Translate

Sunday, August 16, 2020

فاطمة.. " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ"

ما الذي اقترفته فاطمة، و من ذا الذي تزعجه مولودة بعمر الساعات حتى يقتلها؟

Fatima Hajrudin Muhić (1995-1995) 



كتبت د/ إيمان الطحاوي

في  12 يوليه 1995، أنجبت (هافا موهيتش) ابنتها في المقر الهولندي لقوة الأمم المتحدة للحماية (مصنع بطاريات قديم). أنجبتها بعد يوم من دخول القوات الصربية لبلدة (سربرنيتسا). 

الأحداث: قتل جنود صرب بعضا من مسلمي سربرنيتسا في محيط المقر الأممي. و منهم صبي ذبح و رأت أمه جثته مفصولة الرأس أثناء خروجها بالحافلة. لقد قامت قوات الأمم المتحدة بدورها المخزي بتسليم أهل البلدة رجالا و نساءا للقوات الصربية، طلبوا من قوات الصرب أن لا يقتلوا أحدا قريبا من المقر! و جاءتهم الأوامر بعدم الاحتكاك مع قوات الصرب. بعد ساعات، قتل الصرب زوجها و أخيها في نفس المجزرة مع أكثر من ثمانية ألاف رجل بمقابر أخرى جماعية.    

في أواخر عام 2011،  أدلى أعضاء الكتيبة الهولندية الأممية بشهادتهم بعد إنكارة لسنوات. اعترفوا بوجود مقبرة جماعية بمحيط المصنع القديم (المقر الأممي).  

 في 10 ديسمبر 2012، تم العثور على بقايا المولودة (فاطمة)، من بين خمسة ضحايا تم استخراجهم من المقبرة الجماعية بمحيط المصنع. كانت عظامها صغيرة و مختلطة ببعضها مع الآخرين. لم يكن من السهل تحديد لمن ينتمون.  فاطمة هي أصغر ضحية للإبادة الجماعية في سربرنيتسا. هناك ما لا يقل عن 8371 ضحية أخرى ، لكن فاطمة عاشت أقصر وقت خلال تلك الليلة العصيبة من يوليو 1995.

هناك رواية أخرى..حيث تلقي الأم باللوم في وفاة طفلتها على الاندفاع المحموم للبحث عن الأمان بين قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حين اجتاح الصرب البلدة. كان الأطباء الخمسة حينها مع الجرحى في ظروف عصيبة حيث غادروا بالمصابين. تقول الأم أن سيدة ساعدتها في الولادة في مجمع الأمم المتحدة. و لم يسمحوا لها برؤية مولودتها فور ولادتها. أخبرتها السيدة بعدها أن الفتاة ولدت ميتة، و ان حبلها السري كان ملفوفا حول رقبتها! لم يخبرها أحدهم أين جثتها، و لا أين دفنت! بعد نصف ساعة، كانت تنزف بعد الولادة، و كان عليها أن تشحن في الحافلات مع بقية النسوة المغادرات سربرنيتسا. انتهى الأمر!

في 11 يوليه 2013،  بعد أن توسلت الأم (هافا) أن يكون لابنتها اسم مكتوب على شاهد قبرها. أطلقوا عليها اسم (فاطمة). و إن لم يكن للطفلة نصيب من الحياة و لم يرحمها قاتلها، فليكن لها اسم بعد الممات. تم دفنها في المقبرة الجماعية مع 408 ضحية أخرى تم التعرف على رفاتهم بتقنية الحمض النووي في مشهد يتكرر كل عام. دفنت رفاتها في قبر صغير مغطى بالزهور بجوار قبر أبيها و قبور معظم رجال العائلة الذين قتلوا في ذات المجزرة.

في 11 يوليه 2020،... فاطمة ، اليوم عمرها 25 عاما، و كل عام ستكبر معنا..فاطمة عمرها بعمر مجزرة سربرينتسا. إنني أتخيل قاتلها الصربي الآن يكبر كل عام، و ينعم بحياته. و أراه مع بقية مجرمي المجزرة، و قد أطلق سراحهم بعد تمضية بضعة سنوات. و ربما لم يحاكم بالأساس! فالقصاص الدنيوي ليس عادلا تماما..من سيحاسب كل الجنود واحدا تلو الآخر؟ و بأي دليل؟ إن كثير من قادة الحرب المحرضين على المجازر لم يحصلوا على سجن مدى الحياة و بعضهم خرج بعد انتهاء محكوميته منذ سنوات!  فما بالنا بصغار الجنود؟

من بين ألاف من مجرمي حرب البوسنة، هنالك شخص واحد أتعجب منه.. هذا الذي قتل أو تسبب في وفاة رضيعة بعمر الساعات. و ذاك الذي ذبح ذبحا طفلا بعمر الست سنوات أمام أعين القوات الأممية في 12 يوليه 1995..و آخر قتل كهلا مسلما يناهز السبعين في نفس توقيت المجزرة!   

أسائلهم: (بأي ذنب قتلتموهم؟ بأي ضمير فعلتم فعلتكم تلك؟ بأي عقل كنتم تتصرفون؟) 

المراجع:

https://www.danas.rs/dijalog/licni-stavovi/oprosti-nam-fatima/

https://prishtinainsight.com/forgive-us-fatima/

https://www.sarajevotimes.com/youngest-victim-bothered-two-day-old-fatima/

https://www.findagrave.com/memorial/113676834/fatima-muhic

Daughter of Hajrudin & Hava Muhic

Born & died at the United Nations compound in Potocari, Srebrenica

http://srebrenica-genocide.blogspot.com/2012/12/testimony-i-saw-headless-body-of-my-son.html

https://www.flickr.com/photos/bosnjaci/9409557941

AFP PHOTO / ELVIS BARUKCIC (Photo credit should read ELVIS BARUKCIC/AFP via Getty Images)


No comments:

To shoot an Elephant!