قيس بن الملوح

 

 

تأليف: ألان جريش*
  

Saturday, August 17, 2024

دبلوماسي في وزارة الخارجية البريطانية يستقيل من منصبه بسبب "تواطؤ وزارة الخارجية في جرائم الحرب"

دبلوماسي في وزارة الخارجية البريطانية -مارك سميث- يستقيل من منصبه برسالة معنونة "تواطؤ وزارة الخارجية في جرائم الحرب". ويتهم #إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ونية الإبادة الجماعية ويقول إنه "لا يوجد مبرر لاستمرار مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل". #غزة 16-8-2024




#StopGazaGenocide on X: "دبلوماسي في وزارة الخارجية البريطانية مارك سميث يستقيل من منصبه برسالة معنونة "تواطؤ وزارة الخارجية في جرائم الحرب". ويتهم #إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ونية الإبادة الجماعية ويقول إنه "لا يوجد مبرر لاستمرار مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل". #غزة" / X


يضيف مارك سميث أنه أثار هذا الأمر على كل المستويات وأنه "مقلق للغاية" أنه جرى تجاهله. ويذكر أنه عمل سابقا في مكتب تصدير الأسلحة التابع لوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية - وهو أمر مهم حيث تقوم الحكومة بمراجعة مبيعاتها من الأسلحة إلى #إسرائيل.

استقال دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى احتجاجا على استمرار مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، مدعيا أن تصرفات الحكومة متواطئة في جرائم الحرب التي ترتكب في غزة.

أعلن مارك سميث، الذي شغل منصب رئيس قسم البرامج والخبرات الأفريقية في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO)، قراره في خطاب استقالة أدى إلى تجديد التدقيق في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة.

عبر بيان صدر مؤخرا عن خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن ذلك بصراحة. "هذه الشركات ، عن طريق إرسال الأسلحة...... إلى القوات الإسرائيلية، تخاطر بالتواطؤ في انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".

نزار قباني : الغاضبون : يا تلاميذَ غزَّة

  يا تلاميذ غزة قصيدة شعر كتبها الشاعر السوري الكبير نزار قباني (21 مارس 1923 م - 30 أبريل 1998 م) عام 1988 م  يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما ع...