Showing posts with label سوريا. Show all posts
Showing posts with label سوريا. Show all posts

Thursday, February 23, 2023

عندي لأجل فراقكم آلام

 

عندي لأجل فراقكم آلام


عندي لأجل فراقكم آلام
فإلام أعذل فيكم وأُلام

من كان مثلي للحبيب مفارقًا
لا تعذلوه فللكلام كلام

نعم المساعد دمعي الجاري على
خدي إلا أنه نمام

ويذيب روحي نوح كل حمامة
فكأنما نوح الحمام حمام

إن كنت مثلي للأحبة فاقدًا
أو في فؤادك لوعة وغرام

قف في ديار الظاعنين ونادها
يا دار ما فعلت بك الأيام؟

أعرضت عنك لأنهم قد أعرضوا
لم يبق فيك بشاشة تستام

يا دار أين الساكنون وأين
ذياك البهاء وذلك الإعظام

يا دار أين زمان ربعك مونقًا
وشعارك الإجلال والإكرام

يا دار مذ أفلت نجومك عنا
والله من بعد الضياء ظلام

فلبعدهم قرب الردى ولفقدهم
فقد الهدى وتزلزل الإسلام

فمتى قبلت من الأعادي ساكنًا
بعد الأحبة لا سقاك غمام

يا سادتي أما الفؤاد فشيق
قلق وأما أدمعي فسجام

والدار مذ عدمت جمال وجوهكم
لم يبق في ذاك المقام مقام

لا حظ فيها للعيون وليس
للأقدام في عرصاتها إقدام

والله إني على عهد الهوى
باقٍ ولم يخفر لدي ذمام

فدمي حلال إن أردت سواكم
والعيش بعدكم علي حرام

يا غائبين وفي الفؤاد لبعدهم
نار لها بين الضلوع ضرام

لا كتبكم تأتي ولا أخباركم
تروى ولا تدنيكم الأحلام

نغصتم الدنيا علي وكلما
جد النوى لعبت بي الأسقام

ولقيت من صرف الزمان وجوره
ما لم تخيله لي الأوهام

يا ليت شعري كيف حال أحبتي
وبأي أرض خيموا وأقاموا

مالي أنيس غير بيت قاله
صب رمته من الفراق سهام

والله ما اخترت الفراق وإنما
حكمت علي بذلك الأيام

شمس الدين الكوفي
623 - 675 هـ / 1226 - 1276 م
محمد بن أحمد بن أبي علي عبيد الله بن داود الزاهد بن محمد بن علي الأبزاري.
شمس الدين الكوفي. الواعظ الهاشمي خطيب جامع السلطان ببغداد. له شعر وموشحات.

Monday, August 29, 2022

سوريا المغدورة: الفظائع والحرب وفشل الدبلوماسية الدولية

إعداد و ترجمة: د. إيمان الطحاوي

تقديم:

هذا كتاب فريد في مادته، و توقيته. إنه كتاب جاء في وقته قدرا و نذيرا.  حيث تتكرر المآسي في سوريا منذ عقد من الزمان، بينما بدأت حرب جديدة في أوكرانيا منذ شهور. و يتكرر الحديث عن (حماية المدنيين و خيانتهم) هنا و هناك. فما حقيقة ذلك في سوريا؟ و هل ما قاله المجتمع الدولي منذ نهاية الحرب العالمية عن المجازر ضد اليهود بأنه (لا لن يحدث مجددا) يتكرر؟ أم أن هناك شعوب تستحق أن تُخذَل، و شعوب تستحق أن تُمد لها يد العون؟ و على أي معيار يجب أن تكون هذه الحماية و كيف يتصرف المدنيون العزل أمام هذا الخذلان و ذاك الغدر الدولي؟ - د.إيمان الطحاوي

قدم المؤلف كتابه فور الانتهاء من طباعته إلى متابعيه عبر منصة (تويتر) قائلا: "كتاب من أكثر الكتب بؤسا، لكنني أعتقد أنه يحوي قصة مهمة يجب سردها. إنه كتاب عن الفشل الجماعي للضمير، والتكاليف التي تتطلبها" -د. أليكس ج. بيلامي -يوليه 2022.

بينما قالت إحدى المراجعات:
يشرح هذا الكتاب كيف لم تنظر أي دولة، سواء كانت موالية للنظام السوري أو مناهضة له، إلى الشعب السوري كأولوية. قراءة جاءت في الوقت المناسب حيث نرى مدى اختلاف استجابة العالم الغربي للحرب في أوكرانيا.
-من تعليقات مجتمع القراء goodreads.

ما هو مبدأ مسؤولية الحماية R2P ؟

هذا المبدأ الذي ذاع صيته بعد الحرب الباردة، وأيدته جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الألفية الجديدة حيث تصاعدت التوترات الجديدة بين القوى العظمى.

جاء ذلك في مؤتمر القمة العالمي لعام 2005 من أجل معالجة الشواغل الأربع لمنع (الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والتطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية).

توفر مسؤولية الحماية إطارا لاستخدام التدابير القائمة بالفعل (مثل الوساطة، وآليات الإنذار المبكر، والعقوبات الاقتصادية، وسلطات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة) لمنع الجرائم الفظيعة وحماية المدنيين من وقوعها. لكن سلطة استخدام القوة في إطار مسؤولية الحماية تقع على عاتق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحده، وتعتبر بمثابة الملاذ الأخير.

تستند المسؤولية عن الحماية إلى ثلاث ركائز متساوية: مسؤولية كل دولة عن حماية سكانها (الركيزة الأولى)؛ ومسؤولية المجتمع الدولي عن مساعدة الدول في حماية سكانها (الركيزة الثانية)؛ ومسؤولية المجتمع الدولي عن الحماية عندما تفشل الدولة بوضوح في حماية سكانها (الركيزة الثالثة).

تقديم دار النشر:


عانى المدنيون السوريون صدمة بعد الأخرى وهم محاصرون بين البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية التي استخدمتها القوات الحاكمة وبين عمليات قطع الرؤوس والقتل الجماعي التي قام بها المتطرفون. ومع ذلك، على الرغم من القانون الدولي والالتزامات السياسية التي تعلن مسؤولية حماية المدنيين من الفظائع الجماعية، فإن الجهات الفاعلة في العالم تنحت جانباً بينما كانت سوريا تحترق. مرارًا وتكرارًا، اختارت الدول المجاورة والقوى العالمية والأمم المتحدة أنصاف الإجراءات، أو اتخذت خيارات تأتي بنتائج عكسية تسببت في المزيد من الضرر.

يقدم أليكس ج. بيلامي وصفًا تشريحيا لفشل العالم في حماية المدنيين السوريين من الفظائع الجماعية. بالاعتماد على مقابلات مع لاعبين رئيسيين، ووثائق من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، ومصادر من الشرق الأوسط وخارجه، يتتبع زلات الاستجابة الدولية للحرب الأهلية في سوريا. يفحص بيلامي بشكل منهجي عمليات السلام المختلفة وأسباب فشلها، ويسلط الضوء على المسارات البديلة المحتملة. يشرح بالتفصيل كيف ولماذا أعطت الجهات الفاعلة الرئيسة الأولوية لمصالحها الوطنية الخاصة، أو وضعها الجيوسياسي، أو الاستقرار الإقليمي، أو المنافسات المحلية، أو أهداف مكافحة الإرهاب، أو السياسة الداخلية بدلاً من حماية ورفاهية السوريين. استقرت بعض الحكومات على استراتيجيات غير واقعية مبنية على افتراضات مضللة، بينما اتبعت حكومات أخرى طموحًا صريحًا. لقد انزلقت الأمم المتحدة إلى اللامبالاة بل وحتى التواطؤ. تسليط ضوء جديد على القرارات التي أدت إلى كارثة كبيرة، تستخلص " سوريا المغدورة " دروسًا من أجل استجابات أكثر فاعلية للنزاعات الأهلية المستقبلية.

المراجعات:

في هذا العمل البارع، يرشدنا أليكس بيلامي بخبرة من خلال مجموعة محيرة من القوى والفصائل في الحرب الأهلية في سوريا. يشرح كيف زاد اللاعبون المحليون والإقليميون والدوليون الأمور سوءًا أثناء المناورة من أجل تعزيز مصالحهم الخاصة. أخيرًا، يساعدنا في فهم كيفية تعرض السوريين للإيذاء والتخلي عنهم والخيانة في النهاية.
-ألان روك، الرئيس الفخري لجامعة أوتاوا والسفير الكندي السابق لدى الأمم المتحدة.

أليكس ج. بيلامي، بطل مفهوم "مسؤولية الحماية"، يلقي نظرة فاحصة على سبب عدم قيام الجهات الفاعلة القوية بحماية مئات الآلاف من السوريين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب (الأهلية). استنتاجه الواقعي: كانت الحرب مميتة للغاية لأن بعض الجهات الفاعلة لم تكن على استعداد لتقديم تنازلات وستفعل أي شيء لتفوز، وبسبب "الحقيقة الأساسية" المتمثلة في أن مصير الشعب السوري لم يكن أولوية ثابتة لأحد. إن دراسات الحالة المفصلة والمكتوبة جيدًا والمراجع الدقيقة للأحداث والجهات الفاعلة الرئيسة تجعل من سوريا المغدورة قراءة أساسية لكل من يهتم بالحرب الأهلية السورية وتداعياتها على المستقبل.
-تايلور سيبولت، مؤلف كتاب " التدخل العسكري الإنساني: شروط النجاح والفشل".

هذا الكتاب هو سرد شامل وصفي لحالة لا تزال نشطة ومستمرة حتى يومنا هذا. يقدم بيلامي تصويرًا روائيًا مكتوبًا بصورة جيدة لتعقيدات السياسة على مستويات متعددة. ويوضح تأثير إخفاقات القوى العالمية على حياة المدنيين.
-ميليسا لابونتي، مؤلفة كتاب حقوق الإنسان والمعايير الإنسانية والإطار الاستراتيجي والتدخل: دروس لمسؤولية الحماية.

عن الكتاب:
Syria Betrayed: Atrocities, War, and the Failure of International Diplomacy
كتاب جديد بعنوان: (سوريا المغدورة: الفظائع والحرب وفشل الدبلوماسية الدولية)
المؤلف: أليكس ج. بيلامي Alex J. Bellamy
دار النشر: مطبعة جامعة كولومبيا.
تاريخ النشر: سبتمبر 2022.
عدد الصفحات: 472 صفحة.
التنسيق: ورقي، وإلكتروني.

عن المؤلف:

أليكس ج. بيلامي أستاذ دراسات السلام والصراع في جامعة كوينزلاند، أستراليا. ومدير مركز آسيا والمحيط الهادي لمسؤولية الحماية. وهو أيضًا مستشار أول غير مقيم في معهد السلام الدولي IPI بنيويورك، وزميل أكاديمية العلوم الاجتماعية في أستراليا. ويشغل حاليًا منصب أمين اللجنة الاستشارية رفيعة المستوى المعنية بمسؤولية الحماية في جنوب شرق آسيا، برئاسة الدكتور سورين بيتسوان.

وضع 18 كتابا، وشارك في كتابة فصول في 69 كتاب، وقدم أكثر من 160 ورقة ومقالا بحثيا.

من مؤلفاته: (مذابح وأخلاق).  (كتاب السلام العالمي، وكيف يمكننا تحقيقه). ومؤلف مشارك لكتاب (مسؤولية الحماية: الوعد بالممارسة).

الكلمات الدلالية:

الربيع العربي-علاقات دولية- سياسة الشرق الأوسط- دراسات الشرق الأوسط - تاريخ-  سوريا- مسؤولية الحماية- حفظ السلام.

Saturday, October 23, 2021

"A picture is worth a thousand words"

 



Emotional Shot of Father Holding Son Wins Siena Photo Awards 2021

A powerful photograph of a one-legged Syrian father holding his son born without lower or upper limbs has been recognized as the Siena International Photo Awards (SIPA) 2021 photo of the year.

Wednesday, July 05, 2017

عزيزي جوجل ..أنت لا تعرف كيف كانت سوريا قبل الحرب.


يجيبكم السيد (جوجل) قائلا: كانت موطنًا كأي بلد آخر..هل حقا كانت كذلك؟


فاجأني موقع البحث الشهير (جوجل) بمشاركته مع مبادرة  المفوضية العليا للاجئين..لم يفاجئني تعاونهما و لا  ما يدعوان إليه من تبصير لحال اللاجئين السوريين بعد الثورة السورية في 2011. فهذه فكرة تعاون و تعريف ممتازة بدأت منذ سنوات..جوجل و ويكيبديا و و تويتر و فيسبوك و غيرهم من المواقع والمحركات تنبهك لمعلومة و أزمة اللاجئين بطريقة مميزة.

فلندخل معا هذه القوقعة لنعرف كيف كان حال شعب سوريا قبل الثورة..

لكن ما لم يعجبني و فاجئني حقا هو استخدام (جوجل) و (المفوضية العليا للاجئين) لبعض الحقائق الزائفة لحال السوريين أو حال (سوريا) قبل (الثورة)..هي حاليا أزمة..لكن أذكر قرائي أنها بدأت ثورة و رغم ما حدث من أزمات لكنها بإذن الله ستنجح يوم تحقق أهدافها كثورة.

 حيث يقول جوجل: بدأ الاحتجاج السلمي في العام 2011 وسرعان ما تصاعدت الأحداث إلى صراع دموي.

تعالوا  معي و انظروا كيف كانت سوريا كما جاء؟!

يقول السيد جوجل:


وفي العام 2010، كانت أهمّ عمليات البحث في سوريا عن Arab Idol
 Bodybuilding
 Summer Fashion
وكانت مقاطع الفيديو عن نادي برشلونة الأكثر رواجًا على  YOUTUBE

و سأسلم فرضا أن معدلات البحث الإلكترونية هي مؤشر ل (الحياة) و (السلام) الذين يعيشهما الشعوب. فهل هذا يسعدك أن يكون حال السوريين؟ هذا دليل على فراغ أو هروب و خوف من البحث عن شيء أكثر إفادة وسط قمع إعلامي و سياسي لسنوات..رغم محاولات التحايل و الوصول للمحجوب و الممنوع بتقنيات إلكترونية مختلفة..أبرزها منع  فيسبوك مثلا.

و أما البحث عن موضة ملابس الصيف..و عن اكتمال بناء الجسد و كماله..فهذا من باب الخيال..انظر يا (جوجل) معي للأجساد الفقيرة النحيلة التي ترتدي الملابس البالية في مدن الجزيرة السورية و هي الحسكة و دير الزور و الرقة (تقارير اقتصادية قبل 2010).
(كانت الهجرة الأكثر درامية تلك التي حدثت بسبب القحط بين عامي 2006 و2009 .وبحسب مجلة البيئة والتنمية؛ فقد "أشارت تقديرات الحكومة السورية وبعثة تقييم  الاحتياجات الموفدة من الأمم  المتحدة إلى أن أكثرمن 800 ألف شخص من الذين تأثروا بالجفاف فقدوا معظم مصادر دخلهم وهم يعيشون في ضنك شديد.)( مجلة التمية العدد212)
.بل انظر إلى مستوى الفقر في سوريا في بلد لا تشهد حربا خارجية في 2010 لكنها تشهد قمعا و ظلما داخليا لا حدود لهما لعقود..انتهى به لحد الانفجار في وجه الطاغية ..لحد (الثورة)..حين نكل بأطفال درعا البسطاء. مثلما فعل أبوه الطاغية الأسد الأب في حماة..فهل يبحث المخنوق المكبل بالأغلال و الفقر و الظلم لعقود من الزمن عن كمال الأجسام و موضة الصيف؟ أم  تراه يبحث عن برامج المسابقات التافهة لمجرد تضييع الوقت؟

و غاب عن الموقع أن هذا النمط من البحث يمثل الفئة التي تصل إلى الانترنت في وسريا..أي إنها غير ممثلة لشعب سوريا..غير ممثلة لكل الشعب..غالبا هي فئة بعض المترفين و المنعمين الذين يبحثون عن الكمال و الجمال و الترفيه..و ربما بعضهم يبحث بسبب الفراغ السياسي و الفكري و حالهم لا يمثل هذا فعليا.. نصيحة: لا تصدق محركات البحث بصورة كاملة..بل صدق ما تراه بنفسك..بل تعال و انظر معي إلى الشعب الكادح..الشعب الصامت..كيف كان..و كيف كان يرجو و يأمل..نعم إنك أحسن وصفا بالأرقام و الصور حين عرضت ما خلفته الحرب أو الأزمة..لكنها لم تكن أهداف و لا أحلام هذا الشعب يوما ما لا في 2011 و لا قبله على مر عقود.

هل يصمتون لعقود ثم يخوضون حربا كهذه بإرادتهم؟ بالطبع، لا ..أجبروا عليها أم اضطروا لها...المهم، أن الحال كما وصف جوجل بالشراكة مع المفوضية العليا لأرقام مخيفة و أوحوال لا تسطاع معها العيش دون تعاون و دون تبرع..

يصف جوجل الشعب أنه كان (سعيدا) يعيش في (سلام).

في الماضي القريب، كان السلام يعمّ سوريا
قبل نشوب (الأزمة) عام 2011، كانت سوريا دولة نابضة ب (الحياة)..

هذا التعريف (السلام و الحياة) يحتاج منا لمجلدات..لقد كان الشعب يرزح تحت حكم المعتقلات و ما تدمر من اببعيد...و يشهد علينا رفات ألاف القتلى في مجازر على مر عقود من حكم الأسد و ابنه..فأي حياة تلك و كل بيت له أب أو ابن أو جار اعتقل أو قتل..هذه ليست (حياة). و للأمانة حياة السوريين الآن في هذه المجاز ليست (حياة)..و أدعو الله أن يفرجها عنهم عاجلا.
أما السلام فتعريفه لن يتفق عليه أحد..فلا سوريا كانت في سلام داخلي لأنها لم تكن تشعر بالحياة..حتى مع رحيل الأسد الأب، و وعود الأسد الابن (بشار) المخادعة..كانت كحلم ليلة صيف..انتهت بنفس ما كان عليه أبوه..و ما (إعلان دمشق) منا ببعيد. و ما اعتقالات و تضيقات النظام إلا نوع من اللا سلام الداخلي الذي استمر لعشر سنوات ثم بدأت (ألثورة) و بدأ بشار الأسد التنكيل و افتعال الأزمة باعتقال الأطفال و قتل المتظاهرين السلميين لشهور ثم المجازر و براميل البارود. 
 و لنلق نظرة على العقد الأول من حكم بشار الأسد لنعرف من منظمة هيومان رايتس واتش..كيف كان السوريون يعيشون بدون أي  (سلام) أو (حياة).

سوريا 2008
خرجت سوريا من عزلتها الدولية في عام 2008 ، ولكن سجلها في مجال حقوق الإنسان ما زال سيئا جدا. اعتقلت السلطات السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، وفرضت رقابة على المواقع الإلكترونية، واعتقلت المدونين، وفرضت حظر السفر. ولا يزال قانون الطوارئ ، الذي تم فرضه في عام 1963 ساري المفعول، وتواصل الأجهزة الأمنية السورية المتعددة احتجاز الأشخاص دون أوامر اعتقال.

حالة حقوق الإنسان في سوريا خلال السنوات العشر الأولى من حكم بشار الأسد _ HRW





UNHCR


لهذا فقد انتهى العرض الجيد لأحوال اللاجئين بهذا السؤال: كيف يمكنني مساعدة اللاجئين السوريين؟
و هذه هي الإجابة: إليك 3 خطوات لإحداث فرق الآن  (انضم) (تبرع) (شارك)

https://donate.unhcr.org/int-en/searching-syria/

البحث عن سوريا  https://searchingforsyria.org/ar/what-was-syria-like-before-the-war

بعض المراجع و البيانات:

(الحسكة).. وجهة نظر كردية: من الفقر المدقع.... إلى زمن الإغاثة!




محافظة الحسكة... المحافظة الغنية المنسية، بجميع مدنها ظلمت في عهد نظام الأسد، الذي أفقرها إلى حد الجوع ، وأذلّ أهلها بجميع مكوناتهم وأعراقهم وطوائفهم، وعملت مخابراته على التفريق بينهم. وقد كان للمكون الكردي النصيب الأكبر من الاضطهاد والظلم من خلال تطبيق القوانين الاستثنائية بحقهم، ناهيك عدم الاعتراف بوجودهم كقومية ثانية في البلاد؛ من خلال تجريد حوالي 400 الف نسمة من الجنسية السورية، وحرمانهم من حق العمل والتمّلك، وأحيانا الدراسة والتعليم. 

عاشت (الحسكة) في عهد الأسدين الأب والابن، تحت سطوة الأجهزة الأمنية التي سرقتها، وقامت بالسطو على الأراضي الزراعية، وأمعنت في اغتصاب المنطقة من خلال سياسات زراعية واقتصادية ممنهجة بغرض إفقارها، و هي المحافظة التي كانت تسمى "سلة سورية الغذائية وخزان طاقتها" و كان يحلو للبعض أن يطلق عليها: "محافظة العطاء"، فأصبحت في عداد المدن المنكوبة على أثر الهجرات المتلاحقة لآهلها الذين هجروا مناطقهم، إلى جنوب درعا وريف دمشق وحلب بحثا عن لقمة العيش، ما عرف حينذاك ب "مخيمات البؤس او العشوائيات"، لذلك ثار أهلها عندما اندلعت شرارة الثورة ضد حكم بشار الأسد، وهبّوا لنصرة جميع المدن السورية، على الرغم أن أبناء الشعب الكردي هبوا بانتفاضتهم ضد ظلم النظام في عام 2004 ولكن أخمدت؛ فقامت المظاهرات السلمية في كل مدنها بشكل دائم، ولكنها ظلت محافظة آمنة من خلال سياسة النظام الممنهجة لتحييد بعض المناطق والمكوّنات، للعب على وتر حماية الأقليات، وكذلك كانت هناك توجه عند الجيش الحر لأنذاك بعدم دخول المحافظة و جعلها مناطق آمنة، وكذلك تشكلت قوات الحماية الكوردية لحماية المدن بعد انسحاب الاجهزة الامنية من أغلب المدن ما عدا مدينتي (القامشلي) و(الحسكة)، وأصبحت المنطقة إلى حد ما مناطق لاستقبال عشرات الآلاف من النازحين السوريين الفارين من الدمار والموت من مدن حمص وحماه وحلب وريف دمشق وديرالزور، حيث استقبل أهالي الجزيرة هذه الأعداد وعملوا على تأمين أوضاعهم، رغم ما يعانيه أهل المنطقة أصلا من عوز وفقر وأحوال معيشية قاسية


في تقرير لهيئة التخطيط الإقليمي يعتبر مؤشر الحرمان من فرص التنمية والتطور تركيباً لثلاثة مؤشرات تنموية أخذتها الحكومة من بيانات المكتب المركزي للإحصاء في عام 2009، لتعبر عن جوانب هامة من واقع مناطق وقرى محافظات سورية.

تعبر هذه البيانات التي سننشرها هنا عن واقع التنمية بأبعاد ثلاثة الفقر والبطالة والحرمان من التعليم، قبل الأزمة السورية. اختلفت المعطيات اليوم كثيراً، وتدهورت مناطق بأكملها لتخرج من كل إمكانيات التعليم والتشغيل، بينما الفقر فقد وسع خارطته إلى الحد الأقصى ليشمل بمستوياته جميع المناطق السورية، والغالبية العظمى من السوريين.
أهم ما تشير إليه البيانات أن المناطق السورية كافة تعاني من جانب من جوانب الحرمان، فحتى المناطق التي تصنفها الحكومة بمرتبة (أ) أي الأقل حرماناً والأعلى فرصاً، يرفعها جانب من جوانب التنمية، بينما تشهد جوانب أخرى انخفاضاً كبيراً. فإذا ما انخفضت البطالة، انخفض التعليم، والعكس بالعكس ما يشير إلى الخلل الذي يشمل المناطق كافة.. ويدل على فشل مشروع التنمية في سورية بأبعاده..

(الجزيرة السورية) في المرتبة الأولى ثم من..؟
لدى محافظتي الحسكة والرقة في الجزيرة السورية أعلى مؤشرات الحرمان وأكثر نسبة من المناطق المحرومة، أما دير الزور فتشهد معاملات فقر مرتفعة جداً كما في موحسن 0,86 مؤشر فجوة الفقر، ومؤشرات حرمان تعليم مرتفعة 0,56 في موحسن، 0,52 هجين، 0,49 في مركز منطقة البوكمال. لتكون الجزيرة السورية بمحافظاتها الثلاث هي المنطقة التي تتركز فيها أعلى معاملات الحرمان.. فمن يليها؟

• تعتبر محافظة حلب هي المحافظة الثالثة في نسب المناطق المحرومة من الإجمالي.
• 
تعتبر محافظة اللاذقية أكثر المحافظات التي تشهد ارتفاعاً في معامل الفقر بعد محافظات الجزيرة، على الرغم من نسب التعليم المرتفعة...

التقرير العالمي 2009_ سوريا _ Human Rights Watch


العقد الضائع


حالة حقوق الإنسان في سوريا خلال السنوات العشر الأولى من حكم بشار الأسد

حالة حقوق الإنسان في سوريا خلال السنوات العشر الأولى من حكم بشار الأسد _ HRW
ABC NEWS (2000-2011)

The rise of Syria's controversial president Bashar al-Assad


Upon his father's death in 2000, Assad -- who had risen to the rank of colonel in the Syrian army -- had already consolidated support in the military and the Baath political party, according to a 2015 BBC report, becoming the commander and secretary general of the two, respectively.
The Syrian Constitution was then amended to lower the minimum age to assume the presidency to 34, Assad’s age at the time.
In July 2000, Assad was voted to a seven-year term as president winning 97 percent support in an election in which he was the only candidate. Assad was elected to a second term in 2007 and a third term in 2014.
When he took office in 2000, he promised to be a reformer. But he soon began to crack down on those presenting opposition to his rule, including political opposition, journalists and human rightsactivists, according to Human Rights Watch.
The Syrian civil war, which is still ongoing, began with protests in March 2011 over the detainment of young boys who had painted anti-Assad and anti-government graffiti on their school walls, according to the Associated Press.
The protests in the months that followed, which called for greater reforms and President Assad to step down from power, became increasingly violent as there were reports of security forces opening fire. In December 2011, the U.N. had estimated that since March more than 4,000 people, including children, had been killed as a result of the military crackdown on protests.

http://abcnews.go.com/Politics/rise-syrias-controversial-president-bashar-al-assad/story?id=46649146

Syrian Reform: What Lies Beneath

by Farid N. Ghadry
Middle East Quarterly
Winter 2005, pp. 61-70

Tools of Dictatorship

First and foremost, foreign policymakers must recognize the nature of Syria's autocracy. Not every dictatorship is identical. In each country, rulers use different tools to ensure their absolute power. Identifying and removing these tools are keys to weakening despots and reducing the threats they pose to their own people and their neighbors.

The nature and strength of Syria's dictatorship have evolved over time. Beginning in late 1949, a series of military rulers, none lasting more than a few years, dominated Syria.

Sunday, September 06, 2015

بين قتيل حلبجة، وغريق كوباني.. صغار قتلهم ظلم الأشرار، وصمت الأخيار

كتبت د/إيمان الطحاوي

بين قتيل حلبجة (العراق) وغريق كوباني (سوريا).. صغار قتلهم ظلم الأشرار وصمت الأخيار

كان الجد يحتضن حفيده لعله يحميه من زخات الغاز السام التي تتساقط على مدينة (حلبجة.. ھەڵەبجە).. وحين خارت قواه سقط محتضنا حفيده...لا أحد يعلم من مات أولا؛ الصغير أم الجد؟ ولم ظل الجد يحمي جثته؟ ربما ليستطيع دفنه إن نجا من الموت. ولا أحد يعلم ما الذي فعله تحديدا هذا الصغير وهذا العجوز (عمر خاور) ليصب عليهم الحاكم (صدام حسين) غضبه في صورة قصف بالأسلحة الكيماوية على مدينة حلبجة شمال العراق ربيع عام 1988...


صورة رمزية في متحف حلبجة للعجوز و حفيده
صورة رمزية في متحف حلبجة تجسيدا لبعض القتلى


(عندما كنت اقترب، كنت أرى الضحايا في وضع يشير إلى أنهم كانوا يحمون شخصا آخر، رضيعا أو طفلا أو زوجة، لكن الجميع فارقوا الحياة. وتوفى شيخ كبير وهو يقطع كسرة خبز، وكان آخر مبتسما وبدا أنه توفى أثناء ابتسامته...آخرون ماتوا ببطء وهم يعانون ألما شديدا. لقى الجميع حتفهم في غضون ثوان..) – جون سيمبسون محرر الشؤون العالمية عن مجزرة حلبجة لبي بي سي BBC


صورة هنا وهناك: احتاج الأمر في حلبجة 1988 إلى نحو 28 صحفيا قاما أولهم بتصوير آثار المجزرة بعد 40 ساعة...في حين لم يسمح للمصورين أن يتلقطوا الصور وأن يدخلوا (صبرا وشاتيلا) في 1982 إلا بعد عدة أيام حيث بدأت الجثث في التحلل..بينما في يوم 3 سبتمبر من العام 2015، كانت المصورة التركية (يلوفير دمير) تنظر إلى جثة الطفل (إيلان عبد الله شنو كردي) مبهوتة حين تراءت أمامها على رمال شاطئ مدينة (بودروم) السياحية جنوب غرب تركيا حيث توفى قبلها بيومين غرقا مع أخيه الأكبر وأمه. وقالت: لم يكن أمامي إلا أن أمسك (الكاميرا) والتقط الصورة. هكذا فعلت المصورة بضغطة زر، حركت فينا كل هذه المشاعر..   




لا فرق بين المجزرتين من حيث أركان المجزرة. قاتل ومسرح جريمة ومستضعفين. قديما، كنا نرى صورا أو مشاهد ضوئية لآثار ما بعد ايام من المجزرة حسبما تسمح الظروف. أما اليوم، فالتصوير صار مباشرا للمجازر وحصريا في بعض الأحيان. وربما يستبق إعلام القاتل أحداث ومسرح مجزرته ويصورها ثم يسندها لغيره مثلما يفعل نظام الأسد. الفرق بين مجزرة وأخرى ليس عدد الضحايا ولا وحشية القتل. لكنه ردة فعل هذا العالم. اعتدنا مؤخرا مشاهدة المآسي تتكرر يوميا دون أن تطرف لنا عين. تجلدت الأحاسيس. لهذا، اتساءل: هل تأثرنا حقا بصورة هذا الطفل (إيلان)؟ رغم ادعاء الجميع بأنهم بهتوا لصورة جثة الطفل المسجاة على شاطئ قد قذفها موج بحر (إيجه).. في حين علقت ضيفة على قناة العبرية (العربية) مبتسمة أن الصورة نظيفة من الناحية التصويرية التقنية! (كانت باردة وتتبسم في حين المذيعة متجهمة على غير عادة مذيعات العربية وربما ودت لو قالت للضيفة احترمي مشهد الموت قليلا وكفي عن الابتسام المصطنع. أو هكذا قرأت المشهد). 
(كأن الحياة تجمدت، أو توقفت تماما. مثل أن تشاهد فيلما وفجأة توقف الصورة في إطار واحد. كان نوعا جديدا من الموت بالنسبة لي، تخيل أن تذهب إلى مطبخ ما وترى جثة امرأة تحمل سكينا حيت كانت تقطع جزرة. (..) وما حصل عقب الهجوم كان أسوأ. بعض من الناجين استمروا بالقدوم لنقلهم من مكان الهجوم بالمروحية. كان لدينا 15 أو 16 طفلا جميلا توسلوا لنا كي ننقلهم إلى المستشفى. لذا جلسنا كلنا مع كل الصحفيين، وكل منا يحمل طفلا في يده. ما أن أقلعنا حتى بدأ سائل بالخروج من فم الفتاة الصغيرة التي كانت في ذراعي ولفظت أنفاسها الأخيرة وماتت.)  - كاوه جولستان مصور إيراني لفاينانشال تايمز عما رآه في حلبجة 1988.


لقد بهتنا لأن هذا الموت بعيد عنا ليس كموت الآلاف تحت البراميل والرصاص والمدفعية الثقيلة. موت غير مشهود لنا. فلم يشهده إلا من نجا منه في هذا القارب الذي ضم (12) لاجئا. ربما سمح القدر للأم المكلومة (ريحانة) أن تشاهد مع زوجها (شنو كردي) اثنين من أبنائهم يموتون ثم تحلق بهم. فيظل الأب أسير هذا المشهد لا يستطيع دفنه و هو يدفن ثلاثتهم في مقبرة أسرته في (كوباني). ونظل أسرى لمشهد الطفل المفاجئ يشي بموت بعيد عنا. لكن الموت قريب جدا ونحن لا نعلم. 



  الصور لم تعد تحرك الثورات. لكنها صارت للاستهلاك واستجلاب التعاطف وقليلا ما تؤثر على الرأي العام الفعال... انظر صورة الجثة التي تكاد أن تنقسم على سور في مجزرة سوق سراييفو قبل نهاية الحرب في التسعينيات. كانت ذريعة مقبولة لتحث الجميع على الانصياع لاتفاقية دايتون (نهاية 1995) وتدخل أمريكي (فعال). رغم أنه سبقها عشرات المجازر الأكبر عددا...ولن أقول الأكثر فظاعة، فعندي مقتل واحد أمر فظيع كمقتل المئات أيضا. إن توظيف الصور بطريقة ممنهجة لهو عمل إعلامي بامتياز كقوة مخملية..



قبل هذا الحادث بيومين، كانت هناك صور أخرى لأطفال آخرين لقوا حتفهم في البحر لكنها لم تلق هذا الرواج. كانوا أكبر سنا وكانت صورهم أكثر وضوحا لما حدث لهم في البحر.. هذه بعض الصور التي لم تنتشر، رحمهم الله جميعا. 

 كأنه ابني أو ابنك، كفى رعبا. تألمت وأنا أتخيل أن يكون هذا ابني وهذا مصيره. تخيلت اللحظات التي بدأ فيها قارب الموت في الغرق وكيف حاول الأب أو الأم أن ينقذ الصغير (إيلان) أو أخيه الأكبر ثم ينتهي المشهد بأن يفقد الأب ثلاثتهم بعد أن هرب قائد الزورق الصغير إلى البر. . هل كان عليه أن يختار وسيلة أكثر أمنا وماذا فعلت لهم سترات النجاة إن وجدت؟ لقد جمع مثل غيره نحو (2000 دولارا) كما قيل ليهرب. هناك الكثير ممن لم يجمع هذا المبلغ ليستطيع الهروب من الموت المحدق عبر براميل الموت في سوريا إلى موت آخر محتمل في قوارب اللجوء فقد ينجو أو يموت فيه.... تذكرت مأساة غرقى عبارة السلام. يمر الآن أما عيني مشهد مماثل لها تماما...الناس غرقى يصارعون الموت بينما مبارك وزوجه وولديه يلهون ويشاهدون مباريات كرة القدم وفي تلك الأيام، يصمت الشعب وربما يلهو معهم...على الجانب الآخر بفارق زمني تعدى العشر سنوات، يجلس بشار الأسد ووزوجه أسماء الأخرس وابناءهم (الثلاثة) في أمن ومرح وربما يتحدثون عن خطة المأفون (الأسد) في القضاء على الإرهابيين، بينما قلة /جزء من نفس الشعب يبارك أيضا هذه الحرب على بني جلدته ولا تؤثر فيه مشاهد المجازر ولا النقاش ليعود للحق. سؤال عابر: أو لم تشاهد أسماء الأخرس ومعها هذا الشعب أي من صور الأطفال القتلى بسلاح بشار الأسد؟

The child, identified as three-year-old Aylan Kurdi, is believed to be one of 12 Syrians who died when their boats sank trying to reach Greece.
 (AFP PHOTO / DOGAN NEWS AGENCY)

لا يشعر بنا إلا الإنسان المجرد..  رغم أن الإنسانية تتجلى في ديننا وعروبتنا لكن يؤسفني أن أقول ليسوا جميعا يتحلون بجوهر الدين أو العروبة، فلا تتوسموا كثيرا في بني جلدتكم. لا تظنوا أن الغرب سيدعمكم جميعه. لا تصدقوهم جميعا: حينها كانت أمريكا وإنجلترا لا تزال تدعم صدام حسين مادامت حربه مع إيران لكنها انقلبت على صديق الأمس حين تغول غربا. حينها صمتت أمريكا ولم تفتح الملف جديا إلا بعد نحو عقدين من الزمان. لا تنخدعوا بما تفعله أمريكا وتحالفها ضد بشار الأسد وداعش. فهم لا يعنيهم آلاف المهجرين والقتلى والمصابين. لا يهمهم إلا مصلحتهم. ومن باب استغلال الوقت حتى يتمكنوا من التحكم في الوضع بصورة أفضل، ومن باب تجميل صورتهم، فإنهم يتباكون وربما يستصرخون العالم بصورة ممنهجة دعما للاجئي سوريا رغم أن سياستهم هي التي حولت الدفة لهذا الوضع المأساوي على مر سنوات. (لا حظ ان أزمة قوارب وسفن الموت ليست وليدة اليوم، والاهتمام بها يظهر بصورة مقننة على دفعات).






لسنا مذنبين، لكننا مشاركين في المسؤولية:ولناا في كل صورة قصة تخصني وتخصك عزيزي القارئ،.. كل صوة تحكي لنا كيف خذلناهم ونحن أمة المليار. وكيف استكنا لحكامنا بدعوى أننا مستضعفين. وكيف شاركناهم إثم الصمت على المجازر اللهم إلا وقد استرضينا ضميرنا بعبارات الشجب وعبرات التباكي. أما اليوم فصور الظلم نراها عيانا بيانا حال وقوعها. وننشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني بسرعة فائقة. ثم ماذا نحن فاعلون؟ إن أردتم فشاركوني من باب (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا).. لماذا لا نضغط على حكوماتنا بكل السبل لنستقبل أعدادا أكثر من اللاجئين؟ هل تعلم أعداد اللاجئين السوريين وتوزيعهم في بلدك؟ هل تعلم كم الدعم الذي تقدمه ميزانية دولتك أو الجهات غير الحكومية لهم؟ إن هناك ميثاق لتشغيل هؤلاء اللاجئين يجب أن تلتزم به الحكومات وعليها أن تنسق (جيدا) مع المفوضيات لتسجيل اللاجئين وتحسين ظروف معيشتهم وعليك أن تراقب هذا. نعم أنت رقيب على حكومتك أو من يمثلك. فإن لم يفعل؛ فيجب أن يكون لك صوت. ربما يكون هذا الحديث ضرب من (الفانتازيا) حين أوجهه لعالمنا العربي الذي يئن تحت ظلم الاستبداد لكن المحاولة الجادة المنظمة لن تكلفنا حياتنا لمجرد أننا نكتب أو نتظاهر مثلا من أجل اللاجئين لتتحرك الحكومات بصورة أفضل...لسنا مذنبين، لكننا مشاركين في المسؤولية..و هذا هو الخيط الرفيع الفاصل بين جلد الذات المبالغ فيه وتأنيب الضمير الفعال...لا يجب أن نكتفي بأن نقول (وقد حدث بالفعل) إن دولتنا من أكبر المتبرعين أو المستقبلين اللاجئين مستكفيين بهذا الدور الهزيل. فما يقدم هو بسيط جدا أمام ما يجب أن يتلقاه اللاجئون والدليل هو المأساة التي تضطرهم للجوء إلى الغرب بدلا من اللجوء إلى الشرق بهذه الأعداد راكبين قوارب الموت. وما خفي كان أعظم من أعداد من يستطيعون الهروب من الموت. وآلمني مقال روبرت فيسك الأخير حيث قرأته وأنا أعد هذه المقالة وكأنه يلومننا بطريقة مهينة. 
  
معلومة هامة: ألاف الإعجابات (اللايكات) لا تحضر لهم بطانية في الشتاء ولا توفر لهم خيمة تقيم المطر أو حر الصيف في الأماكن التي ينزحون إليها. كونوا عمليين لا فيسبوكيين. ابحثوا عن الجهات الجادة والآمنة للدعم الفعلي. لم لا تشاركوهم بوقتكم وتعملوا أيضا معهم.  

عمليا، نعود ونتساءل: لماذا قضيت هذا الصيف في أوروبا أو ماليزيا أو في غيرهما بتكاليف باهظة؟ لماذا لا تتخلى عن الترف الذي طفا على السطح في عالمنا العربي والإسلامي وتقضي أجازتك في بلدك وتتبرع بما فاض عن حاجتك لأجل اللاجئين. . عفوالأجل إنسانيتك وحقهم عليك. فلنكن أكثر عملية، ولنبحث في بنود حياتنا اليومية عن كل ترف ونتركه لمن يستحقه.. لن أقول عيشوا حياة الكفاف لكن الحد المعقول والكريم. ونعلم أن لكل معوز حقا فيما يتنعم به آخرون حد التخمة وأننا صرنا (مترفين) وسيأتي يوم علينا. فلا أحد يعلم متى تدور دائرة البلاء عليه من حيث لا يتوقع. ربما يرسل الله لنا (تسونامي) سياسي أو أي كارثة كونية فلا أحد آمن. فلنكن أكثر جدية ومصارحة، إننا ننظر لما نعطيه طوعا كأننا نحسن به على غيرنا باعتباره (صدقة) وليس (حقا).. بينما يقول ربنا (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) سورة المعارج...ولنكن أكثر وضوحا لنصل للنقطة الفاصلة، وهي أن كثير منا لا يهتم إلا بأمر ابناءنا وأهلينا ولو كان جار لنا في محنة فلن نشعر به. وإن كان هذا الجار من غير جنسيتنا أو ديننا أو قومتينا (إن صح التعبير) كأن يكون أزيديا أو كرديا مثلا فلن يهتم به كثيرا. لا تنسوا أن نفس القوارب التي عبرت البحر لأوروبا تحمل مهاجرين أفغان وغيرهم الكثير من جنسيات مختلفة لكن معظمهم /جلهم من السوريين. ارتفع عدد اللاجئين المشردين رغم أن ديننا وعروبتنا يحملانا على الانسانية ويرتقيان بنا إلى مكارم أخلاق الانسانية دون تفرقة. كثير لم يلاحظ أن الطفل (إيلان) كردي سوري وكثير من المهووسين ب (الدولة الإسلامية) أو المعادين (للكرد) لم يلتفت لهذا إلا بعد أن عرف اسم وهوية الطفل...فتعاطفوا بدءا، ثم صمتوا. نعم، من قتل هذا الطفل هذه المرة ليس فقط (بشار الأسد) ونظامه لكنه (أبو بكر البغدادي) وتنظيمه. أنت أيها القارئ بتهليلك لأيهما شاركت في قتله. لك الحق أن تختلف مع توجهات الكرد السياسية والحزبية (فهم أيضا يختلفون مع أنفسهم)، لكن اتفق مع انسانيتك وضميرك قبل كل شيء.


 حكومات و أنظمة مسؤولة : تفاوتت سياسات الحكومات تجاه اللاجئين..وصل الوضع إلى مساواتهم في المعاملات (الطبية و الطواريء على سبيل المثال) كالمواطنيين..و بعض الحكومات أوصلت أوضاع اللاجئين لمواطنين درجة أخيرة..و الحمد لله أنها اعتبترتهم مواطنين بشرا لا حيوانات..راجع سياسة حكومات دول الجوار بخصوص اللاجئين الفلسطينيين على مر العقود، لأنها قد تتكرر مع السوريين لسنوات لا يعلمها إلا الله.

 ((إنني سألتك ماذا تنوي أن تفعل بأمر اللاجئين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم آمنوا يوما بتدجيل قادة العرب. لقد أجبتني أن الحكومة ستهتم بأمرهم. فماذا كان هذا الاهتمام؟إ ن اللاجئين يا سيدي لم يأتوا غرباء عندما نزلت ضربة القضاء بهم، ونحنمسؤولون مع الحكومات العربية الأخر عن النكبة التي حلت بهم..)). هذا ليس استجوابا من نائب عربي تجاه أزمة اللاجئين السوريين في 2015...كان هذا في شتاء العام 1951 حين تحدث النائب إميل البستاني، بالتزام إنساني وعربي، مخاطبا رئيس الحكومة اللبنانية عن اللاجئين الفلسطينيين: (13 ديسمبر 1951).


أدبيات الدعاية لأجل الدعم المادي لمفوضية اللاجئين.. (هل تستطيع أن تغلق الباب في وجه أينشتاين. أن تقول (لا) أستطيع أن استقبلك)؟ هكذا خاطبت المفوضية وغيرها من الجهات الأممية والعالمية قلوب وعقول المتبرعين لتوصل لهم أهمية التبرع للاجئين فيتبرعوا منذ سنوات.. حيث إن آينشتاين اليهودي الفار من نازية (أوروبا) كان لاجئا ودرس وعمل في غير بلده الأصل وخدم البشرية. الآن، انقلبت الصورة، حيث تتم هجرات أخرى من العالم الثالث والشرق الأوسط نحو أوروبا. لكن كيف استقبلتهم أوروبا؟ يكفي ما فعلته حكومة المجر لتبرهن لنا عن عنصرية أوروبا و عنجهيتها وأنهم يسوقون إعلاميا لما لا يفعلونه. تركت أوروبا وأمريكا المأساة تتفاقم لصالح بشار الأسد الذي يريد أن يحكم ولو ترابا وجماجم، فتحولت الثورة إلى حرب لا أحد يعلم من سينتصر إن كان هناك من ينتصر في الحروب حقا.  وللأمانة، كانت تصرفات بعض الأوروبيين أرقى من حكوماتهم حين أمدوا اللاجئين بما يستطيعون من طعام لأيام حيث سكنوا الأرض أياما قبيل ترحيلهم من بلد لآخر بالمئات في قطارات مزدحمة ريثما تقرر الحكومات حلا يرضي عنجهية كل دول الاتحاد الأوروبي ولا يؤثر عليها. وعلى وقع التأثير الوقتي المحمود، تبرعت بعض الأندية والمشاهير لهم.  



أيها العنصريون، لقد تعاطفتم مع كردي! هذه الرسالة أرسلناها لزميل طبيب من مهاويس (الدولة الإسلامية) نظريا فقط على فيسبوك وبالصدفة هو لا يعرف عن الكرد إلا أنهم أناس علمانيون يجندون نساءهم للحرب.. فقلت له من فترة وماذا تقول عن السيدة صفية ورفيدة بنت الحارث و غيرهن؟ صمت ولا يجيب. الآن أسأله لماذا تعاطفت مع الطفل الكردي الذي تقتله دولتك الإسلامية (داعش)؟ لا يجيب.. لن أضيف الكثير. فقط أريد أن أقول له أنت عنصري، ولا تمثل الإسلام في شيء. عد إلى تسامح ديننا الإسلام هداكم الله وإيانا. 

وأخيرا، أنا اكتب لأفعل لا لأبكي. أريد ترجمة عملية لهذا المقال. وأريد ترجمة لغوية إلى الكردية وربما لغات أخرى، أما الإنجليزية فأنا كفيلة بها إن سمح الوقت. 
                                                                          5 سبتمبر 2015 
__________

أرقام ومراجع:
UNHCR  : بلغ عدد المشردين من قراهم ومدنهم جراء الحرب، 7.2 مليون لاجئ. ووفقاً لأرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فقد اقترب عدد اللاجئين السوريين في تركيا من مليوني لاجئ، حيث بلغ عددهم حالياً 1938999 لاجيء. أما في لبنان، فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين 1113941 لاجئاً، في حين بلغ عددهم في الأردن 629245 لاجئاً، أما في العراق فقد وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 249463 لاجئاً. عدد السوريين الذين توجهوا إلى مصر بلغ 132375 لاجئاً، في حين توجه 24055 لاجئاً سورياً إلى باقي دول شمال إفريقيا.
 

اسمها فلسطين " المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة" للرحالة آدا جودريتش فريير

اسمها فلسطين " المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة" اسمها فلسطين by A. Goodrich-Freer | Goodreads اسمها فلسطين &qu...