Wednesday, May 31, 2023

#الإسماعيلية بلد الصمود والنصر

Resilience and victory of Ismailia, Egypt:
While you are in the vicinity of that city, you cannot miss seeing the statues of steadfastness and victory made of shrapnel mixed with blood and fire, shrapnel mixed with human remains, and threads of light welded together. statue is designed by artist Jalal Abdo Hashem, telling the story of defeat, victory, tears and joys that Egypt went through from the year 1967 until the victories October, 1973.
And when the late artist Zozo Hamdi al-Hakim saw the Statue of Resilience while she was visiting the city of #Ismailia, she knelt on the ground, and began to read the words written on the statue’s plaque, what it represents, and what it was made of, especially since many of the fragments still bear some Hebrew letters, because the whole statue is made From the remnants of the Israeli war on the cities of the canal( 1967-1973), then she wept bitterly and said to the artist Jalal Hashem: Did this shrapnel kill one of our sons? Is this piece extracted from a house destroyed over the heads of its people? Is that piece of metal still carrying part of the body parts of our martyrs, children and women?

الصمود والنصر:
وأنت في رحاب تلك المدينة لا يفوتك أن ترى تمثالَي الصمود والنصر المصنوعين من الشظايا المخلوطة بالدم والنار، شظايا ممزوجة ببقايا بشرية، ولحامتها خيوط من نور، تمثالين للفنان المقاتل جلال عبده هاشم يحكيان قصة الهزيمة والنصر والدموع والأفراح التي مرت بها مصر من عام 67 وحتى انتصارات أكتوبر.

عندما رأت الفنانة الراحلة زوزو حمدي الحكيم تمثال الصمود وهي في زيارة لمدينة #الإسماعيلية نزلت على ركبتيها على الأرض، وأخذت تقرأ الكلام المكتوب على لوحة التمثال، ماذا يمثل، وممّ صُنع، خاصة أن العديد من الشظايا مازالت تحمل بعض الأحرف العبرية، لأن التمثال كله مصنوع من مخلّفات الحرب الإسرائيلية على مدن القناة، ثم بكت بكاء مريرًا وقالت للفنان جلال هاشم: هل هذه الشظية قتلت ابنًا من أبنائنا؟ هل هذه القطعة استخرجت من بيت تهدم فوق رؤوس أهله؟ هل قطعة الحديد تلك مازالت تحمل جزءًا من أشلاء شهدائنا من الأطفال والنساء؟

للمزيد من استطلاع مجلة العربي، هذا الشهر

محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا تقرر تغليظ الأحكام الصادرة بحق رئيسين سابقين لأجهزة الأمن

ثبتت محكمة تابعة للأمم المتحدة الأربعاء، الإدانة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق اثنين من رؤساء المخابرات في عهد الرئيس الصربى الأسبق سلوبودان ميلوسيفيتش، ومددت الحكم بسجن كل منهما من 12 إلى 15 عاماً. 

وقالت رئيسة المحكمة غراسييلا غاتي سانتانا إن: «دائرة الاستئناف ترفض طلب الاستئناف الذي تقدم به (يوفيكا) ستانيسيتش و(فرانكو) سيماتوفيتش، وتفرض حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً» على كل منهما. 

وكان رئيس الاستخبارات السابق يوفيكا ستانيسيتش (72 عاماً)، ومساعده فرانكو سيماتوفيتش (73 عاماً) أدينا في 2021 بمساعدة «أسراب الموت» التي أرهبت بلدة بوسنية في 1992. 

وجاء في لائحة الاتهام أنهما شكلا "عملا إجراميا مشتركا" كان هدفه الإبعاد القسري والدائم للغالبية غير الصربية من مناطق واسعة في كرواتيا والبوسنة والهرسك.




Friday, May 26, 2023

كتاب حديث (الإبادة الجماعية البطيئة في البوسنة)

Ambassador  Diego_Arria 's book “War and Terrorism in the Heart of Europe” 

 كتاب حديث (الإبادة الجماعية البطيئة في البوسنة)
ترجمة وإعداد د/ إيمان الطحاوي

يزور البوسنة هذه الفترة سعادة السفير ديجو آريا، سفير فنزويلا السابق لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال عام 1992. السفير آريا مواطن فخري في مدينة سراييفو، وعضو فخري في مجلس مؤتمر المثقفين البوشناق. ‏وبصفته رئيسا لمجلس الأمن الدولي، أطلق "‏‏صيغة آريا‏‏" وهي عملية تشاور غير رسمية للغاية تتيح لأعضاء مجلس الأمن الفرصة للاستماع إلى الأشخاص في إطار سري وغير رسمي. ووصف آريا هذه الصيغة بأنها وسيلة لضمان أن الأعضاء "يجب أن يكونوا صادقين". 


ينظم الزيارة مجلس مؤتمر المثقفين البوسنيين، وهو ناشر الكتاب. هو منظمة مجتمع مدني في البوسنة. حيث ينظم، بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الشريكة، عروضا ترويجية في المدن التالية:

  • مدينة سراييفو - 22 مايو 2023 - 17:00 - قاعة مدينة سراييفو
  • سربرينتسا - 24 مايو 2023 - 17 مساء - الغرفة التذكارية لسربرينيتسا - مركز بوتوتشاري التذكاري
  • توزلا - 25 مايو 2023 - 18 مساء - المركز الثقافي لمدينة توزلا
  • سراييفو 26 مايو 2023 - 18 مساء - نادي كونيكتوم للكتاب الحدائق - مع القراء
  • موستار 27 مايو 2023 - 18.30 مساء - قاعة فندق بريستول

الدخول إلى جميع العروض الترويجية مجاني لجميع المواطنين. كما يحضر المؤلف جميع العروض الترويجية ويوقع على النسخ. 

وزار حتى الآن عدة فاعليات: حيث زار كلية علم الجريمة والدراسات الأمنية بجامعة سراييفو، التي استضافت محاضرة له. وزار نائب رئيس علماء الجالية الإسلامية في البوسنة والهرسك. واجتمع ومنظمات المجتمع المدني حول إعلان الإصلاحات الدستورية في البوسنة. كما التقى عدة شخصيات بارزة في البوسنة. كما أجرى حوارا في برنامج تليفزيوني. وألقى خطابا لوسائل الإعلام حول موضوع الأوضاع الجيوسياسية مع التركيز على غرب البلقان. كما زار معهد باير الطبي هو واحد من أحدث المنشئات الطبية في البوسنة والهرسك والمنطقة. كما شارك في وضع الزهور وتأبين الضحايا عند بوابة توزلا (مجزرة بوابة توزلا 25 مايو 1995).

في لقاءاته، أعرب آريا عن احترامه للمجتمع الإسلامي، الذي أظهر للعالم أجمع أن مسلمي البوسنة هم من أكثر الشعوب تسامحا في العالم، وأنهم يشهدون بمثالهم بأن التعددية الطائفية ممكنة جدا، وأن البوشناق هم شعب أوروبي قديم ينتمي إلى أسرة الدول الأوروبية. وقال: أعتقد أن البوسنة والهرسك دفعت ثمنا باهظا لأن التصور كان أن هذا بلد مسلم وليس متعدد الأعراق. ذات يوم سألت عضوا دائما في مجلس الأمن، هو السفير البريطاني ديفيد، فقلت: هل تعلم أن ما أقوله في المجلس صحيح؟ قال: نعم، أنت على حق، لكن لا يمكن أن يكون لدينا بلد مسلم في أوروبا! قلت إن البوسنة والهرسك كانت دائما في أوروبا (منذ قرون) وأن هذا ليس شيئا جديدا، لكنهم أظهروا الوضع بهذه الصورة، كأنها شيء جديد. منذ البداية عندما تم قبول البوسنة والهرسك في الأمم المتحدة في عام 1992 دولة مستقلة، بعد شهرين، اقترح قرار الأمم المتحدة تقسيم البوسنة والهرسك؛ لتنفيذ الفصل العنصري وتحقق ذلك لاحقا عبر اتفاق دايتون. اليوم لديك فصل عنصري في كل هيكل للحكومة، للأسف ذه هو البوسنة والهرسك اليوم. ذكر السفير آريا أنه ليس متفائلا بأنه يمكن تغيير الأمور في البوسنة والهرسك عن طريق تغييرات تجميلية صغيرة في الدستور أو التشريع الانتخابي، ولكن عن طريق استبدال اتفاق دايتون بالكامل بدستور جديد.

ويحكي عن دخوله سربرينتسا لأول مرة في أبريل 1992:

 أدركت أن الأمم المتحدة كذبت علينا في هذا الوقت لأن الوضع الذي شاهدته في سربرنيتسا يدل على أنها سقطت بالفعل، وكانت تحت سيطرة الصرب. قدنا عربات مدرعة حول سربرنيتسا، وكان خلفي عقيد صربي كان مسؤولا عن الهجوم على سربرنيتسا. وطوال الوقت تحت العين الساهرة لقوة الأمم المتحدة للحماية، كانوا يحملون اسم "قوة الحماية"، لكنهم لم يحموا أحدا. كانوا مجرد شهود ولم يبلغوا عما يجري".
جئنا لنخبرهم أننا بعد مراقبة وضعهم سنحميهم ونمنعهم من أن يظلوا ضحايا تخريب القوات شبه العسكرية الصربية التي تحيط بهم وتسيطر على مدينتهم، والتي أصبحت سجانيهم
كوني في سربرنيتسا، أخبرت الصحافة أننا نشهد "إبادة جماعية بالحركة البطيئة". كانت المرة الأولى التي يستخدم فيها مثل هذا الوصف. عند عودتنا إلى نيويورك، أعددنا تقريرًا نقدمه إلى مجلس الأمن في 30 أبريل 1993. وصفنا بوضوح الظروف اللاإنسانية السائدة في سربرنيتسا، التي لم تكن "منطقة آمنة" على الإطلاق. 
ولا يمكنني أن أنسى وأشعر بالألم، متذكرًا الكلمات التي قالها الرئيس عزت بيجوفيتش لنا في سراييفو، لهم، فإن زيارتنا "تمثل رمزا للأمل لجميع شعبه. "لقد خذلناهم جميعاً.
لقد فشلت الأمم المتحدة في الامتحان في البوسنة والهرسك، لذا؛ فمن واجب المجتمع الدولي جبر الظلم تجاه هذا البلد الأوروبي القديم، لذا يجب تصحيح هذا المسار دايتون.

 وخاطب الطلاب قائلا: " أردت أن أثبت أنه من أجل حقوق الإنسان، لا يمكن أن تكون مصابا بعمى الألوان". الأشخاص الذين ضحوا من أجلك هم أشخاص غير عاديين وأفضل شيء يمكنك القيام به من أجلهم هو عدم نسيانهم والاحتفاء بهم وما قاتلوا من أجله. لقد التقيت بالعديد من الأشخاص الذين لقوا حتفهم خلال الصراع ولا يمكنني أبدا أن أنسى هؤلاء الأشخاص. وقفت أمامهم في مدرسة في سربرنيتسا في نيسان/أبريل 1993 وقلت إن هؤلاء ستة منا سفراء لمجلس الأمن الدولي، نحن نمثل أكبر قوة سياسية في العالم وسنحميكمولم نفعل ذلك. لهذا السبب وضعت هذا الكتاب. من واجبنا إلهام الشباب في هذا البلد. وهذه الكلية هي المكان المناسب لذلك، لأنهم –الشباب- سيقودون ويطورون البوسنة والهرسك غدا.
وأضاف أن نتيجة ما سيحدث في البوسنة والهرسك من مجازر تحدد بالفعل حين فُرض في كانون الثاني/يناير 1992  حظر الأسلحة على البوسنة والهرسك".
كنت شاهدا ضد سلوبودان ميلوسيفيتش في لاهاي. وعندما التقينا في عام 1990 أو 1991، لم يعتقد هو ولا أي شخص في المجتمع الدولي أننا سنحاكمه على الإطلاق. وبعد 10 سنوات، كنت شاهدا ضده عندما حاكمناه كما فعلنا مع الجنرال رادتكو ملاديتش ورادوفان كارادزيتش. لذا، يعتقد هؤلاء الناس، أن العدالة لن تصل إليهم أبدا. كل التجارب التاريخية تخبرنا أنه من الممكن الوصول إليهم، وسوف تجدهم العدالة يوما ما.
وقال آريا إن المجتمع الدولي لم يتعلم درسا في قضية البوسنة والهرسك. "الدروس التي تعلموها من البوسنة والهرسك جعلت القرارات ممكنة لشبه جزيرة القرم وأوكرانيا. لم يتعلم المجتمع الدولي الدرس، لقد فتح الباب أمام ما يحدث في أوكرانيا». "يدرك العالم بأسره قيمة حماية حقوق الإنسان وسيادته ويفهمها لأول مرة. آمل أن يتعلموا الدروس. الصراع في أوكرانيا يجلب إمكانية وجود صراعات أخرى في العالم».
 
الكتاب:
صدرت النسخة الأولى في أكتوبر عام 2022، بعنوان الحرب والإرهاب في قلب أوروربا. ويقع في 326 صفحة. حيث ينتقد الكتاب بشدة الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمانة العامة للأمم المتحدة. يغطي الكتاب أيضا مشاركة السفير آريا كشاهد ضد سلوبودان ميلوسيفيتش، رئيس دولة يوغوسلافيا السابق. 
في هذا الكتاب، يتحدث بضمير المتكلم عن الأحداث الدولية التي عرضت السلام والأمن الدوليين للخطر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. إنها رؤية المشارك للأحداث التي شارك فيها كعضو، ثم رئيسا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك غزو الكويت وتوابعه والعقوبات الدولية على ليبيا، وحروب البلقان الدموية خلال التسعينات من القرن الماضي، وتداعياتها المستمرة حتى اليوم. وفي نقل تجاربه، يكتب آريا باستقلالية ملتزما بالقيم والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة. إن انتقاده الموثق للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، الذين يتهمهم بانتهاك الميثاق بشكل منهجي، انتقاد شديد ولا هوادة فيه. ‏
بينما النسخة البوسنية تحمل شهادته على ما حدث حيث كان أول من وصف الحرب على البوسنة بإبادة جماعية بطيئة، في الوقت التي لم تصدر أي أو إدانات قضائية. ووصف الجيب أنه مركز اعتقال/سجن كبير مفتوح تحرسه قوة الأمم المتحدة للحماية.

النسخة باللغة البوسنية (مايو،2023)
SREBRENICA, UN GENOCIDIO EN CAMARA LENTA
دار النشر: مجلس مؤتمر المثقفين البوشناق

النسخة باللغة الإنجليزية (أكتوبر،2022):
  "War and Terrorism in the Heart of Europe" 
دار النشر:   EJV  International  Editorial Juridica Venezolana
 
روابط ذات صلة:


https://youtu.be/9193E1VN2xk
يتحدث عن الإبادة الجماعية في يوغسلافيا

https://youtu.be/k9aeo4Zkwyw
مناقشة بين السيد السفير ديجو آريا والسيد محمد شاكر بيه (وزير الخارجية السابق للبوسنة والهرسك) حول: استقلال كوسوفو، والمحكمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة، والدبلوماسية الدولية، وضعف الأمم المتحدة.
 
https://youtu.be/9XOIdqnDBEs
خطاب هام في الأمم المتحدة يستعير فيه من مجموعة قصصية شهيرة لماركيز (وقائع موت معلن Crónica de una muerte anunciada) مشبها ما آلت إليه مأساة البوسنة.
 
 

Sunday, May 14, 2023

"Notes on Displacement" is the winner of this year’s DOXA Feature Documentary Award.


"Notes on Displacement" is the winner of this year’s DOXA Feature Documentary Award.



Jurors Dina Al-Kassim, Kent Donguines and Nadia Shihab are delighted to select Khaled Jarrar’s Notes on Displacement as the winner of this year’s DOXA Feature Documentary Award. “Jarrar’s bravery and compassion create a deeply human look at the individuals who find themselves forced to migrate in search of safety.”

The news is full of images of overcrowded boats and vast tent camps. But how much do we really know about what refugees are going through? Notes on Displacement takes a deep dive by following a single family on a grueling journey, destination Germany. Their fear, disorientation, and solidarity is palpable. Nadira, an elderly Palestinian, has been a refugee since the age of 12. And now she has to leave Damascus, too. She and her daughter Mona feared for their lives there, but the idea of a safe existence elsewhere is a distant dream. Filmmaker Khaled Jarrar receives unsettling videos and voice messages as they cross to the Greek island of Lesbos. He joins them there, on the long road to a better life. Jarrar has his personal reasons for going through this experience in order to eliminate, in his own images, the distance so dominant in Western media coverage. He worms his way through the thronging crowds, gets lost in the night with his group, discovers how dangerous language barriers can be, and wanders around in the dehumanizing camps. And in a sense he—along with the viewer— becomes a true member of this family. 

74 minutes | PALESTINE, GERMANY, QATAR | 2022


Khaled Jarrar's documentary "Notes on Displacement": Putting faces to the nameless - Qantara.de 

معلومات عن فيلم «ملاحظات على النزوح» المشارك في مهرجان الإسماعيلية - فن - الوطن (elwatannews.com)

Saturday, May 13, 2023

في وداع الصحفي الراحل صالح بركيتش (1-3) Salih Brkić (1948-2023)

في وداع الصحفي الراحل صالح بركيتش* 

Salih Brkić (1948-2023)

 

كتبت د/ إيمان الطحاوي

طبيبة و كاتبة، مهتمة بشؤون البلقان و اللاجئين

 

* المراسل الصحفي، مؤلف العديد من الأفلام الوثائقية.  

مقدمة:

يرحل البشر، وربما ننسى كلماتهم، لكن أعمالهم تظل خالدة. يرحل صاحب الجسد النحيل، والعمل الدؤوب، يرحل الصالح منا، و نحسب أن كان له من اسمه نصيب (صالح بركيتش). رحل، و لسان حاله يقول: أُفضّل أن يتذكرني الناس بما اجتهدت فيه لآخر عمري؛ لتصل الحقيقة. وآخر ما أوصاني به أن أواصل نشر الحقيقة قائلا: (أنت شخص استثنائي وصديقة لشعب البوسنة وكوسوفو، و خاصة نشرك عن الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا. و ما أقدره في عملك، في المقام الأول هو الحقيقة! حقيقة معاناة شعبنا).

طوال رحلة الصحفي المخضرم صالح بركيتش، كان مثالا للعمل المتفاني حتى آخر أيامه. كان يهتم دائما بالأشخاص البسطاء فيبحث عمن لم يصوّره أحد. و كان هذا ما يجمعنا لسنوات. كان العائق الوحيد في حديثنا هو اللغة، لكننا بطريقة ما تخطيناها جيدا. و لأنه لا يملك أحد الأقدار، فلم يبق لنا إلا قبره و عمله الصالح الذي قدمه و تلك (الحقيقة) التي تركها أمانة في أعناقنا. هذا الصحفي يسميه الغرب بالصياد الذي ينقب بحثا عن الحقيقة بلا كلل، مثلما أجملت قناة إن بي سي في تقريرها عن جهوده الصحفية أثناء الحرب على البوسنة. 

يصفونه في البوسنة ب "القلم الذي مس جرحا بوسنويا" مثلما قال عن مهنته. يذكّرني بجراح ماهر يعرف جيدا كيف يعالج مريضا، و لا يُبقي على قيح. فهو لا يُخفي أي حقيقة، و يجادل زملاءه في دور النشر؛ حتى ينشر القصة الكاملة ".

(صالح بريكتش) يحكي لنا حكاية اسمه الذي تسمّى به بعد جده. ونرى صورته التي تشبهه تماما. و ها هي صورة جده البوسنوي المؤرخة في عام 1917، و المخطوطة بالقلم الرصاص تبرهن على قدم دولته كما يفتخر بها. خطها المصور الملحق بالحرب إميل رانزينهوفر (1864-1930) للجيش النمساوي المجري. حيث رسم أحداث الحرب، ووجوه الجنود في نهاية الحرب العالمية الأولى. أعيد عرض اللوحات في مشروع أوروربي في 2016.  يقول بريكتش في ذكرى يوم استقلال البوسنة: (إن دولة البوسنة قديمة تاريخيا و هي أقدم من اتفاق دايتون الذي أنهى الحرب على البوسنة (1992-1995) باتفاق بين ثلاث دول برعاية أمريكية.

نبذة عن حياته:

 ولد بركيتش في عام 1948 في موستار ، ونشأ في ستولاك. كانت أسرته حريصة على التعليم. فطور شغفه بالكتابة و الصحافة بفضل معلميه في المدرسة الثانوية. أرسل رقم هوية والدته؛ ليخفي أنه قاصر حين راسل الصحف حينها. حصل على لقب مهندس تكنولوجيا ثم درس الصحافة في بلجراد. بدأ الكتابة كمراسل لصحيفة"Oslobodjenje" و "Sloboda" في موستار. ثم انتقل في بداية ثمانينيات القرن العشرين إلى توزلا. تدرّج عمله الاحترافي في الصحافة و الإعلام بدءا من راديو بانوفيتشي، ثم في راديو سراييفو، ثم في تلفزيون سراييفو وتلفزيون البوسنة والهرسك. بدأ تغطية أحداث ما بعد تفكك يوغسلافيا في كرواتيا و سلوفانيا ثم في البوسنة حيث نقل أول الأحداث في بيلينا و زوفورنيك فاتصل بأحد الضباط على أرض الواقع و أبلغ بتفاصيل الأهوال بسرعة. استمر في عمله مع راديو وتليفزيون البوسنة و الهرسك الفيدرالي  RTV BiHحتى تقاعده. ثم واصل العمل الصحفي بطريقته، حتى آخر أيامه.  هو عضو في فريق الخبراء الدولي التابع لمعهد أبحاث الإبادة الجماعية ، في كندا.

حياة لا تخلو من خطر:  

لأن الصحافة مهنة البحث عن المتاعب، فقد تلقى تهديدات عبر الهاتف أن هناك رصاصة عليها اسمه، لكنه لم يأبه. و في بداية الحرب، جابه تهديد أحد القادة العسكريين في جيش يوغسلافيا، بأنهم مثل الفئران يختبئون؛ ليقتلوا المدنيين العزل.

شيء من التكريم:

حصل بركيتش على العديد من الجوائز الصحفية: جائزة صحفي العام في 1995، ووسام الاستحقاق للشعب، ووسام العمل، ووسام جمهورية باكستان الإسلامية، وجائزة الإنجاز مدى الحياة من الجالية الإسلامية في البوسنة والهرسك في 2019.

بينما يرى أن أفضل الجوائز حين يجري لقاءا فيعرّفونه بسربرينتسا. حيث أحب بركيتش منطقة سربرينتسا و وبلديات بودرينيي الأخرى وأهلها و نقل معاناتهم لئلا تذهب طي النسيان. يقول:  أنا واحد من القلائل الذين يعرفون سريبرينيتشا جيدا دون تأليف كتاب.  

كان فخورا بعضويته في لجنة تحكيم جائزة (نينو تشاتيتش Nino Ćatić ) للصحفيين، التي سميت على اسم هذا الصحفي من سريبرينيتسا الذي أذاع نبأ سقوطها بالراديو، ثم هرب عبر الغابات ولم يجدوا له رفات حتى اليوم.

 من أعماله:

يعد صالح بركيتش، عميد الصحافة في البوسنة والهرسك الذي اشتهر بتغطيته لحرب 1992-1995. أبقى بركيتش الجمهور على اطلاع دائم على الأحداث في الخطوط الأمامية. ثم واصل تقاريره بعد الحرب عن معاناة البوشناق حتى أيامه الأخيرة. كان بركيتش معجبا للغاية بالصحافة الاستقصائية و الوثائقيات. قدم أكثر من 30 فيلما وثائقيا في حياته المهنية. ترجم بعضها إلى لغات غير البوسنوية. منها عشرة أفلام مترجمة إلى اللغة الإنجليزية. نذكر منها: "اثنا عشر عاما من كفاح فاتا أورلوفيتش" و "وصول فاتا إلى العدالة" و "الأم خديجة" و "نرمين" و "لقد قتلوا أيضا أطفالا لم يولدوا بعد" و "حورية أفنديتش" و "القلب" و "بلدي، سريبرينيتشا" و "من سيكون مسؤولا عن عيون سيد بيكريتش؟" و "مجزرة مدخل توزلا" و "صبي بيد رجل عجوز" و " مصباح يدوي في المقبرة".  

قدم نتاجه الفني لمراكز مثل مركز بوتوكاري التذكاري وأمهات سريبرينيتسا. و لبى دعوات المراكز في كافة أنحاء العالم المهتمة بالإبادة الجماعية للبوشناق(مسلمي البوسنة) بالحديث و عرض الصور و الفيديوهات. شارك في ندوات الترويج للكتب الصادرة عن الإبادة الجماعية في البوسنة و قدم الراحل أرشيفا لصور للمساجد المهدّمة أثناء العدوان على البوسنة والهرسك لمن يهتم بالأمر.  صّور حوالي 115 مقبرة جماعية.  وثّق لحادثة منجم  الفحم بالقرب من توزلا، عندما توفى 180 من عمال المنجم في أغسطس عام 1990. تنقّل في أنحاء العالم في مشاريع خاصة ليتابع أين استقرت بعض الجاليات البوسنوية في المهجر. انتقل زائرا مع بعثة طبية من توزلا إلى باكستان التي ضربها زلزال في 2005، و أعدّ تقاريره التليفزيونية و منها فيلم عن فتاة بعمرالعامين، بُتِرت ساقاها، ثم ساعد في جمع الأموال و توفير منحة تعليمية لمساعدتها. أجرى مقابلات مع ملوك ورؤساء دول ، وقدّم تقارير من العديد من الدول الأجنبية. و في السنوات الأخيرة، بدأ أيضا في النشر على قناته على يوتيوب.

من مبادئه وآرائه:

·       أهمية التوثيق و ذاكرة الحرب:

·       وكان بركيتش يدرك أن الكثيرين لا يقدرون أهمية هذه المشاريع و هذا التوثيق، و لا يساعدونه. لكنه يقر أنه عليه المثابرة، و عبور الطريق حتى نهايته، حتى لو بقى فيه وحيدا، فالناس ستقدر يوما قيمة و مغزى ما يفعله. يتألم للإنكار و يخشى نسيان ما حدث، فيسارع قبل وفاته بالعمل في مشروع و آخر. ليخلق حججا جديدة تصور بشكل لا يمكن دحضه ماضيا مؤلما. يتبرع للمعهد البوسنوي في يناير 2022 بفيض من نتاج تصويره و توثيقه المرئيث قبل أن تحين ساعة الرحيل. يرحل و هو راضٍ عمّا قدم، لكنه يحمّلنا جميعا أمانة استكمال ما فعل. فمن يحمل الأمانة؟

·       نشر الحقيقة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبت في سريبرنيتسا.

·       متابعة أحوال الضحايا بعد الحرب.

·       السعي نحو العدالة.

·       مجابهة إنكار الإبادة الجماعية.

·       الكتابة عن قصص الناس البسطاء.

·       أجمع الزملاء والأصدقاء على تواضعه و تفانيه في عمله.

من أقواله:

·       "الإذاعة هي حبي الأكبر في الصحافة".

·       "يجب على الصحفي أن يمس الجرح بقلمه، وأن يكون حيثما تكون أكثر الصعوبات".

·       " أكثر ما يؤلمني هو السؤال الذي لا يمكنني الإجابة عليه، هل ستكون هناك عدالة في البوسنة في أي وقت؟"1997. و يكرر نفس السؤال غير راض على مستوى العدالة التي حدثت و لا عن بعض مجرمي الحرب الطلقاء حتى عام 2023 رغم المحاكم و الكفاح منذ أنشئت المحكمة الدولية في بداية الحرب قبل ثلاثين عاما.

·       "إن جدار الصمت لا يزال يخفي مواقع المقابر الجماعية ، والعديد من مجرمي الحرب لم توجه لهم الاتهامات و لم يدانوا بعد ، وآباء الضحايا والشهود يموتون ."

·       "سريبرينيتشا بقعة مظلمة، ولن يغسل الجمهور العالمي دماءها عن خديها".

·       إن الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا عار على العالم بأسره وخاصة الجتمع الدولي، وأن شعب سريبرينيتشا ينتظر نهاية الحرب والإبادة الجماعية منذ 25 عاما."  

·       "لكي نكون واضحين ، لن يتم العثور على جميع الناس. ومع ذلك ، انتهى الأمر ببعض الجثث في الماء أو الوديان أو متضخمة في العشب والغابات."

·       "على تكرار مشاهدتي لها، إلا أن مشاهدة فتح المقابر الجماعية هي أصعب شيء أحمله بداخلي".

·       "سئمت من التقارير الجافة والقصص الفارغة عن التجمعات السياسية." "الحياة و الأخبار الصحفية تحدث على أرض الواقع، وخارج دائرة الضوء في الاستوديو، والموائد المستديرة... "

وفاته:

تُوفّي في 12 مايو2023. أُقيم الوداع الأخير و الجنازة لصالح بركيتش أمام المركز التذكاري في توزلا يوم الأحد 14 مايو 2023. أمّ المصلين مفتي توزلا (د/ وحيد فاضلوفيتش (Dr. Vahid ef. Fazlović . دُفن في مقبرة (سوليتوفيتشي (Suljetovići في توزلا.

قال المفتي فاضلوفيتش: "كان دائما في الناس ، مع الناس ، كان يحب الناس. لقد أحب مهمته ، وبعد ذلك سنشهد جميعا ، لقد أحب صليحة شعبنا في الوطن وفي الشتات على حد سواء في عصرنا. لقد كان شاهدا ومحاربا من أجل الحقيقة.".

قالت الصحفية المتقاعدة (ألماسة هادزيتش Almasa Hadzic ) في وداعه:"كانت تلك هي المرة الأولى التي أراه فيها يبكي. كثيرا ما وثّق استخراج الجثث من المقابر الجماعية. حاول صالح بركيتش مواساة أب منهار كانت رفات زوجته وطفلاه يخرجون من القبر و الدموع تنهمر على وجهه. فقال لي ححينها صالح بركيتش :(نحن صحفيون، لكننا لسنا مصنوعين من الخشب)" "أطل صالح على كل روح من سربرينيتشا. يبدو لي أنه لا توجد أم من سربرنيتشا لم يتحدث معها. لم تكن هناك أم لم يكن يعرف عدد الأطفال وأفراد الأسرة الذين فقدتهم". "لم يكن بحاجة إلى بوابة أو فيسبوك لمعرفة إلى أين يتجه. تم استدعاؤه من قبل الناس لأنهم وثقوا به. لسوء الحظ، جزء منا يغادر مع صالح، هذه الصحافة الجيدة تغادر عندما كان الصحفيون ووسائل الإعلام موضع ثقة".

 قال رئيس جمعية المعارف التقليدية (شاركو فويوفيتش Žarko (Vujović: "إنه لم يكن صحفيا فحسب ، بل كان أيضا إنسانيا ومرادفا لرجل بوسني وهرسك جيد. في مهنة الصحافة ،  سيكون من الصعب تعويض هذه الخسارة".

قال (دينو دورميك( Dino Durmić ، رئيس مركز FTV في توزلا: "لا يمكن مقارنة ألمنا وحزننا بألم أسرته. لكن غرف الأخبار ، منزل ثانٍ للصحفيين، فنظرنا إليه كفرد من عائلتنا. لم يتصرف كرئيس لكنه اكتسب احترامنا كإنسان.  صالح بركيتش صحفي عظيم، رجل أكبر".

قضى المصور (أنس موراتوفيتش (Enes Muratović جزءًا كبيرًا من حياته العملية معه: "سأتذكره كرجل عظيم ، وصديق ، وصديق ، كان دائمًا على استعداد للمساعدة ، ليس أنا فقط ولكن أي شخص آخر. لطالما استندت قصصه إلى حقيقة أن تركيزه كان على رجل ، رجل صغير مضطهد سواء من قبل النظام او بعض الناس وكل قصصه كانت مبنية على تلك الانسانية ". "من خلال الإبلاغ عن الأحداث التاريخية ، أصبح هو نفسه جزءًا من التاريخ.

قال (ألكسندر ماركوفيتش Aleksandar Marković) ، رئيس التحرير التليفزيون الفيدرالي:" كنت مفتونا بذكائه. لقد علمني كيف أفهم سريبرينيتشا ، وعلمني كيف أشعر وأحب سريبرينيتشا ، لكنني لم أسمع منه كلمة سيئة واحدة ، لم أسمع قط أنه شتم أحدا، أواتهم شخصا ما. كان يقوم بعمله فقط ويوثق ما حدث للأسف في هذه المنطقة."

يتذكر المصور السينمائي (سمير نيمارليا  Samir Neimarlija):"منذ أن فقدت والدي في وقت مبكر، كان صالح بمثابة الأب الثاني بالنسبة لي. بدأت العمل معه في عام 1995 ومررنا بالكثير"

 و قد رثاه عبر وسائل التواصل الاجتماعي الكثير ممن عمل معهم و تأثروا به.

 




رواية قناع بلون السماء تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2024

  رواية قناع بلون السماء تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2024 خندقجي (40 عامًا) من نابلس، واعتُقل في الثاني من نوفمبر 2004، وتعرض عقب...