Showing posts with label Tariq Ramadan. Show all posts
Showing posts with label Tariq Ramadan. Show all posts

Sunday, February 04, 2018

طارق رمضان.. التدوينة قبل الأخيرة

الواقع أن هذه قد تكون التدوينة قبل الأخيرة التي ساكتبها في سلسلة عن طارق رمضان. فعلى مدى سنوات ربما عقد من الزمان، عرفت عنه و تابعت الكثير من لقاءاته و محاضراته و ما يكتب و أنشطته على موقعه و قرأت بعضا من كتبه.


الرجل الآن صار في موقف لا يحسد عليه و هو قانونيا في موضع "اتهام". و مبلغ علمنا أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

(1) فإن كان بريئا فالحمد لله. كما قالت السيدة عائشة حين ظهرت براءتها من ذاك الاتهام، و لم تحمد إلا الله.
    و بعدها، يجب أن تكون هناك وقفة مع المهللين فرحا باتهام الرجل قبل أن تثبت تهمته أو براءته. و وقفة قانونية ضد (كل) من اتهموه ظلما. و في النهاية، نحتاج لوقفة مع الرجل نفسه، فكان عليه أن  يكون أكثر  حذرا و يبتعد حتى عن الشبهات -إن صدقت بعض الادعاءات-. لقد وضع اتهامه الأخير فرصة للإعلاميين العابثين بأن يطعنوا فيه و يضعوا دينه في موضع اتهام أمام كل هؤلاء المتربصين للأسف. و "غلطة العالم بألف".

(2) و إن لم يكن بريئا- لا قدر الله- ، و ثبت الاتهام بالاغتصاب، و هذا كبيرة لأنه زنا.  أن يكون رجل دين أو مفكر ينشر العلم و لا يعمل به، بل  يقترف المنكرات و الكبائر مرة بعد مرة. حينها، سيبدو أن هناك خلل ما و مشاكل كثيرة. المشكلة الكبرى هي أنه حينها سيواجه ذنوبا مع الله و مع أسرته و مع المجتمع.  ذنب الخداع لمن يتابعونه و يتعلمون منه. فكبر مقتا أن يفعل المسلم نقيض ما يقوله و يعلمه للناس على مدى سنوات. و مشكلة كبرى أنه قد يكون بهذه الهشاشة فيقع في الخطايا و لا يلتفت لعقله و لا يردعه ضميره و لا ينهاه عقله. و هو في نفس الوقت مفكر و متحدث لبق و محاور عنيد!  و حينها ستكون المشكلة فينا نحن أيضا (كيف صدقناه؟). و لهذا حديث آخر.  

Wednesday, July 21, 2010

رجال من البوسنة 1-3


في هذه المقالات القادمة، أحاول أن أضع لكم ملخصا لما قرأته على الإنترنت و ما شاهدته على إحدى الفضائيات عن أحوال البوسنة الأسبوع الماضي. إنهم أناس  كرام لم نقابلهم في الحقيقة، لكننا سنتنعرف عليهم على قدر ما نستطيع من خلال سلسلة رجال من البوسنة.
رجال من البوسنة 1
في برنامج الإسلام و الحياة ، ناقش البروفيسور طارق رمضان  مع الإمام و الباحث البوسني -  حازم فازليتش- حالة الإسلام في البوسنة بعد 15 عاما من مذبحة سربرنيتشا. الإمام حازم يعد درجة الفلسفة عن الإسلام و المسلمين في منطقة البلقان بعد الشيوعية. و يدير مركزا دينيا ثقافيا في برمنجهام.   
بعد 15 عاما، اتضحت حقيقة الأحداث و عرفنا من أجرموا. نريد أن نعرف الآن  لماذا و كيف فعل الصرب ذلك؟ إن قتل 8000 خروفا سيأخذ وقتا للتمكن منهم، فكيف تم ذلك مع البشر في هذا الوقت القصير؟ كان هناك تجهيز و اتفاق منظم للمجزرة كما ورد على لسان قائد المجزرة –الهارب لليوم- راتكو ملاديتش الذي يقول إن الوقت حان للانتقام. يتعرف الصرب على ديانة الرجال قبل المذبحة بتجريدهم من سراويلهم، ليتعرفوا على المسلمين، ثم ليقتلوا لمجرد أنهم  مسلمون حتى لوكانوا ملحدين أو بوذيين. يأتي ذلك المثال في نطاق إجابة سؤال المحاور هل كان التطهير بسبب سياسي أم ديني؟
ينفي الضيف و المضيف ما يكتب بعضهم أن الإسلام شيء غريب أو دخيل على البلقان جاء من تركيا مثلا كما يكرر الصرب. لكن الواقع أنهم مسلمون أوربيون من قرون عدة كما أكد مرارا مفتي البوسنة. لهذا لن يكون حديثنا عن التأقلم لأنهم مسلمون أوربيون يشكلون نسيجا بالبلقان.
نحن في حاجة لمزيد من مشاريع  بحثية  في جامعات أوروبه لنعرف لماذ؟ لماذا حدث هذا؟ لماذا سمحت أوروبه بأن يحدث هذا  في نهاية القرن العشرين؟ و على المستوى السياسي، إذا حدث هذا للمسلمين في البوسنة، فإنه من الوارد أن يحدث لأقليات أو عرقيات أو أي شخص آخر في المستقبل. و إجابات هذه الأسئلة و الأبحاث ستفيد مستقبل أوروبه بأكملها. يعقب المحاور، هذا يحدث في منطقة عامرة بالمسلمين بقلب أوروبه من قرون، فكيف بباقي أوروربه.
 لقد عانى المسلمون في حرب البوسنة كثيرا. لقد كان معسكر أومارسكا رهيبا كما معسكر أوشفيز.
بعد الصدمة، تتوالى الأجيال التي تعود ثانية لإحياء الإسلام، و أخرون يبتعدون. يحاول المسلمون استعادة الدين و القومية معا، فلا يغفلون مجتمعهم أثناء تلك المحاولات. هناك نحو ستين إلى سبعين مدرسة دينية، و هناك العديد من الكتب الدينية التي تطبع.
في  سراييفو، هناك خليط من الأجيال المسلمة الجديدة و القديمة. هناك مدارس إسلامية متعددة. كان هناك نحو 300 مسجد في نهاية الحكم الشيوعي.  و كانوا أكثر دول أوربه علمانية.
يتغير الحال من جيل لآخر، فيتجه مسلمو البوسنة للتغريب أو ليكونوا أوروبي النمط و الثقافة فانتشر شرب الكحول و المخدرات و السماح بممارسة الجنس قبل الزواج.  لذا علينا أن نتوخى الحذر، عندما نتحدث عن نهضة إسلامية أو عودة للدين بعد صدمة الحرب.
هناك العديد من الأئمة و رجال الدين الذين تعلموا و تدربوا في بلاد إسلامية مثل مصر و السعودية.  هناك دعم  ديني و خاصة من التوجه السلفي للتواجد الإسلامي بالبوسنة بصور عدة. ربما حدثت  قديما محاولات التنصير بين أهل البلقان من قبل أثناء الاتحاد السوفيتي. فحاول أهل البوسنة التمسك بالدين  في هذه الأوقات العصبية على مدى خمسين عاما من الحكم الشمولي.  لهذا فإن التوجهات الحالية لإعادة تشكيل الإسلام بتوجه معين دون الآخر في البوسنة لن تكون مهمة سهلة. و بالرغم مما يشاع عن امتداد السلفية لأنها أكثر وضوحا للعيان إلا إن هناك مدارس صوفية أكثر انتشارا في البوسنة خاصة الطريقة النقشبندية. اختتم الضيف كلامه قائلا:  سيكون التحدي القادم هو المحافظة على التقاليد مع الالتزام بالدين و أصول الإسلام.

Saturday, July 10, 2010

و أخيرا سربنيتشا زهرة لم تتفتح


في أحد المقالات القديمة بمجلة (العربي) شاهدت الفتاة صورة لمفتي البوسنة و زوجه فتساءلت: هل هناك إسلام في أوروبه؟  ثم شاهدت كغيرها من ملايين العرب ما كان يحدث في البوسنة و الهرسك في التسعينيات. و تتبدل خلفية كراساتها  من نصائح و صور ملونة إلى صور الحياة المريرة في البوسنة ( طفلة تبكي، زهرة تقول لك ساعد أخواتك من نساء البوسنة، نداء: انقذ مسلما). بينما تنتشر مطويات تحمل مشاريع إغاثية مثل البيت و الحطب الذي سيحميهم في الشتاء. هذا النداء خاصة يجعلها تلفظ الغطاء الوثير في الشتاء خجلا من أن تنعم في الدفء بينما يتألم أخوة لها على بعد. أقسمت في ليلة أن تفعل شيئا، و يبدو أنها لم تبر هذا القسم الطفولي. لهذا ستشاركهم بأضعف الإيمان على قدر استطاعتها.

تضجر جدتها من تكرار الأحداث في نشرة التليفزيون المصري التي لا تقدم إلا أخبار البلد التي اسمها ( تنطق أبجدية البوسنة و الهرسك بارتباك و صعوبة).  جدتها تتابع البرامج الدينية، فتتساءل الفتاة هل لا تشعر بهم جدتي حقا؟ أم لأنهم بعيدون عنا فلا تهتم بهم كثيرا؟ ما الذي يجعلها تتوحد مع أخبارهم لعام تلو الآخر. تمر السنوات فتتكشف لها الحقائق.  يسخر مدرس اللغة العربية و التربية الدينية من الرجال العرب الذين يعفون نساء البوسنة المغتصبات الشقراوات. ترد الطالبات: (لكنهن مظلومات يا أستاذ).. تتساءل لماذا يأخذ البعض ممن نتوسم فيهم المعرفة هذا المنحى السطحي في التعامل مع القضايا المهمة؟ إنهم يشكلون عقلية أجيال من الطلائع و المراهقين من مجرد كلمة أو حوار سلبي.

يعرض التليفزيون المصري إحدى الليالي المحمدية و يواكب الحدث. تظل في ذاكرتها كلمة ساخرة للفنانة أمينة رزق تقول: السيد رادوفان كرادجيتش الطيب. ربما شاركها سعد أردش. لقد سخر الفنانون من ازدواجية المعايير و المبررات التي تساق عالميا لتسويق المجازر على أنها صراع داخلي أو أي شيء آخر. لكن العالم وقف بعد خراب مالطه حيث خاف المارد العالمي من القزم الصربي أن يقف على كتفه فيكون أطول منه!. و هنا فقط تدخل الناتو و جاء اتفاق دايتون كالدواء المر. و مازالت تتعجب من حنكة بيل كلينتون و انقلاب أمريكا و توحد الناتو ضد مجرمي الحرب. ثم مرت السنوات و كان شرط دخول صربيا للاتحاد الأوروبي إنهاء قضايا التطهير العرقي و محاكمة المجرمين. هل هم طيبون حقا أم أن هناك مصالح و حسابات أخرى؟
يمر خبر استخفاف  كرادجتش بالمحكمة: (ذكرت صحيفة تايمز أن رادوفان كراديتش أظهر مجددا ازدراءه للمحكمة التي تنظر في تهم موجهة ضده بأن رفض المثول أمامها أمس. الجلسة الثانية والغياب الثاني لزعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش أمام محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. مقاطعة كرادجيتش للمحاكمة هذه المرة، لم تمنع القضاة من مواصلة المحاكمة التي بدأت بعرض لائحة الإتهامات الموجهة لزعيم صرب البوسنة السابق). فكتبت في شتاء 2009 هذه السخرية السوداء: السيد رادوفان  كرادجيتش الطيب...السيد الطيب جدا.. و قرارات مجلس الأمن الآمن جدا...الآن فى محكمة العدل...العادل جدا...و بعد سنوات طويلة طويلة جدا...الآن تبدأ المحاكمة...الآن حصحص الحق...و أخيرا سربنيتشيا...هل سيلطف سجنه نار المذبحة؟ إنه يفعل ما فعله مثيله ميلوسوفيتش! فعلى مدى عام و نصف يعد عدته من المماطلة و التكبر. فمن تخفي لسنوات كطبيب للطب البديل و  من أمن العقوبة من أي محكمة أو قرار لمجلس الأمن، له الحق أن يضيع الوقت لسنوات أخرى حتى يموت. فربما يموت أيضا مثل سابقيه في السجن أو قبل المحاكمة، وهذا أقصى ما يتمنى. إنه لأمر عجيب أن يقضي الإنسان حياته لغرض واحد قائلا: في خلال أيام ستختفي سراييفو و نقتل نصف مليون مسلم و نمحوهم من على وجه البوسنة. ثم يقضي حياته بين القتل في سراييفو ثم في الهروب و التخفي ثم في انتظار الموت! و الأعجب أن يعمل آلة القتل و المجازر و لا يفكر للحظة أنه سيأتي عليه يوم يلقى جزاءاه. أي غباء هذا؟ أم تراه غرورا؟ سيذكر التاريخ الجنرال بينوشيه (الديكتاتور التشيلي) و ميلوسوفيتش (المجرم الصربي) بالقتلة الذين ماتوا قبيل انتهاء المحاكمة. لكن محكمة الآخرة أصعب و لا مفر منها، كما أنها لا تؤجل أو تقدم لساعة. إن الساعة التي تمر على المظلوم أو الموتور طويلة جدا، فما بالك بالسنوات في انتظار الحق و القصاص؟ و ربما يحسبها السيد كراجيتش بطريقته المقززة وفق عقليته و قامته القميئة جدا. فليماطل و يتلاعب كما يريد. فلا الإعدام وارد، و لا الحياد موجود. عفوا، إنه خبر ممل و قديم، لكنه يتكرر كل حين. (قبضوا على السفاح و سوف يحاكم.)


و تمر السنوات لتقذف خبرا كل فترة: (لقد اكتشفوا قبرا جماعيا جديدا كما ترى في الصورة جثة لرجل غميت عيناه و قيدت يداه من خلاف ثم قتل!). ثم تشاهد مع والدتها جلسات التحقيق العلنية على إحدى الفضائيات. تتألم الأم و تنفر من هذا القاتل. تتساءل أليسوا روحا مثلنا؟ ألم يوجد من يقف بجانبهم؟ تتذكر الابنة أنه حينها سادت قصة وا معتصماه التي تتردد كلما ارتكبت مجازر ضد الأقليات المسلمة في الغرب و خاصة النساء. و كالعادة يتم الاتهام الضمني لشيوخ و ملوك العرب المسلمين: أين هم من المعتصم؟ تتذكر الزعيم الصامد علي عزت بيجوفيتش المخلص و تترحم عليه. تتألم إذ كيف كان كارازيتش طبيبا نفسيا، و لم يتهذب خلقه!
تزداد معرفة و تعود و تفكر إن ما حدث سيحدث في أي وقت فالمشكلة ليست مشكلة يوغسلافيا الحليف الشيوعي القديم الذي تفكك في بداية التسعينات. المشكلة في حقد الناس على الإسلام. ربما هنا كانت نظرية المؤامرة في أصدق صورها. لماذا إذن لم تدافع القوات الهولندية عن سربرنيتشيا  و لو بطلقة رصاص واحدة؟ لماذا تركت 8000 مسلم يقتلون في عدة أيام من يوليه 1995و في منطقة آمنة حسبما صنفتها الأمم المتحدة؟ خرج بعض المسلمين على مستوى العالم لنجدة الملهوف المسلم في البوسنة، لكن بعض الدول الإسلامية و المسؤلين الكبار سكتوا، حتى تحرك الناتو.


تأتي قصة مسلمي البوسنة المستضعفين حيث تعلم الأم ابنتها فقط أن تقول لا إله إلا الله قبل النوم حتى تبعث مسلمة. هكذا جاء في إسهاب مفيد للدكتور سليم العوا عن قصة واقعية لسيدات مسلمات من يوغسلافيا قابلهن في حياته. ألهذا الحد يكاد الإسلام يفرق منهم في أوروبه؟

من الذي أخفق في إرسال البعثات الدينية ليتعلموا دينهم؟
لا... لقد تذكرت أن صورة الإسلام في المجلة القديمة و التاريخ يقران أنه كان هناك إسلام.
فهل الاضهاد لعقود أضعفهم  و جعلهم كالشاة الضعيفة أمام الوحوش الكاسرة في أوروبه؟
تضيف تساؤلا آخر: هل الصرب لم يحاربوا فقط المسلمين بل حاولوا أن يبيدوا الكروات أيضا لضغائن عرقية قديمة؟ يبدو أن هناك حلقة مفقودة.
ثم يطرح البروفيسور طارق رمضان في برنامج (الإسلام  و الحياة) مثل هذه الأسئلة السابقة على الشيخ و الباحث البوسني ( حازم فاضل ) في ضوء حالة الإسلام في البوسنة. الموضوع اتضح لديها أكثر. يتساءل الضيف الكريم: إن قتل 8000 خروفا سيأخذ وقتا للتمكن منهم، فكيف تم هذا مع البشر في هذا الوقت القصير؟.



تتساءل كيف يمكن لإنسان أن يتحمل توهج كل هذه الصور في عقله كالوميض المتدفق من عقله أمام عينيه؟ . تتذكر، و تتألم، لكنها تفكر، و تكتب لكم هذه الصور في عجالة. فاليوم تمر الذكرى الخامسة عشر لمذبحة سربينتشيا.
سيسير 5000 شخص لثلاثة أيام على أقدامهم حتى يكملوا مسيرة على شرف 8000 ضحية قتلوا و لم يستطيعوا استكمال الطريق هاربين من آلة القتل الصربي عام 1995. سيودعوا بأطول مسيرة في أوروبه ذويهم قبل أن يدفنوهم. لا يكاد عقلها يستوعب أن هناك أكثر من 8000  شخص قتلوا لأنهم مسلمون. نعم...ماذا يتبادر في ذهنك عندما تجيب عن هذا السؤال. بأي ذنب قتل كل هؤلاء و بهذه الوحشية. الإسلام؟ الأمر جلل.  كانت قد نوهت في مدونتها عما قبل عن أهل البوسنة المسلمين الذين أنقذوا بعض اليهود. و جمعت مقالة عن جدوى استقلال كوسوفو.

صودف أنني هذه الفتاة و كانت تلك الصور تلاحقني كالكوابيس. لم أرها تحديدا في نومي، فلا تقلق عزيزي القاريء. لكنني أراها كلما تابعت أحداث البوسنة و ملاحقة مجرمي مذبحة سربرنيتشيا.  أرى هذه الكوابيس في يقظتي و لو رأيتها في نومي لهدأت من روعي و عزيتها بأنه كابوس سينتهي فور أن افتح عيني. لكن سربرنيتشيا كانت كابوسا في وضح النهار لا ينتهي. لقد صارت قراءتي و كتابتي بمثابة حفلة تعذيب تبدأ بمتابعة الأخبار ثم اتخلص من هذه الأفكارالمخيفة على الورق أو على المدونة كل يوم. لا أعلم لماذا تأسرني هذه الصور لأيام و تعود لتأخذني معها قسرا قائلة: انظري  و اعرفي. ها هو وجه الأرض يستحيل مذبحة أمام عينيك. هل تتذكرين صورة قديمة نشرت للأم المسلمة المهجرة بعد المجزرة تحنو على ابن ليس لها، لتسأله: هل رأيت ابني؟ و ربما كانت تعلم أن ابنها غالبا قد مات لكنها تتعلق بالسؤال آملة بإجابة.  و تدرك أنها لن تجد له قبرا أو جثة أبدا. بل ستضطر للانتظار لخمسة عشر عاما لكي تجد له قبرا بعد أن يعمل أطباء الطب الشرعي لعام كامل للتعرف على 775 جثة بطريقة الحمض النووي د ن ا . تتنتظر سنوات لتصلي عليه و تدفنه جماعة كما قتل جماعة! عندها ارتعد: كفى، ما بوسعي أن أفعل؟ ما ذنبي؟ لكنني عرفت، هل سيقيمون علي الحجة يوما ما؟ فقد انتهى الأمر منذ سنوات و بالتحديد 15 عاما. انتهى على أي شيء. خيرا كان أم  شرا... لا يفيد الآن. بل يفيد، فمن المحن نتعلم. اعرفي و تعلمي. إنه إحساس بالخلاص من الغرق أشعر به بعد كل مشهد و كأنني أعيش لحظة الرعب ثم أنجو كل مرة...
و أنت أيها القاريء: عفوا إن كانت الصورة سوداء، بماذا تشعر الآن؟ ماذ ستفعل الآن؟

و أخيرا، خبرنا عن ذكرياتك أيام حرب البوسنة و مذبحة سربنيتشيا في تعليقك. 


مدونات أجنبية واكبت الحدث لحظة بلحظة:

Srebrenica Genocide Blog

Srebrenica story

Americans For Bosnia

مدونات عربية تابعت الحدث:

ربما لم تسمع عني يوما
http://srebrenicastory.blogspot.com/

مدونات طبية تابعت الحدث:

صور من المذبحة
http://www.gendercide.org/photo2.html
قائمة بمن سيدفنون يوم 11 يوليه 2010 أي بعد 15 عام من القتل
http://www.scribd.com/doc/34031555/List-of-Srebrenica-Genocide-Victims-Scheduled-for-Burial-on-11-July-2010-15-Anniversary-of-Genocide 

أخبار عن كارازيتش على يورونيوز
http://arabic.euronews.net/2009/10/27/prosecution-opens-case-against-karadzic/ 

 
أخبار على بي بي سي العربية      
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_4608000/4608735.stm
www.GenocideRap.com        
 

( عفوا إن كان هناك خطأ في ترجمة بعض الأسماء أو الأماكن. و من لديه تصويب، فأسأله التعليق مع خالص الشكر)

اسمها فلسطين " المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة" للرحالة آدا جودريتش فريير

اسمها فلسطين " المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة" اسمها فلسطين by A. Goodrich-Freer | Goodreads اسمها فلسطين &qu...