Pages

Wednesday, July 14, 2010

حيببتي سراييفو




هذه مقتطفات من نهاية مسرحية 
( حيببتي سراييفو) للأديب الدكتور نجيب الكيلاني.

علي:  سوف نستدعي صديقنا الطبيب الفلسطيني الذي يعيش في البوسنة منذ أكثر من ثلاثين عاما..إنه يدير المستشفى السري بكفاءة و هو مجاهد معنا منذ البداية.
بلالوفيتش: ألا تذهب إلى المخبأ..
علي (يبتسم في مرارة):  ومن لهؤلاء إذا اختبأت..إن كلمة  الموت لم تعد تفزعني من قديم..انزل إلى رجالنا و أصدر إليهم أوامري بأن يحاولوا إسعاف الجرحى، و سحب القتلى من تحت الأنقاض..لا..لا..بل سأنزل أنا..
بلالوفيتش: لكن الخطر ما زال محدقا بنا.
علي: الناس يحتاجون إلى قيادة و قدوة.
***
علي: ليس لنا خيار آخر.
(يغلق الجهاز ثم يلتفت إلى أخيه بلالوفيتش و يقول له)
هيا بنا لنجعل الناس يستعدون للغارة الجوية المحتملة إن قرارات الأمم المتحدة يحرم على الصرب استخدام الطائرات ضدنا بل و منع تحليقها أصلا.
بلالوفيتش: و أين الأمم المتحدة، القرار ينتهك كل يوم.
علي: و ليست لدينا طائرات حربية يا بلالوفيتش.
بلالوفيتش: الحق للأوغاد الأقوياء.
(الجنرال علي يختطف رزمة من الأوراق ثم يلقي بها في الموقد و يشعل فيها النار)
بلالوفيتش: ما هذا يا أخي؟؟
علي: قرارات الأمم المتحدة و مجلس الأمن و توصيات الوسيطين الدوليين.
(تشتعل النار في الموقد، يمد علي يديه ليدفئهما) تعال يا بلالوفيتش لتدفيء يديك أنت الآخر و إن كنت أرى أن هذه الأوراق المحترقة ليس فيها دفء على الإطلاق، إنها هباء يا بلالوفيتش.
***
علي: حتى رجال الله لا بد أن تكون لحياتهم نهاية. لا يهم أن نموت أو نعيش..المهم أن تبقى كلمة الله هي العليا
***
تصور يا أخي أن زراديتش شاعر...شيء يدعو للسخرية المفروض أن الشاعر رقيق الحس و الوجدان فكيف تسعده المذابح..ثم إنه طبيب نفسي على دراية بخفايا النفوس ذلك الملعون إفراز الحضارة القذرة..
آه يا حاكم الصرب سيذكرك التاريخ بأبشع صفات النذالة و الخسة..إنه يخرج لسانه للمجتمع الدولي الذي أراد أن يحاكمه كمجرم حرب. سفاح صربيا.. سفاح صربيا.
بلالوفيتش (مرعوبا و هر يقترب من أخيه): علي إنك تنزف يا أخي كيف حدث هذا دون أن نشعر به؟؟
علي: انظر يا بلالوفيتش..إنني أرى من بعيد أضواء الفجر الآتي و أرى الكعبة تسبح في النور..و أرى الملائكة المسومين يقدمون نحونا من أرض بدر الكبرى..إنني أسمع الهتاف العظيم..لا إله إلا الله..صدق و عده و نصر عبده..و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده. إنهم قادمون يا بلالوفيتش..إخواننا المسلمون في أنحاء الأرض قادمون على صهوات الريح، إنهم يبدلون الظلام و يجندلون سماسرة الموت.
إنه ليس حلما يا بلالوفيتش..إنني أراه حقيقة..إنهم قادمون.
على أجنحة يكبرون و يهللون.
الله أكبر.
الله أكبر.
بلالوفيتش (يسند أخاه علي الذي ينزف من كتفه جهة اليسار على صدره..و ترتج الآفاق بهتاف الله اكبر و على السادة مشاهدي المسرحية أن يشاركوا بالتكبير..و يندمجوا مع الممثلين حسب توجيهات المخرج)

ستار الختام
مصدر الصورة سراييفو عام 1970




6 comments:

كلمات من نور said...

الله أكبر حقا ..جزاكي الله خيرا يا سونيتي

sara draz said...

جميلة اوى ...ياااااااااارب نفوق بقى
ونتوحد ونرجع امة مسلمة قوية بيخاف منها العالم
كله ويعملها الف حساب
بس ده مش هيحصل الا لما نرجع لديننا ونعمل نهضة
ربنا يهدينا يارب الى التدين الصحيح والنهضة
..موضوع رائع
^_^

جواهر بنت محمد بن عبد الرحمن آل ثاني said...

مسرحية مؤلمة و جميلة..ياليت عربنا يرجعون لهذه المسرحيات بدل التفاهات التجارية.
شكراً لك.

Anonymous said...

أهلا بكم
و اشكرمكم على التعليقات الكريمة
بالفعل نحن بحاجة لمسرحيات مفيدة
و هذه مسرحية قصيرة و جذابة بالرغم من انها تحوي موضوعا لا ترفيهيا
لكنها رائعة

شمس العصارى said...

لله ضرهم اهل البوسنة
ذاقوا الويلات من يوغسلافيا قبل الحرب
ومن الصرب اشكالا اثناء وبعد الحرب
" حتى رجال الله لا بد أن تكون لحياتهم نهاية" ... ولكن ما اجملها من نهاية
" على " اعتقد انه يرمز الى المجاهدين العرب فى البوسنة وهو احد الاسباب الذى دعا اوروبا وامريكا توجيه ضربة للصرب حتى لا يكبر شأن المجاهدين العرب ويجتذبوا المزيد
رحمهم الله ورزقنا خطاهم

Anonymous said...

و كان الفضل لله
ثم للرئيس و للرجال الذين معه الصامدين
لله درهم اهل البوسنة الكرام

سوريا حرة Free Syria

 سوريا حرة Free Syria