Saturday, June 15, 2013

كلمة د. إيمان الطحاوي في مؤتمرافتتاح مسابقة ( اقرأ 10 كتب)

بسم الله الرحمن الرحيم


 الأستاذ الدكتور / شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق وأستاذ علم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون.
 الدكتورة/ ماجدة عطا مدير مكتبة مصر العامة. 
السادة الحضور ...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                                        
ست دقائق فقط هو عنوان الثقافة العربية...ست دقائق فقط هو متوسط ما يقرأه المواطن العربي سنويا.. حيث كشف التقرير السنوي لمؤسسة الفكر العربي المستقلة أنه في الوقت الذي يقرأ فيه المواطن الأوروبي نحو مائتي ساعة سنويا، تتناقص معدلات القراءة لدى المواطن العربي إلى ست دقائق سنويا، وهي نتيجة محبطة. لكننا لم نستسلم لهذا الإحباط فكان بديهيا أن نتساءل: ماذا نفعل لنرفع هذا المعدل؟ علينا أن نحفز الناس و نرغبهم في قراءة الكتب أولا كما يقول فريدريك سكينر Frederic Skinner .

 لهذا فكرنا في مسابقة مبتكرة بعنوان ( اقرأ عشرة كتب).

 بدءا، دعونا نتفق على أن التحدي الأكبر الذي يواجهنا الآن في هذه الحياة هو الحصول على المعرفة. المعرفة التي لا تأتي من قراءة عابرة لمقتطفات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و تويتر ، و لا تأتي من معلومات سريعة أو غير موثقة من برامج الحوار بالفضائيات. و لا تنحصر مصادر المعرفة في القراءة، لكنها الوسيلة الأولى لها.

 و هذا عباس محمود العقاد وجد أن حياة واحدة لا تَكفيه و أن القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان أكثر من حياة، لأنها تزيدها عمقاً.......). و اقول "إنما القراءة حياة لكنها مكتوبة".

 و إنني واثقة من أنكم تطمحون إلى القراءة الواعية بما يسلحكم لخوض تجارب الحياة. و هذا لا يلغي دور القراءة في الترفيه والمتعة، لكنها لم تكن أبدا وسيلة للترف أو للتفاخر.


القراءة الواعية هي التي تختار لي ما اقرأه وسط ألاف من الكتب لا يتسع الوقت و لا العقل لإداركها جميعا. و هي التي لا تخذُلك حيث يقول الكاتب الفرنسي ميشيل دي مونتي Michel de Montaigne "أنْ تقرأ أي أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبداً". حين تقرأ ستبتعد في اختياراتك عن الكتب التافهة التي لا تكلف صاحبها وقتا في كتابتها و لن تكلف وقتا في قراءتها. و احذر أيضا من أن تكون تابعا لكل ما تقرأه أو لكاتب أو صنف واحد من الكتب و خاصة في المراحل الأولى للمعرفة حيث لم يتشكل الوعي المعرفي بعد. لهذا فإن إدوارد ليتون Edward Bulwer-Lytton يقول لنا (كن سيد الكتب لا عبدها، اقرأ لتعيش، ولاتعيش لتقرأ.) اقرءوا أيضا بعضا مما لا يروق لكم من صنوف المعرفة و الفكر لتعرفوا القليل عن الكثير. إذا كنت لا تقرأ إلا ما يُعجبك فقط أو ما يسليك فقط، فإنك إذاً لن تتعلم أبدا.


أذكركم بأن ست دقائق هي ملخص الحالة المعرفية العربية الضحلة...فكيف نصل بها إلى مائة او مائتي ساعة! تحتاج إلى تمرد من نوع جيد. و القراءة هي أحد سبلنا لهذا التمرد على حالتنا الفكرية. لهذا فإننا ندعوكم جميعا للمشاركة معنا كبداية. أنتم جميعا سفراء لهذه المسابقة. انشروا الفكرة... اعلموا عليها قدر استطاعتكم. اقرأ كتابا صغيرا كل يوم . اقرأ ملخصا لكتاب كبير مهم حتى تتمكن من قراءته حين يتاح لك الوقت. الشبكة العنكبوتية تعج بالملايين من الكتب الكبيرة. تعرف علي ملخصاتها. هناك أيضا مواقع مخصصة للكتب المقروءة و المسموعة. تعلم كيف تتبادل الكتب مع أصدقائك.


 اقرأ واكتب. ننصح و نطلب من الجميع الكتابة بالتلخيص و التدوين. فبالكتابة يتخلص القاريء من أفكاره التى يحللها و يستنتج الجديد الذي يريد معرفته و مناقشته...عودوا بعد أسابيع أو أشهر لما كتبتموه ستجدوا حقا أن الكتابة غيرت و أثرت فى سلوككم و وعيكم.

السيد وزير الثقافة الأسبق، السادة الحضور.. هل تعلم أنني كنت أشغر بالغيرة من الأديب الكندي يان مارتيل Yann Martel و رئيس وزرائه ستيفين هاربر Stephen Harper ؟ لقد كان يرسل بدءا من منتصف أبريل من العام ألفين و سبعة ملخصا كل أسبوعين لكتاب أو رواية على عنوان رئيس الوزراء ليستفيد منه و يقرأه فيما بعد حتى اكتفى بمائة كتاب في مطلع فبراير من العام ألفين و أحد عشر. تابعته حتى قامت ثورتنا ثم تمنيت لمرة ثانية لو أن نجرب تلك الفكرة في مصر.
 
 يقولون: إن الثورات العظيمة ليست تلك التي تغير الحكام، لكنها التي تغير الشعوب. و تقول الأديبة العربية غادة السمان: (المفكر بوصلة الحاكم النزيه. و الكتاب سلاح الحاكم الواعي.) تغيروا و اقرءوا و أبصروا.

 الحفل الكريم: تلك الكتب التي يعلوها التراب دون أن نقرأها ستأتي يوما لتحاسبنا لأننا لم نستفد منها. بل ستحاسبنا الأجيال القادمة من الأبناء و الأحفاد أننا لم نشكل وعينا بما يبني حضارتنا. سيحاسبنا كل من سبقونا بالكتابة في شتى العلوم و الآداب: لِم لَم نقرأ لهم؟ إن الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها.. نعم، إنها جريمة أن تنشأ أجيال بعيدةً عن القراءة بل كارهةً لها و أجيال تقرا للدراسة و التعليم لا للمعرفة و الوعي. و الجريمة الأكبر في نظري هي أن نلجأ لقراءة ما لا يفيد أو نقرأ للتفاخر. و هذه آفة جديدة أصابت بعض فئات المجتمع العربي.

 لماذا لا تقرأ؟ الله أمرك بأن تقرأ. يقول الله عـــز وجل " إقـــرأ بإسم ربك الذي خلق "
لماذا لا تقرأو لم يعد حاجز (ثمن الكتاب) موجودا بعد انتشار الانترنت. و لم يعد (حاجز الرقيب) موجودا بعد الربيع العربي. في (تونس قبل الثورة) كنا نسمع همسات عن كتاب بالفرنسية اسمه (حاكمة قرطاج)، و بعد ثورة تونس أمطرت المكتبات التونسية بنسخ الكتاب الذي كان مممنوعا بأي ثمن فصار متوفرا بأي ثمن. لا توجد أعذار تقولها حين تأتي تلك الكتب و تحاسبك. ابدأ الآن و اقرأ.

و مع كلمة جمعية (رقي) للتنمية المستدامة عن المسابقة:
 لهذا كله، تنظم جمعية "رقى" للتنمية المستدامة بالاسماعيلية المسابقة بالتعاون مع عدد من الجمعيات مسابقة للقراءة في الفترة من 14 يونيه و حتى13 يوليو و تحت رعاية مديرية الشباب والرياضة و مكتبة مصر العامة. و تهدف المسابقة إلى توسيع قاعدة المهتمين بالقراءة عن طريق خلق جو تنافسي حتي تتحول القراءة إلى عادة يومية. و نهدف إلى البعد عن المركزية في مدن بعيدة عن العاصمة مع شباب محافظة الإسماعيلية. و نتمنى أن تثمر هذه المسابقة عن اتفاقيات تعامل مستمر مع الجهات الداعمة للقراءة في مصر.

 الحفل الكريم، نتساءل معا عن ماهية هذه المسابقة؟ هذه مسابقة تفاعلية بين المشاركين و ليست امتحانا أو تحديا (من يقرأ أكثر) حيث يؤمن منظمو المسابقة أن القراءة عملية معرفية و أن سبل المعرفة تشمل القراءة الابتكارية و ليس فقط و سيلة الحصول على الكم الأكبر من المعلومات. سيطلع المتسابقون على ملخصات و اتجاهات بعضهم البعض في القراءة. نأمل أن ينمو هذا المشروع و يخرج من منطقة القناة إلى مصر و العالم العربي و يصير عادة منتظمة لدى شباب العرب. نأمل أن تحدث القراءة الفعالة تغييرا بسيطا في هذه الحياة، فكونوا أنتم هذا التغيير.

 لسنا بدعا من القراء العرب في هذا النحو من المسابقات لكننا نتميز عنهم بالتالي:
1. أنت من تختار كتبك حسب الوقت المتاح للمسابقة.
2. الملخص المطلوب بسيط و تكتبه أنت بطريقتك. تعليق، وجهة نظر...
3. التصويت بطريقة إلكترونية دورية عبر الموقع.
4. سيتم نشر كل الملخصات على مواقع المسابقة الإلكترونية. و سيتم نشر أفضلها في جريدة القناة أسبوعيا.
5. هناك دورات تدريبية للقراءة السريعة, و حلقات القراءة الحرة، و أفلام وثائقية، و مكتبات متنقلة.
6. الكل لدينا فائز. سيتم تكريم الجميع بنهاية المسابقة. و خير تكريم هو ما تمنحونَهُ أنتم لعقولكم بالمعرفة.
 
 في النهاية، كل الشكر والتقدير للحضور الكريم، وللأخوة المشاركين ورعاة المسابقة.

اسمها فلسطين " المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة" للرحالة آدا جودريتش فريير

اسمها فلسطين " المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة" اسمها فلسطين by A. Goodrich-Freer | Goodreads اسمها فلسطين &qu...