Translate

Showing posts with label حريات. Show all posts
Showing posts with label حريات. Show all posts

Friday, February 19, 2021

عن رحيل طبيب القلب الانسان..

 كتبت د/ إيمان الطحاوي

منذ أيام، رحل عن عالمنا طبيب القلب الشهير (برنارد لاون) عن عمر يناهز 99 عاماً. في عام 1962، اخترع "لاون" جهاز تنظيم ضربات القلب، وهو جهاز يستخدم الصدمة الكهربائية لإعادة القلب إلى نظامه الطبيعي. كما كان من أول الأطباء الذين أكدوا على أهمية الحمية الغذائية و التمرينات الرياضية في علاج أمراض القلب. 

Bernard Lown
Dr Bernard Lawn 1921-2021

أما على الجانب الانساني، فقد بدأ اهتمامه بمسألة الحرب النووية منذ عام 1959 حين كان يستمع في إنجلترا لمحاضرة عن خطر الصراع النووي. كان يلقيها السير/ فيليب نويل بيكر - و كان للتو حاصلا على جائزة نوبل للسلام أيضا. بعدها، اجتمع الدكتور لاون بثمانية أطباء، لتنشأ بينهم مجموعة تسمى (أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية). يمر الوقت، و يؤسس مع زملائه (رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية). و التي بلغ عدد أعضائها 135 ألفا من 41 دولة، منها روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية. كان هدفها وقف تجارب الأسلحة النووية و التوعية بآثارها المدمرة.  لهذا استحقت الرابطة جائزة نوبل للسلام في عام 1985. 

 و أترككم مع ترجمتي المختصرة لكلمته أثناء تلقيه هذه الجائزة.

"الأمل بدون عمل هو أمر ميؤوس منه. "

نحن الأطباء نحتج على احتجازالعالم كله كرهينة. نحتج على الزيادة المستمرة في المبالغة في القتل.  نحتج على توسع سباق التسلح إلى الفضاء. الحوار بدون أفعال يقرّب الكارثة أكثر من أي وقت مضى..نحن الأطباء نطالب بأفعال لتنفيذ المزيد من الأعمال التي ستؤدي إلى إلغاء جميع الأسلحة النووية.

السيدات والسادة الزملاء الأعزاء،

أوفياء لقسم أبقراط ، لا يمكننا أن نصمت ونحن نعلم ما يمكن أن يجلبه وباء - الحرب النووية -  للبشرية. يرن جرس هيروشيما في قلوبنا، ليس كجرس جنازة ولكن كجرس إنذار، يدعو إلى اتخاذ إجراءات لحماية الحياة على كوكبنا. لقد حذرنا الشعوب والحكومات من أن الطب سيكون عاجزًا عن تقديم الحد الأدنى من الإغاثة لمئات الملايين من ضحايا الحرب النووية.

لنتذكر كلمات المؤلف الفرنسي الرائع أنطوان دو سانت -إكسوبيري الذي قال: "لماذا نكره بعضنا البعض؟ نحن جميعًا في أمر واحد و في زمن واحد ، نتشارك نفس الكوكب ، نحن طاقم من نفس السفينة. إنه لأمر جيد أن يولد الخلاف بين الحضارات المختلفة شيئًا جديدًا وناضجًا. ولكنه أمر شنيع عندما يلتهمون بعضهم البعض ".

إن المواجهة هي طريق الحرب والدمار ونهاية الحضارة. حتى اليوم ، تحرم شعوب العالم من مئات الملايين من الدولارات التي هي في أمس الحاجة إليها لحل المشكلات الاجتماعية ومكافحة الجوع والأمراض. 

بينما التعاون هو الطريق إلى زيادة رفاهية الشعوب وازدهار الحياة. يعرف الطب العديد من الأمثلة عندما ساهمت الجهود المشتركة للدول والعلماء في مكافحة الأمراض مثل الجدري.

لم تكن السنوات الخمس التي أمضاها أطباء دوليون لمنع الحرب النووية كلها ورودًا. كان علينا أن نتعامل مع انعدام الثقة والتشكيك واللامبالاة والعداء أحيانًا. تطلعاتنا واضحة: فمنذ الأزل، كان الطبيب -ولا يزال- هو الشخص الذي يكرس حياته لسعادة إخوانه من بني البشر. 

إن منح جائزة نوبل لحركتنا ينشط جميع القوى الداعية إلى القضاء على الأسلحة النووية من الأرض.

في هذه اللحظة أتذكر البرقية التي تلقيتها وقت انعقاد أول مؤتمر لنا من امرأة عادية في بروكلين. كانت قصيرة: "شكرا نيابة عن الأطفال".

بصفتنا بالغين ، نحن ملزمون بتجنب تحول الأرض من كوكب مزدهر إلى كومة من ركام. واجبنا تسليمها لخلفائنا في حالة أفضل مما ورثناها. لذلك ، ليس من أجل الشهرة، ولكن من أجل السعادة ومستقبل جميع الأمهات والأطفال ، عملنا - نحن الأطباء الدوليون لمنع الحرب النووية -، ونعمل الآن، وسنظل نعمل...

نمتليء أنا و دكتور تشازوف -طبيب قلب روسي مؤسس-  مشاعر عميقة من الامتنان والتواضع والفخر لأننا نقبل هذه الجائزة المرموقة نيابة عن الرابطة. كلانا طبيب قلب، وعادة ما نتحدث عن القلب. إذا أردنا أن ننجح في هدفنا المتمثل في تخليص الترسانات العسكرية من أدوات الإبادة الجماعية ، فنحن بحاجة إلى القوة التنشيطية (غير العادية) التي تأتي عندما يتحد العقل والقلب لخدمة البشرية.

نحن الأطباء الذين يرعون الحياة البشرية من الولادة إلى الموت، لدينا واجب أخلاقي لمقاومة  الانجراف نحو الهاوية. يجب علينا التحدث نيابة عن السكان المهددين على هذا الكوكب الهش. 

#Science #Peace #UNESCO  #CARDIOLOGY 

Sunday, September 06, 2015

بين قتيل حلبجة، وغريق كوباني.. صغار قتلهم ظلم الأشرار، وصمت الأخيار

كتبت د/إيمان الطحاوي

بين قتيل حلبجة (العراق) وغريق كوباني (سوريا).. صغار قتلهم ظلم الأشرار وصمت الأخيار

كان الجد يحتضن حفيده لعله يحميه من زخات الغاز السام التي تتساقط على مدينة (حلبجة.. ھەڵەبجە).. وحين خارت قواه سقط محتضنا حفيده...لا أحد يعلم من مات أولا؛ الصغير أم الجد؟ ولم ظل الجد يحمي جثته؟ ربما ليستطيع دفنه إن نجا من الموت. ولا أحد يعلم ما الذي فعله تحديدا هذا الصغير وهذا العجوز (عمر خاور) ليصب عليهم الحاكم (صدام حسين) غضبه في صورة قصف بالأسلحة الكيماوية على مدينة حلبجة شمال العراق ربيع عام 1988...


صورة رمزية في متحف حلبجة للعجوز و حفيده
صورة رمزية في متحف حلبجة تجسيدا لبعض القتلى


(عندما كنت اقترب، كنت أرى الضحايا في وضع يشير إلى أنهم كانوا يحمون شخصا آخر، رضيعا أو طفلا أو زوجة، لكن الجميع فارقوا الحياة. وتوفى شيخ كبير وهو يقطع كسرة خبز، وكان آخر مبتسما وبدا أنه توفى أثناء ابتسامته...آخرون ماتوا ببطء وهم يعانون ألما شديدا. لقى الجميع حتفهم في غضون ثوان..) – جون سيمبسون محرر الشؤون العالمية عن مجزرة حلبجة لبي بي سي BBC


صورة هنا وهناك: احتاج الأمر في حلبجة 1988 إلى نحو 28 صحفيا قاما أولهم بتصوير آثار المجزرة بعد 40 ساعة...في حين لم يسمح للمصورين أن يتلقطوا الصور وأن يدخلوا (صبرا وشاتيلا) في 1982 إلا بعد عدة أيام حيث بدأت الجثث في التحلل..بينما في يوم 3 سبتمبر من العام 2015، كانت المصورة التركية (يلوفير دمير) تنظر إلى جثة الطفل (إيلان عبد الله شنو كردي) مبهوتة حين تراءت أمامها على رمال شاطئ مدينة (بودروم) السياحية جنوب غرب تركيا حيث توفى قبلها بيومين غرقا مع أخيه الأكبر وأمه. وقالت: لم يكن أمامي إلا أن أمسك (الكاميرا) والتقط الصورة. هكذا فعلت المصورة بضغطة زر، حركت فينا كل هذه المشاعر..   




لا فرق بين المجزرتين من حيث أركان المجزرة. قاتل ومسرح جريمة ومستضعفين. قديما، كنا نرى صورا أو مشاهد ضوئية لآثار ما بعد ايام من المجزرة حسبما تسمح الظروف. أما اليوم، فالتصوير صار مباشرا للمجازر وحصريا في بعض الأحيان. وربما يستبق إعلام القاتل أحداث ومسرح مجزرته ويصورها ثم يسندها لغيره مثلما يفعل نظام الأسد. الفرق بين مجزرة وأخرى ليس عدد الضحايا ولا وحشية القتل. لكنه ردة فعل هذا العالم. اعتدنا مؤخرا مشاهدة المآسي تتكرر يوميا دون أن تطرف لنا عين. تجلدت الأحاسيس. لهذا، اتساءل: هل تأثرنا حقا بصورة هذا الطفل (إيلان)؟ رغم ادعاء الجميع بأنهم بهتوا لصورة جثة الطفل المسجاة على شاطئ قد قذفها موج بحر (إيجه).. في حين علقت ضيفة على قناة العبرية (العربية) مبتسمة أن الصورة نظيفة من الناحية التصويرية التقنية! (كانت باردة وتتبسم في حين المذيعة متجهمة على غير عادة مذيعات العربية وربما ودت لو قالت للضيفة احترمي مشهد الموت قليلا وكفي عن الابتسام المصطنع. أو هكذا قرأت المشهد). 
(كأن الحياة تجمدت، أو توقفت تماما. مثل أن تشاهد فيلما وفجأة توقف الصورة في إطار واحد. كان نوعا جديدا من الموت بالنسبة لي، تخيل أن تذهب إلى مطبخ ما وترى جثة امرأة تحمل سكينا حيت كانت تقطع جزرة. (..) وما حصل عقب الهجوم كان أسوأ. بعض من الناجين استمروا بالقدوم لنقلهم من مكان الهجوم بالمروحية. كان لدينا 15 أو 16 طفلا جميلا توسلوا لنا كي ننقلهم إلى المستشفى. لذا جلسنا كلنا مع كل الصحفيين، وكل منا يحمل طفلا في يده. ما أن أقلعنا حتى بدأ سائل بالخروج من فم الفتاة الصغيرة التي كانت في ذراعي ولفظت أنفاسها الأخيرة وماتت.)  - كاوه جولستان مصور إيراني لفاينانشال تايمز عما رآه في حلبجة 1988.


لقد بهتنا لأن هذا الموت بعيد عنا ليس كموت الآلاف تحت البراميل والرصاص والمدفعية الثقيلة. موت غير مشهود لنا. فلم يشهده إلا من نجا منه في هذا القارب الذي ضم (12) لاجئا. ربما سمح القدر للأم المكلومة (ريحانة) أن تشاهد مع زوجها (شنو كردي) اثنين من أبنائهم يموتون ثم تحلق بهم. فيظل الأب أسير هذا المشهد لا يستطيع دفنه و هو يدفن ثلاثتهم في مقبرة أسرته في (كوباني). ونظل أسرى لمشهد الطفل المفاجئ يشي بموت بعيد عنا. لكن الموت قريب جدا ونحن لا نعلم. 



  الصور لم تعد تحرك الثورات. لكنها صارت للاستهلاك واستجلاب التعاطف وقليلا ما تؤثر على الرأي العام الفعال... انظر صورة الجثة التي تكاد أن تنقسم على سور في مجزرة سوق سراييفو قبل نهاية الحرب في التسعينيات. كانت ذريعة مقبولة لتحث الجميع على الانصياع لاتفاقية دايتون (نهاية 1995) وتدخل أمريكي (فعال). رغم أنه سبقها عشرات المجازر الأكبر عددا...ولن أقول الأكثر فظاعة، فعندي مقتل واحد أمر فظيع كمقتل المئات أيضا. إن توظيف الصور بطريقة ممنهجة لهو عمل إعلامي بامتياز كقوة مخملية..



قبل هذا الحادث بيومين، كانت هناك صور أخرى لأطفال آخرين لقوا حتفهم في البحر لكنها لم تلق هذا الرواج. كانوا أكبر سنا وكانت صورهم أكثر وضوحا لما حدث لهم في البحر.. هذه بعض الصور التي لم تنتشر، رحمهم الله جميعا. 

 كأنه ابني أو ابنك، كفى رعبا. تألمت وأنا أتخيل أن يكون هذا ابني وهذا مصيره. تخيلت اللحظات التي بدأ فيها قارب الموت في الغرق وكيف حاول الأب أو الأم أن ينقذ الصغير (إيلان) أو أخيه الأكبر ثم ينتهي المشهد بأن يفقد الأب ثلاثتهم بعد أن هرب قائد الزورق الصغير إلى البر. . هل كان عليه أن يختار وسيلة أكثر أمنا وماذا فعلت لهم سترات النجاة إن وجدت؟ لقد جمع مثل غيره نحو (2000 دولارا) كما قيل ليهرب. هناك الكثير ممن لم يجمع هذا المبلغ ليستطيع الهروب من الموت المحدق عبر براميل الموت في سوريا إلى موت آخر محتمل في قوارب اللجوء فقد ينجو أو يموت فيه.... تذكرت مأساة غرقى عبارة السلام. يمر الآن أما عيني مشهد مماثل لها تماما...الناس غرقى يصارعون الموت بينما مبارك وزوجه وولديه يلهون ويشاهدون مباريات كرة القدم وفي تلك الأيام، يصمت الشعب وربما يلهو معهم...على الجانب الآخر بفارق زمني تعدى العشر سنوات، يجلس بشار الأسد ووزوجه أسماء الأخرس وابناءهم (الثلاثة) في أمن ومرح وربما يتحدثون عن خطة المأفون (الأسد) في القضاء على الإرهابيين، بينما قلة /جزء من نفس الشعب يبارك أيضا هذه الحرب على بني جلدته ولا تؤثر فيه مشاهد المجازر ولا النقاش ليعود للحق. سؤال عابر: أو لم تشاهد أسماء الأخرس ومعها هذا الشعب أي من صور الأطفال القتلى بسلاح بشار الأسد؟

The child, identified as three-year-old Aylan Kurdi, is believed to be one of 12 Syrians who died when their boats sank trying to reach Greece.
 (AFP PHOTO / DOGAN NEWS AGENCY)

لا يشعر بنا إلا الإنسان المجرد..  رغم أن الإنسانية تتجلى في ديننا وعروبتنا لكن يؤسفني أن أقول ليسوا جميعا يتحلون بجوهر الدين أو العروبة، فلا تتوسموا كثيرا في بني جلدتكم. لا تظنوا أن الغرب سيدعمكم جميعه. لا تصدقوهم جميعا: حينها كانت أمريكا وإنجلترا لا تزال تدعم صدام حسين مادامت حربه مع إيران لكنها انقلبت على صديق الأمس حين تغول غربا. حينها صمتت أمريكا ولم تفتح الملف جديا إلا بعد نحو عقدين من الزمان. لا تنخدعوا بما تفعله أمريكا وتحالفها ضد بشار الأسد وداعش. فهم لا يعنيهم آلاف المهجرين والقتلى والمصابين. لا يهمهم إلا مصلحتهم. ومن باب استغلال الوقت حتى يتمكنوا من التحكم في الوضع بصورة أفضل، ومن باب تجميل صورتهم، فإنهم يتباكون وربما يستصرخون العالم بصورة ممنهجة دعما للاجئي سوريا رغم أن سياستهم هي التي حولت الدفة لهذا الوضع المأساوي على مر سنوات. (لا حظ ان أزمة قوارب وسفن الموت ليست وليدة اليوم، والاهتمام بها يظهر بصورة مقننة على دفعات).






لسنا مذنبين، لكننا مشاركين في المسؤولية:ولناا في كل صورة قصة تخصني وتخصك عزيزي القارئ،.. كل صوة تحكي لنا كيف خذلناهم ونحن أمة المليار. وكيف استكنا لحكامنا بدعوى أننا مستضعفين. وكيف شاركناهم إثم الصمت على المجازر اللهم إلا وقد استرضينا ضميرنا بعبارات الشجب وعبرات التباكي. أما اليوم فصور الظلم نراها عيانا بيانا حال وقوعها. وننشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني بسرعة فائقة. ثم ماذا نحن فاعلون؟ إن أردتم فشاركوني من باب (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا).. لماذا لا نضغط على حكوماتنا بكل السبل لنستقبل أعدادا أكثر من اللاجئين؟ هل تعلم أعداد اللاجئين السوريين وتوزيعهم في بلدك؟ هل تعلم كم الدعم الذي تقدمه ميزانية دولتك أو الجهات غير الحكومية لهم؟ إن هناك ميثاق لتشغيل هؤلاء اللاجئين يجب أن تلتزم به الحكومات وعليها أن تنسق (جيدا) مع المفوضيات لتسجيل اللاجئين وتحسين ظروف معيشتهم وعليك أن تراقب هذا. نعم أنت رقيب على حكومتك أو من يمثلك. فإن لم يفعل؛ فيجب أن يكون لك صوت. ربما يكون هذا الحديث ضرب من (الفانتازيا) حين أوجهه لعالمنا العربي الذي يئن تحت ظلم الاستبداد لكن المحاولة الجادة المنظمة لن تكلفنا حياتنا لمجرد أننا نكتب أو نتظاهر مثلا من أجل اللاجئين لتتحرك الحكومات بصورة أفضل...لسنا مذنبين، لكننا مشاركين في المسؤولية..و هذا هو الخيط الرفيع الفاصل بين جلد الذات المبالغ فيه وتأنيب الضمير الفعال...لا يجب أن نكتفي بأن نقول (وقد حدث بالفعل) إن دولتنا من أكبر المتبرعين أو المستقبلين اللاجئين مستكفيين بهذا الدور الهزيل. فما يقدم هو بسيط جدا أمام ما يجب أن يتلقاه اللاجئون والدليل هو المأساة التي تضطرهم للجوء إلى الغرب بدلا من اللجوء إلى الشرق بهذه الأعداد راكبين قوارب الموت. وما خفي كان أعظم من أعداد من يستطيعون الهروب من الموت. وآلمني مقال روبرت فيسك الأخير حيث قرأته وأنا أعد هذه المقالة وكأنه يلومننا بطريقة مهينة. 
  
معلومة هامة: ألاف الإعجابات (اللايكات) لا تحضر لهم بطانية في الشتاء ولا توفر لهم خيمة تقيم المطر أو حر الصيف في الأماكن التي ينزحون إليها. كونوا عمليين لا فيسبوكيين. ابحثوا عن الجهات الجادة والآمنة للدعم الفعلي. لم لا تشاركوهم بوقتكم وتعملوا أيضا معهم.  

عمليا، نعود ونتساءل: لماذا قضيت هذا الصيف في أوروبا أو ماليزيا أو في غيرهما بتكاليف باهظة؟ لماذا لا تتخلى عن الترف الذي طفا على السطح في عالمنا العربي والإسلامي وتقضي أجازتك في بلدك وتتبرع بما فاض عن حاجتك لأجل اللاجئين. . عفوالأجل إنسانيتك وحقهم عليك. فلنكن أكثر عملية، ولنبحث في بنود حياتنا اليومية عن كل ترف ونتركه لمن يستحقه.. لن أقول عيشوا حياة الكفاف لكن الحد المعقول والكريم. ونعلم أن لكل معوز حقا فيما يتنعم به آخرون حد التخمة وأننا صرنا (مترفين) وسيأتي يوم علينا. فلا أحد يعلم متى تدور دائرة البلاء عليه من حيث لا يتوقع. ربما يرسل الله لنا (تسونامي) سياسي أو أي كارثة كونية فلا أحد آمن. فلنكن أكثر جدية ومصارحة، إننا ننظر لما نعطيه طوعا كأننا نحسن به على غيرنا باعتباره (صدقة) وليس (حقا).. بينما يقول ربنا (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) سورة المعارج...ولنكن أكثر وضوحا لنصل للنقطة الفاصلة، وهي أن كثير منا لا يهتم إلا بأمر ابناءنا وأهلينا ولو كان جار لنا في محنة فلن نشعر به. وإن كان هذا الجار من غير جنسيتنا أو ديننا أو قومتينا (إن صح التعبير) كأن يكون أزيديا أو كرديا مثلا فلن يهتم به كثيرا. لا تنسوا أن نفس القوارب التي عبرت البحر لأوروبا تحمل مهاجرين أفغان وغيرهم الكثير من جنسيات مختلفة لكن معظمهم /جلهم من السوريين. ارتفع عدد اللاجئين المشردين رغم أن ديننا وعروبتنا يحملانا على الانسانية ويرتقيان بنا إلى مكارم أخلاق الانسانية دون تفرقة. كثير لم يلاحظ أن الطفل (إيلان) كردي سوري وكثير من المهووسين ب (الدولة الإسلامية) أو المعادين (للكرد) لم يلتفت لهذا إلا بعد أن عرف اسم وهوية الطفل...فتعاطفوا بدءا، ثم صمتوا. نعم، من قتل هذا الطفل هذه المرة ليس فقط (بشار الأسد) ونظامه لكنه (أبو بكر البغدادي) وتنظيمه. أنت أيها القارئ بتهليلك لأيهما شاركت في قتله. لك الحق أن تختلف مع توجهات الكرد السياسية والحزبية (فهم أيضا يختلفون مع أنفسهم)، لكن اتفق مع انسانيتك وضميرك قبل كل شيء.


 حكومات و أنظمة مسؤولة : تفاوتت سياسات الحكومات تجاه اللاجئين..وصل الوضع إلى مساواتهم في المعاملات (الطبية و الطواريء على سبيل المثال) كالمواطنيين..و بعض الحكومات أوصلت أوضاع اللاجئين لمواطنين درجة أخيرة..و الحمد لله أنها اعتبترتهم مواطنين بشرا لا حيوانات..راجع سياسة حكومات دول الجوار بخصوص اللاجئين الفلسطينيين على مر العقود، لأنها قد تتكرر مع السوريين لسنوات لا يعلمها إلا الله.

 ((إنني سألتك ماذا تنوي أن تفعل بأمر اللاجئين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم آمنوا يوما بتدجيل قادة العرب. لقد أجبتني أن الحكومة ستهتم بأمرهم. فماذا كان هذا الاهتمام؟إ ن اللاجئين يا سيدي لم يأتوا غرباء عندما نزلت ضربة القضاء بهم، ونحنمسؤولون مع الحكومات العربية الأخر عن النكبة التي حلت بهم..)). هذا ليس استجوابا من نائب عربي تجاه أزمة اللاجئين السوريين في 2015...كان هذا في شتاء العام 1951 حين تحدث النائب إميل البستاني، بالتزام إنساني وعربي، مخاطبا رئيس الحكومة اللبنانية عن اللاجئين الفلسطينيين: (13 ديسمبر 1951).


أدبيات الدعاية لأجل الدعم المادي لمفوضية اللاجئين.. (هل تستطيع أن تغلق الباب في وجه أينشتاين. أن تقول (لا) أستطيع أن استقبلك)؟ هكذا خاطبت المفوضية وغيرها من الجهات الأممية والعالمية قلوب وعقول المتبرعين لتوصل لهم أهمية التبرع للاجئين فيتبرعوا منذ سنوات.. حيث إن آينشتاين اليهودي الفار من نازية (أوروبا) كان لاجئا ودرس وعمل في غير بلده الأصل وخدم البشرية. الآن، انقلبت الصورة، حيث تتم هجرات أخرى من العالم الثالث والشرق الأوسط نحو أوروبا. لكن كيف استقبلتهم أوروبا؟ يكفي ما فعلته حكومة المجر لتبرهن لنا عن عنصرية أوروبا و عنجهيتها وأنهم يسوقون إعلاميا لما لا يفعلونه. تركت أوروبا وأمريكا المأساة تتفاقم لصالح بشار الأسد الذي يريد أن يحكم ولو ترابا وجماجم، فتحولت الثورة إلى حرب لا أحد يعلم من سينتصر إن كان هناك من ينتصر في الحروب حقا.  وللأمانة، كانت تصرفات بعض الأوروبيين أرقى من حكوماتهم حين أمدوا اللاجئين بما يستطيعون من طعام لأيام حيث سكنوا الأرض أياما قبيل ترحيلهم من بلد لآخر بالمئات في قطارات مزدحمة ريثما تقرر الحكومات حلا يرضي عنجهية كل دول الاتحاد الأوروبي ولا يؤثر عليها. وعلى وقع التأثير الوقتي المحمود، تبرعت بعض الأندية والمشاهير لهم.  



أيها العنصريون، لقد تعاطفتم مع كردي! هذه الرسالة أرسلناها لزميل طبيب من مهاويس (الدولة الإسلامية) نظريا فقط على فيسبوك وبالصدفة هو لا يعرف عن الكرد إلا أنهم أناس علمانيون يجندون نساءهم للحرب.. فقلت له من فترة وماذا تقول عن السيدة صفية ورفيدة بنت الحارث و غيرهن؟ صمت ولا يجيب. الآن أسأله لماذا تعاطفت مع الطفل الكردي الذي تقتله دولتك الإسلامية (داعش)؟ لا يجيب.. لن أضيف الكثير. فقط أريد أن أقول له أنت عنصري، ولا تمثل الإسلام في شيء. عد إلى تسامح ديننا الإسلام هداكم الله وإيانا. 

وأخيرا، أنا اكتب لأفعل لا لأبكي. أريد ترجمة عملية لهذا المقال. وأريد ترجمة لغوية إلى الكردية وربما لغات أخرى، أما الإنجليزية فأنا كفيلة بها إن سمح الوقت. 
                                                                          5 سبتمبر 2015 
__________

أرقام ومراجع:
UNHCR  : بلغ عدد المشردين من قراهم ومدنهم جراء الحرب، 7.2 مليون لاجئ. ووفقاً لأرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فقد اقترب عدد اللاجئين السوريين في تركيا من مليوني لاجئ، حيث بلغ عددهم حالياً 1938999 لاجيء. أما في لبنان، فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين 1113941 لاجئاً، في حين بلغ عددهم في الأردن 629245 لاجئاً، أما في العراق فقد وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 249463 لاجئاً. عدد السوريين الذين توجهوا إلى مصر بلغ 132375 لاجئاً، في حين توجه 24055 لاجئاً سورياً إلى باقي دول شمال إفريقيا.
 

Friday, September 10, 2010

حرب بلا شرف

Published on
10/09/2010 20:21

ماذا يحدث لو تركنا أفغانستان؟ هذا هو عنوان مجلة التايم الأمريكية. و أنا أكمل السؤال باحثة عن إجابة: ماذا يحدث لو تركتم أفغانستان و العراق؟


العنوان و الصورة لامرأة قطعت أذنها و أنفها لانها عصت زوجها. تم ذلك كما ادعي على يد متشددين في أفغانستان، فآوت لهيئة تابعة للقوات الأمريكية. القصة و الصورة كانا مسارا للجدل على مدى أسابيع و في أماكن عدة على الانترنت حيث نشرت يوم 29 يوليو 2010. ففي تعليق أظهر أن الصورة بمثابة موديل تم العبث بصورتها ببرنامج الفوتو شوب لأجل استدرار العطف السياسي الذي توافق مع السؤال ماذا يحدث لو خرجنا من افغانستان؟ كأنه يبرر وجودهم العسكري هناك لأهداف اجتماعية و حماية النساء! هناك من اقترح وضع صور أخرى ليعرفوا الحقيقة كاملة و اقترح سؤالا ماذا يحدث أيضا لو تركنا أفغانستان؟ و اقترح صورا مقربة لجندي أمريكي مقتول أو جريج أو مدني أفغاني مقتول بهجمات الناتو أو جندي أفغاني يتلقى رشوة في أفغانستان من طالبان. هناك من رفض الصورة المفزعة و التي استخدمت لأجل الإقبال و البيع بينما ذكرهم البعض بأصول و قواعد التصوير و الكتابة الصحفية الشريفة. هناك بالطبع من اندمج في القصة و تأثر بها و صب لومه و غضبه على طالبان و ربما دعا لأمريكا أن ينصرها الرب.
لا تنسوا طبعا أن هذه الصورة يقابلها صور أخرى يجب نشرها في الأعداد القادمة لجنود لا يعرفون الشرف و ذهبوا للعراق و أفغانستان للقتل بغرض التسلية و المتعة تصوير الجثث المحترقة و أخذ أعضاء بشرية كتذكار من المدنيين المقتولين و تعاطي الحشيش! نعم....

لندن - 'القدس العربي': يواجه 12 جنديا امريكيا المحاكمة على خلفية تشكيل فرقة اغتيالات 'سرية' هدفها قتل الافغان وجمع اجزاء من اجسادهم (اصابعهم) كتذكارات.
ويقوم الفريق بالتعامل مع قتل المدنيين الافغان كهواية رياضية حيث تم توجيه اتهامات لخمسة جنود بقتل ثلاثة مدنيين افغان بهذه الطريقة، فيما وجهت اتهامات لسبعة جنود اخرين قاموا بالتغطية على الجنود المتهمين، اضافة الى انتهاكات اخرى منها تناول المخدرات المسروقة من المدنيين اثناء الخدمة.
وتكشف تقارير المحققين عن ان النقاش حول قتل المدنيين والتباهي به بدأ عندما وصل الرقيب كالفين غيبس لقاعدة العمليات المتقدمة 'رامورد' في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فيما اخبر جنود اخرون المحققين ان غيبس بدأ يتباهى بممارساته السابقة اثناء خدمته في العراق، ومنها كيف انه من السهل رمي قنبلة متفجرة على شخص وقتله حالا. وبعد ذلك يقول المحققون ان غيبس قام باعداد خطة مع جندي اخر اسمه جيرمي مورلوك وعدد اخر من الجنود من اجل انشاء فرقة القتل. وقتل الفريق اثناء قيامه بدوريات ثلاثة مدنيين افغان. وبحسب لائحة الاتهام الموجهة لهم كان اول هدف للفريق رجلا افغانيا اسمه غول مودين الذي قتل عندما رميت عليه قطعة متفجرة مع اطلاق النار عليه من بندقية.


وبحسب صحيفة الجيش 'ارمي تايمز' فقد قام احد الجنود بجمع اصابع الضحايا كتذكارات، فيما قام اخرون بأخذ صور تذكارية الى جانب الجثــــث، تماما كما فعل جنود اثناء نشرهم في العراق حيث قاموا بأخذ صور لزملائهم الى جانب جثث المدنيين العراقيين المحترقة ووضعوها على صفحات الانترنت. وبحسب اللائحة فقد تم توجيه اتهامات بالقتل والقيام باعتداءات خطيرة الى خمسة من الجنود، وفي حالة ثبوت التهم عليهم فانهم يواجهون الاعدام او الحبس مدى الحياة.
وكشف عن ممارسات الفريق السري عندما اخبر جندي تعرض لاعتداء قادته ان جنودا في وحدته يقومون بتدخين الحشيش. وبعد يومين تعرض لاعتداء من كل من غيبس ومورلوك اللذين طالباه بان لا يتحدث. وبعد عملية اعتقال الخمسة في حزيران (يونيو) تم اعتقال سبعة اخرين وجهت لهم اتهامات بمعرفة القتل وممارسات الفريق ولكنهم سكتوا عليها
.




نعود لسؤال المجلة: ماذا يحدث لو تركنا أفغانستان؟
 ماما أمريكا دخلت أفغانستان بغير إرادة شعبه بقصف و هجوم، فهل هذا هو الدخول الطبيعي؟ اعتقد أن هذا الدخول أو التدخل جعل الخروج عسيرا و صعبا. حقيقة إنكم لا تعرفون لماذا دخلتم و الآن لا تعرفون كيف ستخرجون. لأن الوضع ازداد تفاقما. لهذا يجب أن يكون السؤال: بأي وجه و بأي طريقة نستطيع الخروج من أفغانستان؟ أليس هذا ما يدور في العقول بدلا من التفضل بمذا يحدث لو تركنا أفغانستان؟ أليس كذلك ماما أمريكا؟
أحاول أن أجيب عن السؤال. لو لم تذهب ماما  أمريكا لأفغانستان و لو تركتها لما قتل كل هؤلاء المواطنون الأبرياء قصدا أو خطئا بالضربات المتتالية على المدن مع المقاتلين. لا شيء أكثر من هذا نستطيع قوله. لم يتغير الحال كثيرا من الناحية الإجتماعية و السياسية بالنسبة للشعب الأفغاني في 9 سنوات. و ما تفعله طالبان و المتشددون من تجاوزات ليس طبعا نوع من العناد في الأمريكان أو المواطنين الذين يحبونهم مثلا. بكم و بدونكم كانت تحدث التجاوزات قبل الغزو الامريكي لافغانستان. فهل تهللون لاجل بضع نساء انقذتموهم مقابل الاف قتلتوا بالف يد. هل تهلل القوة العظمى الاولى في العالم لمجرد انهم انقذوا امرأة واحدة في الوقت الذي تقتل فيه مئات من النساء؟ إن ما تفعله الحركات المتشددة ليس في الدين من شيء. و هذا أمر مفروغ منه. إنهم يطبقون شرعهم و رؤيتهم الخاصة لتطبيق الدين. لكن لم يعلنوا مثلا أن جدع الأنف من الدين في شيء. و على النقيض قالت ماما امريكا إن قتل المدنيين من طرق التحرير المشروعة لأنه لا حرب بلا خسائر.
لو عرفتم كيف تخرجون من أفغانستان لظل الحال على ما هو عليه اجتماعيا و لوفرتم قتل الابرياء من المدنيين و المقاتلين من الناتو و الافغان. هذا هو الذي سيحدث لو تركتم أفغانستان. تخطيء امريكا عندما تظن أن التغيير يتم بالقنابل. إن هناك طرق أخرى للتغير غير الحرب. كون أمريكا لا تجيد هذه الطريق في حين تفوقت عليها الدول المنافسة فترة من الزمن فهذا لا يعني الا تحاول استخام الطرق الاخرى و هي القوى الناعمة للتغير وفقا لارادة الشعب و النابعة من الشعب دون تزييف او تلميع. فكل شعب له فلسفته الخاصة في التغيير و له الشكل الاجتماعي الخاص به. قبائل امريكا من الهنود قبل أن تعرف أمريكا لها ثقافتها. و ما كان دخول الاوربيين و نسف هذه الثقافة بالأمر البعيد، و الامر يتكرر فامريكا تدخل لتغزو و تغير الثقافات مع الفرق. إنها في افغانستان تقول انها تحارب الارهاب و التخلف ثم تخرج، لكن هل ستخرج يوما و هل ستعرف كيف تخرج بدون عار الهزيمة؟ ستريك الأيام ما كنت تجهل. 

ماما أمريكا...لماذا عينك حمراء؟

http://www.guardian.co.uk/world/2010/sep/09/us-soldiers-afghan-civilians-fingers 
http://alquds.co.uk/index.asp?fname=today\09z48.htm&arc=data\2010\09\09-09\09z48.htm
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=410500&pg=2 


http://www.time.com/time/world/article/0,8599,2007269,00.html

Thursday, August 12, 2010

ماما أمريكا...لماذا عينك حمراء؟

Published on
12/08/2010 18:29
(الرجا الضغط على الصور المرفقة للتكبير)
كشف استطلاع للرأي نشر الأسبوع الماضي أن حلف شمال الأطلسي لم ينجح في كسب قلوب الأفغان و لا عقولهم...! (ربما نجح في حصد أرواح كثيرة من كلا الجانبين!)
وقالت نورين ماكدونالد (لاحظت أن اسمها الأول كأنه باكستاني شهير، بينما النصف الثاني أمريكي حتى النخاع و شديد الأمركة) رئيسة المجلس الدولي للأمن و التمنية: "نحن فاشلون في تقديم أنفسنا و شرح أهدافنا للشعب الأفغاني. و هذا يوفر فرصا واضحة لدعاية طالبان و القاعدة ضد الغرب":
(أخيرا اعترفوا بالحقيقة!). (لكن الأهداف المعلنة غير الأغراض الرئيسية الخفية؛ لهذا لن يصدقكم أحد). (ربما كان من الأفضل أن يعترفوا لأنفسهم و فيما بينهم بالحقيقة الكاملة).
و سأركز على أهم نتائج هذا الاستطلاع حيث وجد أن 68 بالمئة يعتقدون أن قوات حلف شمال الأطلسي لا تحميهم. و أن 75 بالمئة يعتقدون أن الاجانب لا يحترمون دينهم وتقاليدهم.
الخبر لا يدعو للدهشة لولا أنني تذكرت صورا لطيفة جدا تصلح لأن توضع على أبواب الجمعيات النسوية في القرن الماضي. حينما كانت النساء الجميلات من الطبقات الراقية تتزين و تخرج لزيارة ملاجيء الأيتام لالتقاء الصور التي تنشر في اليوم التالي تحت عنوان (من أسعد اليتيمات إلى أجمل الأمهات المحسنات...شكرا). و كل ما في الأمر أن السيدات كن متبرعات بقدر من المال مقابل هذه الصور و هذا الظهور الإعلاني، فضلا عن اكتساب هذا اللقب (الأمهات) و هذه الصفة (المحسنات).
و في القرن الواحد و العشرين تظهر صورة الجندي الأبيض الضخم الوسيم و هو يهدي الأطفال في أفغانستان هدايا صغيرة الحجم، ربما بحجم القنابل التي تسقط عليهم. ربما تكون بطاقات مثلا لصور من ماما أمريكا! لا نعلم إلا أن هناك عشرات الأطفال يقفون و يجلسون في صف، و معظمهم حفاة يستظلون بظل حائط كما الأسرى ينتظرون تعطف الجندي بالهدايا قبل اتخاذ الصور. و بالتأكيد سيقال في صحف و مواقع اليوم التالي: من أسعد أطفال العالم بأفغانستان لأجمل و أنبل آباء و جنود العالم...شكرا على الهدايا. لكنهم نسوا أن هؤلاء الأطفال بالفعل قد يستشعرون أن هذا الجندي
بمثابة أب لهم ببساطة؛ لأنهم فقدوا أباءهم في غارة أمريكية هوجاء أصابت مدنيين قصدا أو خطئا كما يقال. 


حين تظهر مامي هيلاري و قبلها تانت كوندا (رايس) لتقولا أن هذا القصف الخطأ أمر لا بد منه في الحروب. طبعا، ألا تعرفون أننا قذفنا الفيتناميين بالنابلم المحرق لدرجة أن الطفلة خرجت تهرب عارية قائلة إنه يحرق يحرق جدا؟ حينها كذب الأب المحسن نيكسون الصورة، ولم يكذب الاعتداء على المدنيين! أمر عادي يحدث كثيرا، ألا تعرفون؟
و لأن الصورة لا تكذب فها هن الفتيات الجميلات الصغيرات في أفغانستان ينظرن من بعيد لجندي من الناتو ...ترى ماذا يدور في ذهن هذه الفتاة البريئة التي لا تعرف شيئا من مفردات الحياة إلا الحرب و فقد الأهل واحدا تلو الآخر. هل ستحب هذا الأب المفترض غصبا لمجرد أنه أهداها هدية ساذجة؟ هل تجهل للأبد أنه السبب في قتل أهلها غدا و أمس؟ هل الأفغان بهذه البلاهة مثلا؟ 

ربما ستقول لماما أمريكا: ماما أمريكا، لماذا عينك حمراء؟ (كما قالت ليلى الصغيرة الساذجة عندما تكشف لها وجه الذئب القبيح أخر القصة). ترد قائلة: لكي استطيع رؤية المدنيين الأبرياء مثلك جيدا قبل القصف!
لست ضد الحرب على الإرهاب، لكنني ضد قصف المدنيين كل يوم بأي ذريعة. و أكرر: ليس كل أجنبي في باكستان أو أفغانستان من المخادعين. هناك من كتبت عنهم و صدقتهم في مقالة (ثلاثة أكواب من الشاي). لأنهم جاءوا بمحض الصدفة بلا تدبير أو اتفاق مع قوات الناتو  و لا طالبان ولا القاعدة ( و ثلاثتهم مر). جاءوا للمساعدة الإنسانية. فعنون المؤلف كتابه الثاني (بالكتب نبني السلام، و ليس بالقنابل). و ليس كما جاءت جحافل جيوش الناتو بحرب متزامنة مع شعارات إقامة  مجتمع مدني و تنمية و تعليم الأطفال. عفوا... الجيوش لا تحسن إلا صنيعة الحرب. و الهيئات الاجتماعية المصاحبة لها لم تكن لتأتي وحدها قبل هذه الحرب. عندما تسقر الأحوال السياسية في أي بلد، و يكون هناك برلمان حر و دولة قوية فإنها ستغير نفسها بنفسها حسب إرادة شعبها لأنها دولة كاملة ناضجة و ليست متسولة للتغير الخارجي. ما معنى إقامة مجتمع بيد و هدمه باليد الأخرى؟ ما معنى أن تصوب مدفعك للأم لترقد ميتة تحت الرماد مع العشرات في غارة غبية و أنت تعطي هدية و كراسة لابنها الذي نجا؟ ماذا سيفعل جيل من المصابين بويلات الحروب لأجل التغيير؟
هل مللت من الصور السابقة؟ تريد أن ترسم صورة أفضل؟ إذن، تعال و انظر للأم الجميلة راقية المظهر تغرس أظافرها الطويلة المطلية بطلاء أحمر قان في لحم طفل إلا إذا كانت مجنونة!  و ينفجر الدم زفات في وجهها و تصير ملابسها البيضاء الراقية جدا مزركشة بدرجات الأحمر كالحية الرقطاء. و يظهر سواد قلبها أكثر فأكثر، و عقلها الخبيث يتقد أرجوانيا كعقل الشيطان...و كل شيء في هذا الكون يصمت جبنا أمام هذه الألوان اللعينة، و لسان حاله يقول إنها أم تفعل ما تشاء بابنها؟ إنها ماما أمريكا حين تحنو على أطفال العالم...ليتها تركتهم و اكتفت بابنتها الحقيقية.
انظر لهذه الصور الجميلة و متع عينيك. إلى أين تذهب هذه الصور الجميلة و هل ستستمر هذه البراءة إلى الأبد؟ كنت أشاهد صورهم الجميلة جدا و وجوههم الرائعة جدا. كم هم رائعون، هؤلاء الأطفال الذين يبتسمون و يمنحوننا تلك الحياة و هذا الأمل بابتسامتهم البسيطة التلقائية و ربما دون سبب لمجرد أنهم رأوا أناسا غرباء أمامهم يبتسمون خجلا و حبا. رغم أنهم غدا سيتحولون لأشلاء و كومة رماد بفعل غارة غير مدروسة من حلف الناتو قد تحتوي على يورانيوم منضب أو فوسفور أبيض، أو ينتظرون لبعد غد و بعد سنين، يستحيلون شبابا لا أمل له في الحياة و ربما يصيرون قواعد جديدة للإرهاب في ذات المكان الذي صبت عليه جيوش العالم نارها لتقضي على الإرهاب. ماهكذا تورد الإبل. 
في نفس اليوم الذي انهيت كتابة المقال قررت أن أحيله إلى قصة...فالقصة أوقع و أكثر ثباتا. كما أنها ستخرجني من الدبلوماسية العرجاء، و الخوف من الرقابة بالإسقاط غير المباشر دون المس بماما أمريكا. ثم جاءت أحداث مقتل المجموعة الطبية التي قتلت في أفغانستان على يد طالبان بالرغم من معرفتهم بأنهم أطباء. لقد قتلوا غيلة بلا ذنب. لقد آلمني ما حصل، و أسفت على هذا الحادث المريع. فقررت أن انشر المقالة بلا تردد. اتضحت قواعد اللعبة بعد نحو عشر سنوات من الحرب على الإرهاب. إذن طالبان لن تغير رأيها، فهل سيغير المتطوعون رأيهم؟ هل سيقول المتطوعون: اتركوا المدنيين فهم لا يستحقون؟ لا اعتقد فالمساعدات ستستمر حتى يقضي الله أمرا مفعولا. ربما امتليء حزنا على مقتل المجموعة الطبية لأنني مثلهم طبيبة تعرف كغيرها من ذوي القلوب النابضة كيف تساعد كل البشر. كنت اقرأ يوما كتاب رجال عظماء و نساء عظيمات و اذكر تحديدا ذلك الطبيب الذي هاجر أوروبه و البيانو الذي أحبه و المحاضرات التي يلقيها ليزور أفرقيا و لاقى ما لاقى حتى نجح في كسب حب الناس. ربما تعرض لصعوبات و انتقادات و محاولات قتل. لكنه كان يعلم بدءا أن هناك ثمة خطر على حياته. و استمر فيما خطط له؛ ذلك أنه آمن برسالته المجردة من أي مصلحة و البعيدة عن أي سياسة. و لهذا ستستمر المساعدات رغما عن طالبان و القاعدة. اعتقدت أن مجموعة الجناة من قاطعي الطريق فقط لأنهم ظهروا في الغابة على أطراف البلاد و الذي حذرهم الأهل من الدخول فيها لكن الفريق الطبي أصر على العبور لأنه يشعر بالأمن و سط المنطقة التي دعي إليها لتقديم الخدمة الطبية. ألا يحتمل أن كل اعتداء قبلي أو عصابي يسند لطالبان و القاعدة برغبتهم أو غير رغبتهم ليزدادا قوة في نظرهما، أو قبحا في نظر العالم. ربما أخلص إلى أن المشكلة لا تحل بالحرب. و لا بد من أن هناك حل ما نجهله. لكنني لا أريد أن يستمر القتل و القصف العشوائي رغما عن كل نداءات التعقل و محاولات الحصول على حلول بديلة. و بين هذا و ذاك يموت طفل و تموت أسر و يموت أطباء. في أفغانستان، لا أرى إلا المواطنيين و الأطباء الأبرياء المقتولين. الجثث التي تحصد اليوم كانت بالأمس حية، و كانت رطبة تشي بحياة واعدة انتهت للتو في لحظات. و البشر الأحياء اليوم ينتظرون كل لحظة الموت الذي يحملونه و حياتهم على أكفهم في كل خطوة. فإلى متى؟

دعك من الصور الرومانسية و الأدبيات البلاغية و البديهيات المكررة، نلجأ إلى الأسلوب العلمي أو السياسي. نستمع أولا للبديهة التي تقول إن محاربة الإرهاب بالإرهاب لا تفيد بل ربما تزيد النار اشتعالا...إذن، هل هناك حل لما يحدث في هذه الحلقة المفرغة؟ أم أن التقنية و التقدم و الحضارة الغربية منتهاهم الحروب؟ ماذا تركوا لعصور الظلام و الإرهابيين كما نعتوهم، ثم حاربوهم بنفس الطريقة؟ هل سنقول شكرا سيادة الرئيس مرات و مرات لعدة رؤساء؟ كما قالها من قبل الأديب باولو كويلهو في مقالته الشهيرة لبوش الابن من سنوات إبان الحرب على العراق بعد أفغانستان. هل هناك حلول تلوح في الأفق لكن يقابلها التكبر و التعصب الأمريكي لطريقته في الحوار و إدارة ضفة العالم؟ لا أعلم. اقرأ و أفكر،ثم اكتب. و عندما لا أتوصل لحل، أقول لكم لا أعلم. عقلي لا يسع أكثر من هذا... رمضان كريم.

WikiLeaks is out today with footage showing a U.S. helicopter attack in Baghdad in 2007 that killed 12 people, including two Reuters staffers, and injured two children. The video, shown above, is graphic and incriminating; U.S. forces can be heard joking and laughing while mowing down men dressed in plain clothing, after seemingly confusing the journalists' cameras for weapons. They later fire upon a van that has come to pick up the wounded

“We’ve shot an amazing number of people and killed a number and, to my knowledge, none has ever proven to be a real threat to our force”. General Stanley McChrystal, former U.S.-NATO commander in Afghanistan
The U.S.-led war on Afghanistan is like the U.S.-led war on Iraq; to destroy the country and to indiscriminately kill large numbers of Afghan civilians. The aim is to terrorise the civilian population into submission using the so-called “War on Terrorism” as a cover-up for a U.S.-led war of terror.

 الصور من الإنترنت و موقع JPG


Depleted Uranium Ammunition in Afghan War: New Evidence

The WikiLeaks Report, Civilian Deaths, and 'Indiscriminate' Attacks

To shoot an Elephant!