Translate

Sunday, August 01, 2021

الدين و الدم - إبادة شعب الأندلس 1

بسم الله الرحمن الرحيم..

كتبت د/ إيمان الطحاوي

في رحلتي الطويلة مع الكتب، كثيرا ما كنت أوصي بالمفيد منها لأصدقائي. لأني أرى أن الكتاب لا يجب أن يقف عند شخص معين. علينا أن ننشر المعرفة بتزكية ما قد يفيد الآخرين من الكتب، أو بتلخيصها أو بنقدها. و أحيانا بإعارتها لهم ليقرؤها ثم تعاد إليكم!

و هناك بعض الكتب التي مع صدقها إلا أن مأساوية فصولها سببت لي الكثير من الإعياء و الحزن مثل رواية القوقعة لمصطفى خليفة.. الكتاب الذي أمامنا اليوم كاد أن يقف عندي للسبب ذاته. نعم، إنه يحوي وصفا مستفيضا لعمليات التعذيب بحق مسلمي الأندلس. لكنه يحوي معلومات و وثائق عرضت بأسلوب علمي سلس. برأيي، أن هذا الكتاب يستحق أن يقرأ مهما سبب لنا من أوجاع. علينا أن نعرف أكثر، و نتألم؛ لنتغير.

فلنبدأ إذن كتابنا اليوم و هو بعنوان (الدين و الدم- إبادة شعب الأندلس).

 للكاتب ماثيو كار


صدرت الطبعة الأولى منه في 2009 ثم ترجم إلى العربية في 2013. 

ترجم الكتاب د/ مصطفى قاسم، و راجعه د/ أحمد خريس.

و هذا هو تذييل الناشر للكتاب:

 "نتهي قصة الأندلس. أو أيبيريا الإسلامية، لدى الكثيرين عندما عام 1492 م. ولا يعلمون أ، ما يقرب من نصف مليون مسلم ظلوا يعيشون فى إسبانيا بعد سقوط آخر الممالك الإسلامية: غرناطة. لكن كيف كانت نهاية الأندلس، وماذا حدث لشعبها؟ هل غادروا البلاد إلى شمال إفريقيا، أو غيرها من بلاد المسلمين مع حكامهم المهزومين، أم بقوا فيها وعاشوا تحت الحكم الجديد؟ وماذا حدث لمن قبلوا العيش تحت حكم الممالك النصرانية، وكيف سارت حياتهم، وكيف كانت علاقاتهم بالدولة، والكنيسة، و"مواطنيهم" النصارى؟ هل ذابوا في المجتمعات النصرانية، وتلاشت خطوط الفصل الدينية والثقافية التي كانت تفصلهم عن النصارى في زمن الممالك الإسلامية؟ وكيف تعاملت الممالك النصرانية مع الاختلاف الديني والثقافي للمسلمين الذي خضعوا لسلطانها؟ يجيب كتاب "الدين والدم" عن هذه التساؤلات وغيرها، عبر تناول تاريخي رصين، ومحايد، ومتوازن، وشامل، لقصة المورسكيين ومصيرهم المأساوي، بداية من سقوط غرناطة عام 1492م، حتى طردهم النهائي من إسبانيا عام 1614م."

حين تتفوق الترجمة:

أضافت الترجمة و التوضيحات الكثير للقاريء العربي في حدود المطلوب. مما سهل مهمة قراءة هذا العمل المليء باسماء و تواريخ و أحداث، تعتبر بعيدة نسبيا عن ذهن القاريء العربي. 

 كاتب و كتاب: 

احتفاؤنا هنا بالكاتب و بالكتاب...المختلف في الكتاب هو أنه ليس بكائية على ملك ضائع منذ قرون كما اعتدنا.

أما الكاتب فهو ماثيو كار، مؤرخ و كاتب بريطاني يستخدم أسلوبا علميا في طرحه. دون تباكي أو تعصب. هناك القليل من الكتاب ممن أنصفوا هذه القضية من الباحثين العرب و هناك الكثير ممن زورها و برر مائة عام من الدم و نزع الهوية و التطهير العرقي بعد سقوط الأندلس من كتاب الغرب. و يجب أن ننتبه إلى صعوبة الحصول على المصادر البحثية و الوثائق للمؤرخين و الكتاب العرب.  

للكاتب عدة كتب يناقش فيها منشأ الإرهاب، مما قرب لنا وجهة نظره و ازددنا ثقة في جودة ما يقدمه.  وله روايات تعتمد على التاريخ منها (شياطين كاردونا) عن رحلة التحقيق في اتهام الموريسكيين ظلما بقتل كاهن أثناء سطوة محاكم التفتيش. 

نبدأ معا في القراءة و المناقشة. 

 في البدء..هذا كتاب عن مائة عام من التعذيب و الإفناء من السقوط حتى الطرد الكبير.

 لماذا كل هذا القتل و التعذيب ( الدم ) باسم (الدين)؟ لماذا التفتيش على (العبادات) و (العادات) و (اللغة) ثم على (القلوب)..و كأنهم آلهة على الأرض أو ملائكة يوزعون من يدخل الجنة و من يدخل النار. لم يكن غرض التعذيب إعادة الموريسكيين للدين النصراني لأنهم يعلمون أنهم في البدء لم يتنصروا طوعا. كان التعذيب نوعا من التقرب في الديانة الكاثوليكية. و لم يفرقوا بين السحرة و الزنادقة و المسلمين الذين اعتبروهم جميعا كفارا. فكلهم في نظرهم يستحقون التعذيب حتى الإبادة.  

كيف تم هذا؟ 

هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة..تابعونا ، و بانتظار آرائكم.

شكرا لكم. 

الجزء الثاني هنا 

No comments:

To shoot an Elephant!