Translate

Friday, September 10, 2010

حرب بلا شرف

Published on
10/09/2010 20:21

ماذا يحدث لو تركنا أفغانستان؟ هذا هو عنوان مجلة التايم الأمريكية. و أنا أكمل السؤال باحثة عن إجابة: ماذا يحدث لو تركتم أفغانستان و العراق؟


العنوان و الصورة لامرأة قطعت أذنها و أنفها لانها عصت زوجها. تم ذلك كما ادعي على يد متشددين في أفغانستان، فآوت لهيئة تابعة للقوات الأمريكية. القصة و الصورة كانا مسارا للجدل على مدى أسابيع و في أماكن عدة على الانترنت حيث نشرت يوم 29 يوليو 2010. ففي تعليق أظهر أن الصورة بمثابة موديل تم العبث بصورتها ببرنامج الفوتو شوب لأجل استدرار العطف السياسي الذي توافق مع السؤال ماذا يحدث لو خرجنا من افغانستان؟ كأنه يبرر وجودهم العسكري هناك لأهداف اجتماعية و حماية النساء! هناك من اقترح وضع صور أخرى ليعرفوا الحقيقة كاملة و اقترح سؤالا ماذا يحدث أيضا لو تركنا أفغانستان؟ و اقترح صورا مقربة لجندي أمريكي مقتول أو جريج أو مدني أفغاني مقتول بهجمات الناتو أو جندي أفغاني يتلقى رشوة في أفغانستان من طالبان. هناك من رفض الصورة المفزعة و التي استخدمت لأجل الإقبال و البيع بينما ذكرهم البعض بأصول و قواعد التصوير و الكتابة الصحفية الشريفة. هناك بالطبع من اندمج في القصة و تأثر بها و صب لومه و غضبه على طالبان و ربما دعا لأمريكا أن ينصرها الرب.
لا تنسوا طبعا أن هذه الصورة يقابلها صور أخرى يجب نشرها في الأعداد القادمة لجنود لا يعرفون الشرف و ذهبوا للعراق و أفغانستان للقتل بغرض التسلية و المتعة تصوير الجثث المحترقة و أخذ أعضاء بشرية كتذكار من المدنيين المقتولين و تعاطي الحشيش! نعم....

لندن - 'القدس العربي': يواجه 12 جنديا امريكيا المحاكمة على خلفية تشكيل فرقة اغتيالات 'سرية' هدفها قتل الافغان وجمع اجزاء من اجسادهم (اصابعهم) كتذكارات.
ويقوم الفريق بالتعامل مع قتل المدنيين الافغان كهواية رياضية حيث تم توجيه اتهامات لخمسة جنود بقتل ثلاثة مدنيين افغان بهذه الطريقة، فيما وجهت اتهامات لسبعة جنود اخرين قاموا بالتغطية على الجنود المتهمين، اضافة الى انتهاكات اخرى منها تناول المخدرات المسروقة من المدنيين اثناء الخدمة.
وتكشف تقارير المحققين عن ان النقاش حول قتل المدنيين والتباهي به بدأ عندما وصل الرقيب كالفين غيبس لقاعدة العمليات المتقدمة 'رامورد' في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فيما اخبر جنود اخرون المحققين ان غيبس بدأ يتباهى بممارساته السابقة اثناء خدمته في العراق، ومنها كيف انه من السهل رمي قنبلة متفجرة على شخص وقتله حالا. وبعد ذلك يقول المحققون ان غيبس قام باعداد خطة مع جندي اخر اسمه جيرمي مورلوك وعدد اخر من الجنود من اجل انشاء فرقة القتل. وقتل الفريق اثناء قيامه بدوريات ثلاثة مدنيين افغان. وبحسب لائحة الاتهام الموجهة لهم كان اول هدف للفريق رجلا افغانيا اسمه غول مودين الذي قتل عندما رميت عليه قطعة متفجرة مع اطلاق النار عليه من بندقية.


وبحسب صحيفة الجيش 'ارمي تايمز' فقد قام احد الجنود بجمع اصابع الضحايا كتذكارات، فيما قام اخرون بأخذ صور تذكارية الى جانب الجثــــث، تماما كما فعل جنود اثناء نشرهم في العراق حيث قاموا بأخذ صور لزملائهم الى جانب جثث المدنيين العراقيين المحترقة ووضعوها على صفحات الانترنت. وبحسب اللائحة فقد تم توجيه اتهامات بالقتل والقيام باعتداءات خطيرة الى خمسة من الجنود، وفي حالة ثبوت التهم عليهم فانهم يواجهون الاعدام او الحبس مدى الحياة.
وكشف عن ممارسات الفريق السري عندما اخبر جندي تعرض لاعتداء قادته ان جنودا في وحدته يقومون بتدخين الحشيش. وبعد يومين تعرض لاعتداء من كل من غيبس ومورلوك اللذين طالباه بان لا يتحدث. وبعد عملية اعتقال الخمسة في حزيران (يونيو) تم اعتقال سبعة اخرين وجهت لهم اتهامات بمعرفة القتل وممارسات الفريق ولكنهم سكتوا عليها
.




نعود لسؤال المجلة: ماذا يحدث لو تركنا أفغانستان؟
 ماما أمريكا دخلت أفغانستان بغير إرادة شعبه بقصف و هجوم، فهل هذا هو الدخول الطبيعي؟ اعتقد أن هذا الدخول أو التدخل جعل الخروج عسيرا و صعبا. حقيقة إنكم لا تعرفون لماذا دخلتم و الآن لا تعرفون كيف ستخرجون. لأن الوضع ازداد تفاقما. لهذا يجب أن يكون السؤال: بأي وجه و بأي طريقة نستطيع الخروج من أفغانستان؟ أليس هذا ما يدور في العقول بدلا من التفضل بمذا يحدث لو تركنا أفغانستان؟ أليس كذلك ماما أمريكا؟
أحاول أن أجيب عن السؤال. لو لم تذهب ماما  أمريكا لأفغانستان و لو تركتها لما قتل كل هؤلاء المواطنون الأبرياء قصدا أو خطئا بالضربات المتتالية على المدن مع المقاتلين. لا شيء أكثر من هذا نستطيع قوله. لم يتغير الحال كثيرا من الناحية الإجتماعية و السياسية بالنسبة للشعب الأفغاني في 9 سنوات. و ما تفعله طالبان و المتشددون من تجاوزات ليس طبعا نوع من العناد في الأمريكان أو المواطنين الذين يحبونهم مثلا. بكم و بدونكم كانت تحدث التجاوزات قبل الغزو الامريكي لافغانستان. فهل تهللون لاجل بضع نساء انقذتموهم مقابل الاف قتلتوا بالف يد. هل تهلل القوة العظمى الاولى في العالم لمجرد انهم انقذوا امرأة واحدة في الوقت الذي تقتل فيه مئات من النساء؟ إن ما تفعله الحركات المتشددة ليس في الدين من شيء. و هذا أمر مفروغ منه. إنهم يطبقون شرعهم و رؤيتهم الخاصة لتطبيق الدين. لكن لم يعلنوا مثلا أن جدع الأنف من الدين في شيء. و على النقيض قالت ماما امريكا إن قتل المدنيين من طرق التحرير المشروعة لأنه لا حرب بلا خسائر.
لو عرفتم كيف تخرجون من أفغانستان لظل الحال على ما هو عليه اجتماعيا و لوفرتم قتل الابرياء من المدنيين و المقاتلين من الناتو و الافغان. هذا هو الذي سيحدث لو تركتم أفغانستان. تخطيء امريكا عندما تظن أن التغيير يتم بالقنابل. إن هناك طرق أخرى للتغير غير الحرب. كون أمريكا لا تجيد هذه الطريق في حين تفوقت عليها الدول المنافسة فترة من الزمن فهذا لا يعني الا تحاول استخام الطرق الاخرى و هي القوى الناعمة للتغير وفقا لارادة الشعب و النابعة من الشعب دون تزييف او تلميع. فكل شعب له فلسفته الخاصة في التغيير و له الشكل الاجتماعي الخاص به. قبائل امريكا من الهنود قبل أن تعرف أمريكا لها ثقافتها. و ما كان دخول الاوربيين و نسف هذه الثقافة بالأمر البعيد، و الامر يتكرر فامريكا تدخل لتغزو و تغير الثقافات مع الفرق. إنها في افغانستان تقول انها تحارب الارهاب و التخلف ثم تخرج، لكن هل ستخرج يوما و هل ستعرف كيف تخرج بدون عار الهزيمة؟ ستريك الأيام ما كنت تجهل. 

ماما أمريكا...لماذا عينك حمراء؟

http://www.guardian.co.uk/world/2010/sep/09/us-soldiers-afghan-civilians-fingers 
http://alquds.co.uk/index.asp?fname=today\09z48.htm&arc=data\2010\09\09-09\09z48.htm
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=410500&pg=2 


http://www.time.com/time/world/article/0,8599,2007269,00.html

To shoot an Elephant!