عن العنوان فقط، عن هذا العويل الذي لا ينتهي، شرعت في الكتابة:
العويل..بهذه اللفظة اخترتُ تسمية القصائد أو البكائيات التي ينظمها الشعراء أثناء الإبادة الجماعية أو بعدها مباشرة..إنه عويل..فهل يغني هذا العويل شيئا؟ ربما، لكن كيف؟
و أسعدني أن اقرأ هذا الأسبوع كتاب الأديب يحيى اللبابيدي المعنون
Palestine Wail
و كنت بدأت النشر في هذا السياق عن الفن و الحروب منذ أعوام، ثم توجهت مؤخرا للحديث عن الفن أثناء الإبادة الجماعية.
بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها بُكاها
وَما يُغني البُكاءُ وَلا العَويلُ
- عبد الله بن رواحة
بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ
وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ
-الخنساء ( تماضر بنت عمرو السلمية)
سمعت عَويلَ النائِحاتِ عَشِيَّةً
في الحَيِّ يَبتَعيثُ الأَسى وَيُثيرُ
-إيليا أبو ماضي
 |
https://www.goodreads.com/book/show/217137517-palestine-wail |
إن الشعر و التفريج عما تشعر به الأنفس هو صنف من علاج الأنفس المعطوبة لتخرج شيئا من كبتها و أساها..لكنه أحيانا صرف من الأدب..و أحيانا وثيقة للتاريخ أو دليل من أدلة الإدانة. فمثلما عرفنا ما يحدث في العصر الحديث مما سجله بعض الناجين أو مما خلفه بعض الضحايا من إبادات القرن العشرين، فعبر بعضهم بالرسم أو التدوين اليومي للمذكرات أو حتى عبر بعض الصور و الفيديوهات إن تمكنوا. لكن في غزة 2023-2025، لم نكن بحاجة إلى شيء من هذه الشهادات، فقد كانت الإبادة على البث المباشر طوال 470 يوما أو يزيد. فما حاجتنا إلى قراءة هذا العويل مرة أخرى؟ إنه التوثيق. لا توثيق ما حدث، بل توثيق ما فعلت بنا تلك الإبادة. فهذا ما لم يسجله أحد إلا عبر البوح بما جاش في صدورنا –نحن المتفرجين العاجزين-عبر الكتابة أو الرسم أو القول أو أي تعبير فني نحسن تقديمه لنقول كيف تلقينا هذه الإبادة كمتفرجين. و بلغة أخرى كيف كان العويل الفردي. كيف كان عويل ملايين البشر...فنحن أيضا ضحايا بل نحن ضحايا مرتين. إذ إننا سجناء العجز و ضحايا الأسى. نحاول ألا نكون صامتين و ألا نوصم بالتواطؤ فلا نحسن إلا العويل.
كان هذا تعليقي على العنوان..وانتظر أن أنتهي من قراءة الكتاب كاملا؛ لأحدثكم عن هذا العمل الأدبي الجديد.
د. إيمان الطحاوي
مصر
24 فبراير 2025
No comments:
Post a Comment