Showing posts with label Other Blogs. Show all posts
Showing posts with label Other Blogs. Show all posts

Thursday, February 09, 2023

"ألم لا يطاق".. قصة صورة الأب التركي المفجوع التي هزّت مشاعر العالم

 


مسعود هانسر يمسك بيد ابنته المتوفاة إرماك (15 عاما) في أعقاب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، في كهرمان مرعش بتاريخ 7 شباط/فبراير 2023 © آدم ألتان / ا ف ب

غازي عنتاب (تركيا) (أ ف ب) – كان آدم ألتان، المصوّر منذ أربعين عاما قضى خمسة عشر منها في وكالة فرانس برس، يعمل أمام مبنى منهار عندما رأى رجلا جالسا قرب الأنقاض في كهرمان مرعش، مركز الزلزال الذي أودى بأكثر من 14 ألف شخص في تركيا وحدها.

لم يكن أي فريق إنقاذ قد وصل إلى الموقع الثلاثاء غداة وقوع الكارثة، وكان السكان يحاولون إزالة الأنقاض بأنفسهم لإنقاذ أحبائهم.

ظلّ الرجل الذي يرتدي سترة برتقالية ساكنًا وسط الاضطرابات، غير مبال بالمطر والبرد.

لاحظ حينها آدم ألتان أن الرجل الذي يبعد 60 متراً عنه كان يمسك بيد ممتدة من بين الأنقاض.

بدأ حينها بتصوير المشهد: أب يمسك بيد طفلته الميتة بدون أن يتركها، وسط الأنقاض والدمار.

التقط ألتان الصور بينما راقبه الرجل الذي همس له بصوت مرتجف "التقط صوراً لطفلتي".

ترك يدها التي لم يرغب في إفلاتها للحظة ليوضح للمصور المكان الذي ترقد فيه ابنته البالغة 15 عامًا، قبل أن يسارع الى امساكها مجددا.

يقول آدم ألتان "لقد تأثرت كثيراً في ذلك الوقت. اغرورقت عيناي بالدموع. ظللت أقول لنفسي + يا إلهي، هذا ألم لا يطاق+".

ثم سأل المصور الرجل عن اسمه واسم ابنته، وأجابه الأب مسعود هانسر: "ابنتي إرماك".

يقول المصور: "تحدث بصعوبة، بصوت منخفض للغاية. كان من الصعب طرح مزيد من الأسئلة عليه فقد طلب السكان من حوله من الناس التزام الصمت حتى يتمكنوا من سماع أصوات الناجين المحتملين المحاصرين تحت الأنقاض".

في تلك اللحظة، اعتقد المصور على الفور أن الصورة تلخّص آلام ضحايا الزلزال، لكنه لم يتخيل التأثير الذي سيكون لها.

انتشرت الصورة في وسائل الإعلام حول العالم وكذلك على الشبكات الاجتماعية حيث تشاركها مئات آلاف المستخدمين المصدومين من آثار الزلزال.

تلقى آدم ألتان آلاف الرسائل من أنحاء العالم تعبّر عن التضامن مع حزن الأب المفجوع.

ويقول "أعتقد أنها صورة سترسخ في ذاكرتي. أخبرني كثيرون أنهم لن ينسوا هذه الصورة أبدًا، وأنا منهم".

Monday, August 29, 2022

سوريا المغدورة: الفظائع والحرب وفشل الدبلوماسية الدولية

إعداد و ترجمة: د. إيمان الطحاوي

تقديم:

هذا كتاب فريد في مادته، و توقيته. إنه كتاب جاء في وقته قدرا و نذيرا.  حيث تتكرر المآسي في سوريا منذ عقد من الزمان، بينما بدأت حرب جديدة في أوكرانيا منذ شهور. و يتكرر الحديث عن (حماية المدنيين و خيانتهم) هنا و هناك. فما حقيقة ذلك في سوريا؟ و هل ما قاله المجتمع الدولي منذ نهاية الحرب العالمية عن المجازر ضد اليهود بأنه (لا لن يحدث مجددا) يتكرر؟ أم أن هناك شعوب تستحق أن تُخذَل، و شعوب تستحق أن تُمد لها يد العون؟ و على أي معيار يجب أن تكون هذه الحماية و كيف يتصرف المدنيون العزل أمام هذا الخذلان و ذاك الغدر الدولي؟ - د.إيمان الطحاوي

قدم المؤلف كتابه فور الانتهاء من طباعته إلى متابعيه عبر منصة (تويتر) قائلا: "كتاب من أكثر الكتب بؤسا، لكنني أعتقد أنه يحوي قصة مهمة يجب سردها. إنه كتاب عن الفشل الجماعي للضمير، والتكاليف التي تتطلبها" -د. أليكس ج. بيلامي -يوليه 2022.

بينما قالت إحدى المراجعات:
يشرح هذا الكتاب كيف لم تنظر أي دولة، سواء كانت موالية للنظام السوري أو مناهضة له، إلى الشعب السوري كأولوية. قراءة جاءت في الوقت المناسب حيث نرى مدى اختلاف استجابة العالم الغربي للحرب في أوكرانيا.
-من تعليقات مجتمع القراء goodreads.

ما هو مبدأ مسؤولية الحماية R2P ؟

هذا المبدأ الذي ذاع صيته بعد الحرب الباردة، وأيدته جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الألفية الجديدة حيث تصاعدت التوترات الجديدة بين القوى العظمى.

جاء ذلك في مؤتمر القمة العالمي لعام 2005 من أجل معالجة الشواغل الأربع لمنع (الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والتطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية).

توفر مسؤولية الحماية إطارا لاستخدام التدابير القائمة بالفعل (مثل الوساطة، وآليات الإنذار المبكر، والعقوبات الاقتصادية، وسلطات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة) لمنع الجرائم الفظيعة وحماية المدنيين من وقوعها. لكن سلطة استخدام القوة في إطار مسؤولية الحماية تقع على عاتق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحده، وتعتبر بمثابة الملاذ الأخير.

تستند المسؤولية عن الحماية إلى ثلاث ركائز متساوية: مسؤولية كل دولة عن حماية سكانها (الركيزة الأولى)؛ ومسؤولية المجتمع الدولي عن مساعدة الدول في حماية سكانها (الركيزة الثانية)؛ ومسؤولية المجتمع الدولي عن الحماية عندما تفشل الدولة بوضوح في حماية سكانها (الركيزة الثالثة).

تقديم دار النشر:


عانى المدنيون السوريون صدمة بعد الأخرى وهم محاصرون بين البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية التي استخدمتها القوات الحاكمة وبين عمليات قطع الرؤوس والقتل الجماعي التي قام بها المتطرفون. ومع ذلك، على الرغم من القانون الدولي والالتزامات السياسية التي تعلن مسؤولية حماية المدنيين من الفظائع الجماعية، فإن الجهات الفاعلة في العالم تنحت جانباً بينما كانت سوريا تحترق. مرارًا وتكرارًا، اختارت الدول المجاورة والقوى العالمية والأمم المتحدة أنصاف الإجراءات، أو اتخذت خيارات تأتي بنتائج عكسية تسببت في المزيد من الضرر.

يقدم أليكس ج. بيلامي وصفًا تشريحيا لفشل العالم في حماية المدنيين السوريين من الفظائع الجماعية. بالاعتماد على مقابلات مع لاعبين رئيسيين، ووثائق من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، ومصادر من الشرق الأوسط وخارجه، يتتبع زلات الاستجابة الدولية للحرب الأهلية في سوريا. يفحص بيلامي بشكل منهجي عمليات السلام المختلفة وأسباب فشلها، ويسلط الضوء على المسارات البديلة المحتملة. يشرح بالتفصيل كيف ولماذا أعطت الجهات الفاعلة الرئيسة الأولوية لمصالحها الوطنية الخاصة، أو وضعها الجيوسياسي، أو الاستقرار الإقليمي، أو المنافسات المحلية، أو أهداف مكافحة الإرهاب، أو السياسة الداخلية بدلاً من حماية ورفاهية السوريين. استقرت بعض الحكومات على استراتيجيات غير واقعية مبنية على افتراضات مضللة، بينما اتبعت حكومات أخرى طموحًا صريحًا. لقد انزلقت الأمم المتحدة إلى اللامبالاة بل وحتى التواطؤ. تسليط ضوء جديد على القرارات التي أدت إلى كارثة كبيرة، تستخلص " سوريا المغدورة " دروسًا من أجل استجابات أكثر فاعلية للنزاعات الأهلية المستقبلية.

المراجعات:

في هذا العمل البارع، يرشدنا أليكس بيلامي بخبرة من خلال مجموعة محيرة من القوى والفصائل في الحرب الأهلية في سوريا. يشرح كيف زاد اللاعبون المحليون والإقليميون والدوليون الأمور سوءًا أثناء المناورة من أجل تعزيز مصالحهم الخاصة. أخيرًا، يساعدنا في فهم كيفية تعرض السوريين للإيذاء والتخلي عنهم والخيانة في النهاية.
-ألان روك، الرئيس الفخري لجامعة أوتاوا والسفير الكندي السابق لدى الأمم المتحدة.

أليكس ج. بيلامي، بطل مفهوم "مسؤولية الحماية"، يلقي نظرة فاحصة على سبب عدم قيام الجهات الفاعلة القوية بحماية مئات الآلاف من السوريين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب (الأهلية). استنتاجه الواقعي: كانت الحرب مميتة للغاية لأن بعض الجهات الفاعلة لم تكن على استعداد لتقديم تنازلات وستفعل أي شيء لتفوز، وبسبب "الحقيقة الأساسية" المتمثلة في أن مصير الشعب السوري لم يكن أولوية ثابتة لأحد. إن دراسات الحالة المفصلة والمكتوبة جيدًا والمراجع الدقيقة للأحداث والجهات الفاعلة الرئيسة تجعل من سوريا المغدورة قراءة أساسية لكل من يهتم بالحرب الأهلية السورية وتداعياتها على المستقبل.
-تايلور سيبولت، مؤلف كتاب " التدخل العسكري الإنساني: شروط النجاح والفشل".

هذا الكتاب هو سرد شامل وصفي لحالة لا تزال نشطة ومستمرة حتى يومنا هذا. يقدم بيلامي تصويرًا روائيًا مكتوبًا بصورة جيدة لتعقيدات السياسة على مستويات متعددة. ويوضح تأثير إخفاقات القوى العالمية على حياة المدنيين.
-ميليسا لابونتي، مؤلفة كتاب حقوق الإنسان والمعايير الإنسانية والإطار الاستراتيجي والتدخل: دروس لمسؤولية الحماية.

عن الكتاب:
Syria Betrayed: Atrocities, War, and the Failure of International Diplomacy
كتاب جديد بعنوان: (سوريا المغدورة: الفظائع والحرب وفشل الدبلوماسية الدولية)
المؤلف: أليكس ج. بيلامي Alex J. Bellamy
دار النشر: مطبعة جامعة كولومبيا.
تاريخ النشر: سبتمبر 2022.
عدد الصفحات: 472 صفحة.
التنسيق: ورقي، وإلكتروني.

عن المؤلف:

أليكس ج. بيلامي أستاذ دراسات السلام والصراع في جامعة كوينزلاند، أستراليا. ومدير مركز آسيا والمحيط الهادي لمسؤولية الحماية. وهو أيضًا مستشار أول غير مقيم في معهد السلام الدولي IPI بنيويورك، وزميل أكاديمية العلوم الاجتماعية في أستراليا. ويشغل حاليًا منصب أمين اللجنة الاستشارية رفيعة المستوى المعنية بمسؤولية الحماية في جنوب شرق آسيا، برئاسة الدكتور سورين بيتسوان.

وضع 18 كتابا، وشارك في كتابة فصول في 69 كتاب، وقدم أكثر من 160 ورقة ومقالا بحثيا.

من مؤلفاته: (مذابح وأخلاق).  (كتاب السلام العالمي، وكيف يمكننا تحقيقه). ومؤلف مشارك لكتاب (مسؤولية الحماية: الوعد بالممارسة).

الكلمات الدلالية:

الربيع العربي-علاقات دولية- سياسة الشرق الأوسط- دراسات الشرق الأوسط - تاريخ-  سوريا- مسؤولية الحماية- حفظ السلام.

Monday, February 22, 2021

مما قرأت: الحب الحقيقي للدكتور عادل صادق - رحمه الله-

قد يبدو ظاهرياً أنك اخترت بإرادتك أن تحب ، ولكن في حقيقة الأمر أن الحب هو الذي اختارك وذلك لأنك أهل لأن تحب وأن تكون محبوباً ، أي لتخوض أعظم وأعمق تجربة إنسانية وهي الحب .
والقادرون على الحب الحقيقي قليلون مثل كل شيء ثمين ، الحب يحتاج إلى مؤهلات معينة ، سمات خاصة في الشخصية ، ومعظمها سمات ومؤهلات يكتسبها الإنسان من الأسرة والمجتمع أي البيئة المحيطة وصفات شخصية يكتسبها بنفسه ، ”  قبل أن تبحث عن نصفك الآخر تأكد أن نصفك الأول مكتمل ”
وإذا فَهمنا طبيعة الحب الحقيقي ، فإننا نستطيع أن نتوقع تلك السمَات التي تؤهل أي إنسان ليخوض هذه التجربة السامية .
الحب الحقيقي ليس هزلاً ، ليس عرضاً مؤقتاً ، ليس ميلاً عاطفياً مجرداً ، ليس نزوة ، ليس رغبة ، ليس عبثاً ، ولكنه تجربة استيعابية شاملة مركزها جوهر الإنسان وذاته ووعيه ، مركزه الباطن وتشمل كيان الإنسان كله أي الفكر والوجدان والسلوك.
ولذلك فجوهر تجربة الحب الحقيقي هو الصدق ، وإذا كان الموت هو الحقيقة المؤكدة الماثلة أمام أعين البشر ، وتؤثر تأثيراً ضخماً في حياتهم ، وهي ذات مغزى ، فإنه على الطرف المقابل يأتي الحب الحقيقي ليصبح هو الحقيقة الأخرى المؤكدة والتي تؤثر في حياة البشر تأثيراً ضخماً وتحمل أسمي وأقوي المعاني .
إذن فالحقيقتين الثابتتين في وجود الإنسان هما الحب والموت ، مركز الحياة ، ومعني الحياة ، يحددان مصير الإنسان ويشكلان وعيه ورؤياه وفلسفته ويؤثران على إدراكه وفهمه وسلوكه ،لحظة الحب الحقيقي هي لحظة الصدق ، ولحظة الموت الحقيقي هي لحظة الصدق .
ولهذا فإن تجربة الحب الحقيقي لا يقوي عليها إلا إنسان صادق ، هذا هو الشرط الأول والأساسي ، الحب الحقيقي يدل على صدق الإنسان الذي يعايشه ، والإنسان الصادق يدلل على أن حبه هو حب حقيقي ، لا يمكن لكاذب أو مخادع أو منافق أو غشاش أو نصاب أن يعيش تجربة صدق ولا يمكن للتجربة الصادقة أن تتحقق من خلال كاذب أو مخادع أو منافق أو غشاش أو نصاب .
وإذا كان جوهر الحب الحقيقي هو الصدق فإن جوهر الصدق هو الصدق مع النفس ، إن الصدق مع الذات هو أسمي وأعلي مراتب الصدق بل هو قلب الصدق ، فلا صدق بدون صدق مع الذات ، والصدق مع الذات يتطلب وعياً ، نضجاً ، استبصاراً ، شجاعة ، خبرة ، ثقة بالنفس ، فالصدق مع الذات هو القوة الحقيقية ، رمز القوة في الإنسان ، من هو أقوي البشر ؟ إنه الإنسان الذي يتمتع بأكبر درجات الصدق مع الذات ، إنها البصيرة ، القدرة على النفاذ إلى الداخل ، السيطرة الكاملة على الوعي ، الفهم الحقيقي ، إنه التحرك من الداخل إلى الخارج ، من المركز إلى المحيط ، من القلب إلى الأطراف ، من الباطن إلى السطح ، وتلك هي الحركة الطبيعية في الكون كله ، وذلك هو الناموس الطبيعي الذي حدد الله به علاقة الأشياء ببعضها وعلاقة كل شيء مع نفسه .
وهذه هي الصورة المثلي الطبيعية التي صيغ الإنسان عليها ، أن يكون له وعي وحين يكون هذا الوعي صادقاً فإنه يحدد حركة الإنسان الطبيعية في الحياة بأن يكون هو مركز هذه الحركة .
وبذلك يكون هذا الإنسان منسجماً مع كل ما هو طبيعي وصادق في الحياة ، ولهذا لا نتوقع منه إلا الصدق ، ولهذا فإنه في لحظة ما يستطيع أن يٌحب ، أن يختاره الحب حين يمهد له اللقاء مع ذات إنسانية أخري تتحرك هي أيضاً من وعيها الصادق ، وبذلك يكون الحب الحقيقي التقاء ذاتين ، التقاء وعيين  .
لا يمكن أن يتحقق حب حقيقي بين اتنين إلا إذا تحرك كل منهما من الداخل ، من مركز الوعي ، أي لا بد أن يكون كل منهما صادقاً مع ذاته أولاً ، وبذلك يتحرك كل منهما نحو الآخر ، كأن يداً خفية تدفعه ناحية الآخر ، يتحرك بحدسه ، بإلهامه ، بقوة غير مرئية ، روحه أو بصيرته هي التي تقوده .
إن لحظة الصدق التي يشعرها كل منهما ناحية الآخر في لحظة اللقاء الأول أو في هذا الجزء من الثانية هو الذي يحدد مسار العلاقة بعد ذلك وهو الذي يجعل كل منهما يتوقف عند الآخر ، يندهش ، ينبهر ، تتحرك كل أجهزته تهيؤاً للحدث العظيم ، يشعر أنها أهم لحظة في حياته ، بل أخطر لحظة في حياته ، منعطف هام ، نقطة تحول جذرية ، يري أن المستقبل الحقيقي يبدأ من عند هذا الجزء من الثانية ، إنها لحظة كشف ، وتتسلط الأنوار كلها عند هذه البقعة من وعيه ، ويقترب دون خوف بجرأة قد تكون غير معتادة ، بثقة ، بتحد ، بشجاعة ، لا يمكن أن يترك هذه اللحظة  من الزمان تفلت منه ؛ لأنه يريد أن يربطها بكل لحظات حياته المستقبلية ، وذلك تأكيداً للصدق ، لصدقه ، أي لتحركه من مركز وعيه ، فالصدق يجعله شجاعاً ، جريئاً ، واثقاً .
في اللحظة الأولي أو في هذا الجزء من الثانية ينتابه شعور الفرحة ممزوجاً بالطمأنينة ، ويندهش حين يتولد لديه شعور آخر غير المفهوم بأنه يعرف هذا الإنسان من زمن بعيد ، ألفة وطمأنينة غريبة يشعرها مع هذا الغريب الذي لم يكن يعرفه من قبل والذي التقي به منذ لحظة واحدة ، ويتولد لديه شعور آخر أكثر غرابة بأنه سوف يظل يعرف هذا الإنسان بقية حياته من خلال علاقة قريبة جداً
ولذلك ، فإننا حين نقول لإنسان انضج فهذا معناه ، كن نفسك ، وهذا معناه أيضاً : كن صادقاً مع ذاتك  ، أي تحرك من داخلك ، تحرك من صميم ذاتك ومن مركز وعيك بفهم كامل وبصيرة ، بذلك تكون ناضجاً ، أي مؤهلاً للحب الحقيقي ، أي تكون إنساناً حقيقياً .
الإنسان الحقيقي هو الإنسان القادر على الحب ، هو الإنسان المؤهل لأن يحب وأن يكون محبوباً أما الإنسان المزيف فهو غير قادر على الحب ، ليس مؤهلاً لأن يحب ، قد ينخدع بمظهره إنسان بسيط فيعجب به لحين ، وقد يخدع هو الآخرين بعواطف زائفة ، ولكنه سرعان ما ينكشف أمره ، ولهذا ينتقل من علاقة إلى علاقة تحت مسمي الحب ، ولكنه حب زائف ، هو لا يستطيع أن يحب ؛ لأنه لا يستطيع أن يعطي نفسه بالكامل ، في الحب الحقيقي فإنك تعطي نفسك بالكامل لمن تحب أي تهبه حياتك .
الإنسان الحقيقي المؤهل للحب هو إنسان كريم سخي معطاء ، سعادته الحقيقية في العطاء ، الإنسان البخيل هو إنسان أناني نرجسي (النرجسية تعني حب النفس ) ، والأناني لا يحب ، والنرجسي لا يحب ، الأناني النرجسي يريد كل شيء لنفسه ، ولا يري إلا نفسه ويريد أن يٌسَخر الآخرين لخدمته ، لا يأبه لمشاعر الآخرين وآلامهم ، ولذلك فهو معزول نفسياً ، لقد أقام جداراً صلباً بينه وبين الآخرين ، بينه وبين جيرانه وزملائه وأقاربه ، ولذلك فهو غير مؤهل وغير مدرب ؛ لأن يلتقي بتلك الذات الإنسانية التي تجبره على هدم ذلك الجدار الذي يفصله عن الناس ، وهو غير قادر علي أن يثير الحب في صدور الآخرين .
هناك بشر يملكون هذه المقدرة العجيبة على تحريك مشاعر الآخرين إيجابياً تجاههم ، قادرين على تحريك العواطف ، قادرين على إشعال نار الحب في قلوب الآخرين ، نور أو قل إشعاع يصدر عنهم ، هالة طاقة تحيط بهم ، سر غامض لا تستطيع أن تدركه أو تفسره . يجعلهم يستقرون على مقعد قلبك الرئيسي ، بمجرد أن تراهم وربما لأول مرة ، بينما الأناني النرجسي يفتقد هذه المقدرة تماماً ، قد يثيرك جماله ، وقد تعجب بنجاحه ، وقد تنبهر بذكائه ولكنه أبداً لا يحرك قلبك .
والإنسان الكريم لا يكون كريماً مع حبيبه فقط ، ولكن الكرم والعطاء أسلوب حياة بالنسبة له ، فلسفة خاصة ، هكذا هو من قبل أن يلتقي بمن يحب ، وهو موقف قائم على الإحساس بالآخرين ، الإحساس بالبشر والشعور بالمسئولية تجاه الإنسانية عامة ، إنه يشفق ويعطف من قبل أن يعرف الحب طريقه إلى قلبه ، وهو أيضاً يحترم الذات الإنسانية ، ينظر إلى البشر على أنهم ذوات حرة مستقلة تحمل نزوعاً للخير يفوق نزوعها للشر ، ولذلك فقدرته على التسامح عالية ، لا ينصب نفسه قاضياً أو جلاداً ، ولا يترفع أو يتعالي أو يتكبر ، ولهذا فالتواضع من صميم صفاته ، المتكبر لا يستطيع أن يحب ، والمغرور لا يستطيع أن يحب ولا يستطيع أحد أن يحبه ، إنها صفات تزيد من الهوة والحواجز التي تفصل بين نفوس البشر .
الإنسان المؤهل للحب لا يتمادي في عداء ، ولا يلجأ إلى العنف ، ولا يخطط لإيذاء ، ولا يسعد بمصيبة آخر ، ويَهب عن طواعية وطيب خاطر لمساعدة من يحتاجه أو من يلجأ إليه ، ولهذا فهو يتسم أيضاً بالشجاعة ، شجاعة مصدرها قوة إيمانية ، إيمانه بالله ، ولهذا فهو يحب كل مخلوقات الله ، ويتعاطف معها ويحترمها ، ولذلك يهتم بأن يكون له دور إيجابي في الحياة ، يرفض أن يكون سلبياً ويرفض أن يكون عاطلاً ويرفض أن يكون متجمداً فهو إنسان نشط ، إنسان منتج ، إنسان يعمل ، حركة للأمام ولأعلي ، حركة إيجابية هادفة ، ولذلك فهو حين يحب فإن حبه يكون حقيقياً .
فالحب الحقيقي ليس مجرد هوى وميل وانجذاب وتعلق وعاطفة ، الحب الحقيقي هو موقف واتجاه حركة وفعل واطمئنان روح والشعور بالأمان ، حب يمتد نحو العالم .
عالم الحركة والفعل والفكر ، الحب الحقيقي يشمل بناء الشخصية ذاتها وارتباطاتها بعالمها المحيط ، الحب الحقيقي الصادر عن إنسان حقيقي هو فعل إبداعي ؛ لأنه يتضمن ارتباطاً روحياً عميقاً بذات أخري تتمتع بالنضج قادرة علي العطاء المطلق والإحساس بالمسئولية واحترام البشر والتعاطف معهم ، ذات مؤمنة متواضعة شجاعة .
هذا هو مفهوم النضوج والذي يجعل الإنسان صادقاً يتحرك من جوهر ذاته ، أي إنسان حقيقي ، إنسان يتمتع بصفاء روحية سامية تتضاعف عشرات المرات ، وتتأكد وتٌثمر حين يلتقي بنصفه الآخر ، توأم روحه ، فيتاح حينئذ لفيض الخير الذي بداخله أن يجد من يتلقاه كالنهر السخي الذي لابد أن يجد أرضاً صالحة طيبة تتشرب مياهه وتزدهر بها ، ولذلك فالحب الحقيقي هو خبرة إبداعية ، والمحب هو أقرب إلى الفنان ، أو هو عاشق للفن ، والفن عنده أسلوب حياة ، إن تناوله للحياة هو تناول الفنان الذي يعطي كل اهتمامه لفنه ، عمله حتى وإنه كان بسيطاً يحيله إلى فن ، يؤديه باستمتاع وإتقان وإخلاص ويضفي عليه لمسات الجمال .
حواره فن فهو لا يتلفظ إلا بكل ما هو جميل ، ذات معني ومضمون إنساني فكري حتي وإن كان متواضعاً عمله وثقافته . علاقاته بالآخرين من أغراب وجيران وزملاء وأصدقاء وأقارب فيها فن أيضاً ، فهي علاقات تتسم بالبراءة والبساطة ، والتلقائية ، والمباشرة والبعد عن سوء الظن وافتراض الخير كأساس لكل علاقة إنسانية ، فن يتبدي بوضوح في مودته التي تصبغ كل علاقاته الإنسانية بكل الطبقات الاجتماعية . وهو يتخير الأخيار لصحبتهم : لا تقوي روحه على مصاحبة خبيث ، أو مخادع  ، أو منحرف ، أو متكبر ، أو أناني ، الإنسان الحقيقي يحيط نفسه ببشر حقيقيين . والإنسان الحقيقي هو الإنسان القادر على اتخاذ قرارات حقيقية ، أي القرارات الصادقة ، الحقيقة والصدق ، وجهان للشجاعة ، إذن هو إنسان حقيقي ، أي صادق ، أي شجاع .قراره حقيقي أي صادر منه هو من داخله ، من بؤرة ذاته ، وعين عقله ، وقلب باطنه ، دون أن يخضع لأي مؤثرات خارجية ، ولهذا فاختياراته حرة مطلقة ، هو يتحمل مسئولية اختياراته ، ولهذا لا يتنازل عنها بسهولة إزاء صعوبات أو مشاكل تواجهه . أما الإنسان المهزوز الذي يبني مواقفه وقراراته على آراء الآخرين ، وتكون اختياراته خاضعة للإيحاء من الآخرين ، فإنه يتنازل عنها بسهولة ، ينقلب إلى النقيض في ثانية ، يتراجع عن قراراته ومبادئه ؛ لأنه يعرف أنها غير حقيقية وغير صادقة ،  أي ليست نابعة من ذاته ، ولهذا فالإنسان الحقيقي يدافع عن حبه ، يحافظ عليه ، يناضل من أجله ، ولذا فالحب الحقيقي يستمر مدي الحياة ، أما الحب الزائف فهو حب مرحلة ، متقلب ، متغير ،هو الحب الذي من الممكن أن ينقلب إلي كراهية ، أو إلي تبلد تام للمشاعر علي أقل تقدير . والإنسان الحقيقي بالرغم من أنه يتغير بمعني أنه يتطور وينمو ويزداد وعيه بصورة مستمرة ، بل هو حريص على التطور إلا أن مبادئه الأساسية ثابتة ، جوهره ثابت ولذا فحبه ثابت ، فهو إنسان مؤمن بنفسه ، ومؤمن بمن يحب ، وهو حين اختار فإنه قد اختار بإرادته الحرة ، اختار من صميم ذاته وروحه ، ولهذا فهو سيد قراره . قرار اتخذه بوعيه الكامل ، أي يعرف كيف اتخذه ، يستطيع أن يلمس ذلك في أعماقه ، يعرف تماماً أنه صادر من أعمق أعماقه ، ولهذا فهو يتحمل كافة المسئوليات المتعلقة بهذا القرار ، ولذلك من النادر أن يستشير أحداً إذا واجهته صعوبة أو مشكلة ، ومن المستحيل أن ينصاع لرأي أحد يختلف مع رأيه أو يطلب منه التنازل أو التراجع عنه ، ولهذا فهو قد يتهم بالعناد أو بالضعف ، والحقيقة أنه ليس كذلك ، فالتصميم على الرأي ليس عناداً بل إيماناً ، وعدم القدرة على التراجع عنه ليس ضعفاً بل قوة . والقرار الحقيقي يصدر عن شيئين : إلهام داخلي ، وفهم للذات والموضوع ، فالإنسان الحقيقي ؛ لأنه يتمتع بالصفاء ، فإن له بصيرة أكثر عمقاً ووعياً ، يعتمد على حدسه ، يهتدي إلى الطريق بفعل ضوء داخلي صادر من مكان ما في أعماق باطنه ، وهو يثق في هذا الإلهام وهذا الحدس ويمشي وراءه بثقة ويؤمن به عن إقتناع ، قد يبدو هذا اقتناعاً غير موضوعي ، ولكنه في الحقيقة يمثل قمة الموضوعية ؛ لأن ذلك هو جوهر حياة الإنسان ، حياة باطنية وحياة خارجية ، حياة روحية وحياة مادية ، واقع ملموس وغيب غير مرئي ، وكلما كانت النفس مؤمنة صافية عامرة بالحب خالية من الحقد والحسد بعيدة عن الشر ، قريبة إلى الخير والصفاء والتواضع ، كلما كانت أقدر علي الاستشفاف والإدراك الخفي والرؤية الباطنية . ولهذا فإن الإنسان الحقيقي حين يحب يدرك حقاً أنه يحب وأن حبه حقيقي ، لا أحد يدله على ذلك ، إنه يهتدي بنور داخلي يصدر من مكان ما في أعماقه ، وهو يفهم ذلك تماماً ، أي يفهم نفسه وذاته .
وهو أيضاً قرار مبني على فهمه للإنسان وللموضوع ، أي للواقع المحيط ، فرؤياه ثاقبة مبنية على خبرة بريئة ، والخبرة البريئة هي القادرة على رؤية العلاقات الصحيحة بين الأشياء ، أما صاحب الخبرة الخبيثة أو المبنية على خبث أو التي أكسبت الإنسان خبثاً وسوء نية فإنها تري العلاقات مضطربة ومعوجة ومنحرفة ولهذا تكون علاقاته بالعالم الخارجي مبنية على الشك وسوء النية ، ولهذا فهي علاقات مضربة قلقة وتسبب ألماً وتزيده حيره وعداوة .
الإنسان الحقيقي يدرك أن قراره قرار صحيح ، وأن اختياره اختيار حكيم ، ولهذا يشعر بالطمأنينة الفرحة ، وتلك هي المشاعر المباغتة التي تنتاب الإنسان حين يلتقي بنصفه الآخر وتوأم روحه للمرة الأولي ، ولهذا يشعر بسعادة طاغية خالية من الخوف وبعيدة عن الشعور بالذنب ، سعادة تجسد حريته المطلقة ، أما الإنسان غير الحقيقي فهو عبد ذليل خائف ولهذا فهو لا يثير حباً ولا يحظي بحب .
وفي النهاية يهتف الإنسان الحقيقي  صاحب القرار الحقيقي من أعماقه : أنا حر .
إذن الإنسان الحقيقي هو إنسان حر ،شجاع ، قوي ؛ ورغم قوته فهو متواضع ، وتواضعه هو مصدر رحمته ، وتلك هي الشخصية الثرية السخية اللامحدودة الطموحة ، أما الإنسان الزائف هو إنسان  فقير ومحدود ، ليس فقراً مادياً ، ولكن فقر في الشخصية ، لا يستطيع أن يبتعد خارج حدود ذاته ، ولهذا من المستحيل أن يلتقي مع جوهر ذات أخري .
وصحبته دائماً من الأشرار السيئين ؛ لأنهم يتكلمون لغة مشتركة ، مع السيئين يشعر بعد التهديد ، لن يهدده أي حصار عاطفي ، الإنسان الزائف يخاف من حب الآخرين ويخاف من نفسه ، يخشي أن يقع في الحب ، وهو في الحقيقة لن يحب ؛ لأنه غير قادر على الحب ، وإذا تعلق بإنسان من الجنس الآخر ، فهو تعلق مادي ، مال أو جنس ، نفع أو شهوة ، أي قمة الفقر والزوال ثم الحسرة والندم هم أقرب أصدقاء حياته .
د.عادل صادق 
ملحوظة:  (إعادة نشر من المدونة الأصلية ..نشر أولا في 2015)

Sunday, August 16, 2020

فاطمة.. " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ"

ما الذي اقترفته فاطمة، و من ذا الذي تزعجه مولودة بعمر الساعات حتى يقتلها؟

Fatima Hajrudin Muhić (1995-1995) 



كتبت د/ إيمان الطحاوي

في  12 يوليه 1995، أنجبت (هافا موهيتش) ابنتها في المقر الهولندي لقوة الأمم المتحدة للحماية (مصنع بطاريات قديم). أنجبتها بعد يوم من دخول القوات الصربية لبلدة (سربرنيتسا). 

الأحداث: قتل جنود صرب بعضا من مسلمي سربرنيتسا في محيط المقر الأممي. و منهم صبي ذبح و رأت أمه جثته مفصولة الرأس أثناء خروجها بالحافلة. لقد قامت قوات الأمم المتحدة بدورها المخزي بتسليم أهل البلدة رجالا و نساءا للقوات الصربية، طلبوا من قوات الصرب أن لا يقتلوا أحدا قريبا من المقر! و جاءتهم الأوامر بعدم الاحتكاك مع قوات الصرب. بعد ساعات، قتل الصرب زوجها و أخيها في نفس المجزرة مع أكثر من ثمانية ألاف رجل بمقابر أخرى جماعية.    

في أواخر عام 2011،  أدلى أعضاء الكتيبة الهولندية الأممية بشهادتهم بعد إنكارة لسنوات. اعترفوا بوجود مقبرة جماعية بمحيط المصنع القديم (المقر الأممي).  

 في 10 ديسمبر 2012، تم العثور على بقايا المولودة (فاطمة)، من بين خمسة ضحايا تم استخراجهم من المقبرة الجماعية بمحيط المصنع. كانت عظامها صغيرة و مختلطة ببعضها مع الآخرين. لم يكن من السهل تحديد لمن ينتمون.  فاطمة هي أصغر ضحية للإبادة الجماعية في سربرنيتسا. هناك ما لا يقل عن 8371 ضحية أخرى ، لكن فاطمة عاشت أقصر وقت خلال تلك الليلة العصيبة من يوليو 1995.

هناك رواية أخرى..حيث تلقي الأم باللوم في وفاة طفلتها على الاندفاع المحموم للبحث عن الأمان بين قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حين اجتاح الصرب البلدة. كان الأطباء الخمسة حينها مع الجرحى في ظروف عصيبة حيث غادروا بالمصابين. تقول الأم أن سيدة ساعدتها في الولادة في مجمع الأمم المتحدة. و لم يسمحوا لها برؤية مولودتها فور ولادتها. أخبرتها السيدة بعدها أن الفتاة ولدت ميتة، و ان حبلها السري كان ملفوفا حول رقبتها! لم يخبرها أحدهم أين جثتها، و لا أين دفنت! بعد نصف ساعة، كانت تنزف بعد الولادة، و كان عليها أن تشحن في الحافلات مع بقية النسوة المغادرات سربرنيتسا. انتهى الأمر!

في 11 يوليه 2013،  بعد أن توسلت الأم (هافا) أن يكون لابنتها اسم مكتوب على شاهد قبرها. أطلقوا عليها اسم (فاطمة). و إن لم يكن للطفلة نصيب من الحياة و لم يرحمها قاتلها، فليكن لها اسم بعد الممات. تم دفنها في المقبرة الجماعية مع 408 ضحية أخرى تم التعرف على رفاتهم بتقنية الحمض النووي في مشهد يتكرر كل عام. دفنت رفاتها في قبر صغير مغطى بالزهور بجوار قبر أبيها و قبور معظم رجال العائلة الذين قتلوا في ذات المجزرة.

في 11 يوليه 2020،... فاطمة ، اليوم عمرها 25 عاما، و كل عام ستكبر معنا..فاطمة عمرها بعمر مجزرة سربرينتسا. إنني أتخيل قاتلها الصربي الآن يكبر كل عام، و ينعم بحياته. و أراه مع بقية مجرمي المجزرة، و قد أطلق سراحهم بعد تمضية بضعة سنوات. و ربما لم يحاكم بالأساس! فالقصاص الدنيوي ليس عادلا تماما..من سيحاسب كل الجنود واحدا تلو الآخر؟ و بأي دليل؟ إن كثير من قادة الحرب المحرضين على المجازر لم يحصلوا على سجن مدى الحياة و بعضهم خرج بعد انتهاء محكوميته منذ سنوات!  فما بالنا بصغار الجنود؟

من بين ألاف من مجرمي حرب البوسنة، هنالك شخص واحد أتعجب منه.. هذا الذي قتل أو تسبب في وفاة رضيعة بعمر الساعات. و ذاك الذي ذبح ذبحا طفلا بعمر الست سنوات أمام أعين القوات الأممية في 12 يوليه 1995..و آخر قتل كهلا مسلما يناهز السبعين في نفس توقيت المجزرة!   

أسائلهم: (بأي ذنب قتلتموهم؟ بأي ضمير فعلتم فعلتكم تلك؟ بأي عقل كنتم تتصرفون؟) 

المراجع:

https://www.danas.rs/dijalog/licni-stavovi/oprosti-nam-fatima/

https://prishtinainsight.com/forgive-us-fatima/

https://www.sarajevotimes.com/youngest-victim-bothered-two-day-old-fatima/

https://www.findagrave.com/memorial/113676834/fatima-muhic

Daughter of Hajrudin & Hava Muhic

Born & died at the United Nations compound in Potocari, Srebrenica

http://srebrenica-genocide.blogspot.com/2012/12/testimony-i-saw-headless-body-of-my-son.html

https://www.flickr.com/photos/bosnjaci/9409557941

AFP PHOTO / ELVIS BARUKCIC (Photo credit should read ELVIS BARUKCIC/AFP via Getty Images)


Friday, July 06, 2012

Bosnia: The Journey 2012

published on
06/07/2012 17:24

 Learning from the Velić family - Samira (1/07/2012):


It’s been almost two weeks since we arrived at the homes of our Bosnian hosts in a remote village in Eastern Bosnia. My new home is a quaint green house surrounded by breathtaking hills and buzzing with wildlife and forests. And when I say buzzing with life… I truly mean ‘buzzing with life’! I’ve seen the most beautiful and bizarre creatures of the insect world… varieties of ladybirds and locusts and bees and bugs in general (much to my husband’s disdain!). The almost deserted hilltop is called Nova Kasaba, and in the Serb dominated municipality of Milići. I say deserted as even though there are seven family homes where we are… only three seem to be occupied at the moment. This is a common phenomenon, mainly due to the lack of opportunities particularly for Muslims here in the Serb controlled Eastern Bosnia (Republic of Srpska). Nova Kasaba is one of many villages that in the past decade has tried to rebuild itself after the devastating war in the 1990s which saw many areas of Eastern Bosnia ethnically cleansed of its Muslim majority.
My family, the Velić family, is just one of many thousands of Bosnian Muslim families that have persevered over the last decade to rebuild their lives and help reestablish the Bosnian presence in Eastern Bosnia. They are Returnees who have come back to reclaim their land.




We arrived at Nova Kasaba as Maghrib (sunset prayer) set in, said goodbye to our fellow MADE volunteers (the most amazing bunch of people I have been blessed to work with mashaAllah) and off we went, up a steep windy road. At the top of the road, a small crowd had gathered, perhaps intrigued at seeing new and obviously non-Bosniak faces (Asif and I are both originally from India and Kenya respectively) in their quiet rural and almost sparse village. They slowly dispersed as our car came to a halt outside the green house and we were warmly greeted by our host Admir Velić. Closely behind him was Adina, his wife, Mama (Haska) Velić and Baba (AbdurRahman) Velić.

For the next few days, the Velić family opened up their home and their lives to two young strangers who did not speak a word of Bosanski…except Da (yes) and Ne (no).


Admir, a young imam, cum local activist, cum farmer, is an amazing historian and scientist, well versed in global politics and currents affairs. He has been an invaluable host and guide during our stay and I can honestly say that he has made our time here most enjoyable and interesting. His wife, Adina Velić neé Husseinovic, is mother to the adorable baby Ahmed, homemaker, with a degree in child psychology and sociology from Tuzla. A real girls-girl, with love for the more delicate things in life. Baba is an ever-smiling man, not so much older than my own Dad, well travelled, having worked for construction companies in Iran, Libya and former Yugoslavia. He communicates with a mixture of Arabic, English and sign language – my favourite moment so far was when he misplaced his phone and we found it near his bag; he pointed to his head and says in English ‘computer no good’ followed by a loud hearty laugh. And Mama … what to say about Mama Velić, the matriarch of the household. The true life and spirit of the home, a woman full of laughter and amazing wisdom reminding me so much of my own mother – perhaps this is a universal trait all mothers have, but her ability to envelop two strangers with so much love and compassion has been deeply appreciated by the two of us. And her force feeding has been equally appreciated by our own mothers, with their first questions being if we were eating well!
In almost no time we were communicating and conversing as long lost relatives, with Admir and Adina being invaluable as translators, together with the use of phrasebooks, dictionaries and sign language. I’ve learnt a few important words – nos (nosh) is knife, Kašika (kaashika) is spoon, compier is potato… yes… most words are food related, but that’s not my fault… the family spend a lot of time eating and discussing food!




The family owns a sizeable self-sustaining plantation growing all sorts including raspberries, (which aside from creating amazing desserts with, they sell by the kilo to the local market), potatoes (if you’re ever in the area you have got to try Mama Velić’s compiere pita), carrots, peas (shelling peas is quite relaxing believe it or not), onions, tomatoes (the reddest and juiciest ever), cucumbers (equally mouth watering) and so much more. They have a cow (creamy milk), sheep and lambs, and chickens for eggs and meat, and roosters that wake me up for the Fajr.

During the day, when Mama is not forcing me to go for a siesta because it is ‘puno ručo’ (very hot), I shadow Mama and Adina, baking bread, cooking meals, washing up and my favourite pastime by far is babysitting Ahmed. Adina’s main responsibilities revolve around Ahmed and the house. Mama’s responsbilities also include the farm – looking after and feeding the animals including the stray cats that call the Velić farm home (3 new kittens were born yesterday bringing the total number of cats to ten!), helping Baba and Admir on the field, tending to the vegetables…basically Mama has superwoman duties.


Nights have been filled with much talk and laughter, although many times the mood becomes quite somber as we discuss current affairs and what the future holds for Bosnians. During one evening the family were good enough to talk about their own personal experiences during the war – they were some of the lucky ones, being able to escape from Srebenica to Tuzla before the Serbs closed down all access. From Tuzla, Mama and young Admir (8 or 9 at the time) moved to Sarajevo, while Baba went abroad to find work and bring money in for the family. They lost an older son during the war, although I’m not sure what the circumstances were - they haven’t offered the information and I hesitate to ask. What I do know, from bits and pieces of conversation with different family members, was that he was a medic of some sort and he died in the war.

Admir took us for Jumaah prayers to his Dzamija (Masjid) in Pobuđe where he delivers the Friday Khutba (sermon). There on a memorial dedicated to those who perished in the conflict, were names of hundreds of Muslim men and young boys; one of the names engraved was ‘VELIĆ A. AbdulKadir 1975-1995’. He died at the tender age of 20. There isn’t any one single person you meet here who has not been affected by the war. Mama Velić, in one of the more somber moments asked, to know one in particular, ‘Why did the mothers of these Serb soldiers not stop their sons and keep them home? Why did they allow them to murder?’

Wednesday, March 07, 2012

المرأة الفلسطينية في اليوم العالمي للمرأة

#Worldwomenday #CoverHanaDay20
Published on
07/03/2012
اخترت لكم قبيل "اليوم العالمي للمرأة" هذا المقال بقلم الكاتب الراحل جلال عامر .
وفى نهاية كل سنة تختار المجلات العالمية رجل العام وأنا أختار امرأة العام وبعد مراجعة الكوتة وأسماء ملكات الجمال اخترت «المرأة الفلسطينية» وإليكم الحيثيات التى كتبتها من قبل لهذا الاختيار «أنحنى وأقبل يد كل امرأة فلسطينية.. الفقيرة اليتيمة الأرملة الثكلى أم الشهيد والجريح والأسير.. عندما انهار الاتحاد السوفيتى امتلأت علب الليل بنساء جئن من هناك ليرقصن فى الكباريهات على أشلاء الوطن.. وعندما سقطت ألمانيا سقطت معظم النساء (كتاب الرايخ الثالث)..

وبعد تحرير فرنسا كان يتم حلق شعر العشرات من كل شارع لأنهن تعاون مع النازى.. فى معظم البلاد التى تم احتلالها انتشرت الحانات والمواخير وامتلأت بنساء البلد يرفهن عن جنود المحتلين.. إلا أنت فلم تقدمى نفسك إلا شهيدة، إلا أنت يا غصن الزيتون يا شجرة الكرم يا نبع الشرف.. عصرتك المحن وانهالت عليك المعاول فلم تنعصرى ولم تنكسرى.. يا أمى، يا ابنتى، يا أختى، يا حبيبتى، اسمحى لى أن أتذكرك فقد نسيك كثيرون.. يا صابرة يا طاهرة، يا أغنى من ساكنات القصور.. تراب الوطن الذى يعفر وجهك أجمل وأنبل من كل المساحيق، وسحابة تعانق وجه القمر.. جلبابك المثقوب لا أدرى من ثقبه، هل رصاصات العدو على ظهرك أم نظرات الحسد على طهرك؟..

أنت ملكة جمال كل الأعوام، وصاحبة العصمة على الدوام، أيتها الأميرة النبيلة الأصيلة.. جعتى فرضيتى بالكفاف، وتعريتى فاكتسيتى بالعفاف.. أنت السيدة الأولى بين السيدات والمنظمة الأولى بين المنظمات.. طريق الجنة تحت قدميك ومفتاح القدس بين يديك.. مولاتى - يا أشرف النساء - اسمحى لى بقبلة على يديكِ.. بل قدميكِ».

Saturday, July 09, 2011

أن تكون طبيبا في سوريا #Syria #doctors #graphic

CNN متظاهر سوري معرض سقط خلال حملة القمع التي تواجه المتظاهرين
السبت، 09 تموز/يوليو 2011

دمشق، سوريا (CNN)-- يجازف عدد من الأطباء بأرواحهم ومستقبلهم، ولكنهم يريدون من العالم أن يعرف.. إنهم يمارسون واجبهم الإنساني في ظل الخوف.. ولكن الواجب الإنساني أكبر من الخوف الذي يتملكهم.


إنهم أطباء سوريا "الثائرون" الذين يعملون سراً لإنقاذ أرواح الجرحى والمصابين الذين يسقطون يومياً في ساحات وميادين وشوارع العديد من المدن السورية منذ نحو 100 يوم.


لسلامته، تم إخفاء هوية الطبيب، فهو يخشى على حياته إذا ما اعتقله أعوان النظام السوري، ويخشى أن يعذب ويقتل، لكنه مع كل هذه الخشية يجازف بالحديث إلى CNN.. فقط لكي يعرف العالم.


إنه مؤسس شبكة الأطباء السريين، الذين يطلقون على أنفسهم "أطباء دمشق"، وقاموا بتأسيس صفحة لهم على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وهدفهم ليس إنقاذ الأرواح فحسب، بل لكشف جرائم النظام.


لقد قاموا بتأسيس عيادات سرية في الأحياء التي تشهد مظاهرات، ولكنهم يغيرون من أماكن ومواقع تلك العيادات باستمرار، وحتى الطبيب نفسه لا يعرف أين سيكون موقع عيادته في اليوم التالي.. فهم لا يسعهم أن يجازفوا بمثل هذا الأمر.


وتضم شبكة الأطباء السريين قرابة 60 طبيباً محترفاً يقومون بأدوار عديدة، فبعضهم يوفر الرعاية الميدانية، والبعض الآخر يساعد في توفير الأدوات والأدوية، وقسم ثالث لديه عيادات خاصة يتم نقل المصابين إليها في الأحيان التي يكون فيها الوضع آمناً.


ويوضح الطبيب أن "الناس يرفضون التوجه إلى المستشفيات الحكومية لأنه سيتم اعتقالهم، وإذا ماتوا فإنه من الصعب استرداد الجثة."


ويزعم أن العائلات والأسر لا تستطيع استرداد جثث أحبتها إلا بعد التوقيع على وثيقة تفيد بأنهم قتلوا على أيدي الجماعات المسلحة.


وتصر الحكومة السورية على أنها لا تستهدف المتظاهرين المدنيين، وتلقي باللائمة في العنف على العصابات المسلحة التي تستهدف المتظاهرين، وتستغلهم بهدف إقامة نظام على غرار الخلافة الإسلامية في سورياً.


وفي مستشفى دمشق العام، تحدثنا إلى الطبيب أديب محمود، الذي قال إن المتظاهرين يخشون ألا يتم العثور عليهم، وقال " نحن نقبل كل الحالات بصرف النظر عن كيفية الإصابة التي وقعت أو أين حدثت."


ويصر أديب على أن الزاعم بأن على الأسر أن توقع على وثيقة مزورة هو أمر لا أساس له من الصحة.


وفي المستشفى، التقينا برجل قال إنه أصيب برصاصة في ساقه عندما فوجئ بمظاهرة معادية للنظام، وتمت معالجته في واحدة من العيادات السرية، غير أن الجرح لم يلتئم.


وقال إنه كان خائفاً من التوجه للمستشفى في البداية بسبب ما سمعه، مضيفاً "ولكن ليس لدي مشكلة."


ومع ذلك مازال هناك العديد من المتظاهرين المعارضين للنظام يخشون من التوجه للمستشفيات العمومية زاعمين أن المعارضين للنظام يحرمون من العلاج ويقيدون بالأصفاد في أسرتهم ويتعرضون للضرب والاحتجاز أو بكل بساطة يختفون.


ولذلك فإنهم يتوجهون إلى العيادات السرية للحصول على العلاج وكذلك إلى المستشفيات الميدانية.


وفي إحدى العيادات السرية، في غرفة وضيعة، لا تحتوي إلا على اسطوانة أكسجين ومستلزمات بسيطة وأساسية.


وقال الطبيب السري إنه شهد وفاة عدد من المتظاهرين المعارضين جراء تعرضهم للنزيف حتى الموت، لأنه لم يكن لديهم أي وسيلة لإنقاذهم.


وقال: "لقد قضينا معظم حياتنا نساعد الناس، وإنه لمن المؤلم حقاً أن نراهم يحتضرون ويموتون دون أن نتمكن من مساعدتهم."


والتقينا بعدد من المرضى الذين عولجوا في العيادات السرية، ومن بينهم طفل أصيب بشلل جزئي بعد أصيب برصاصة في صدره استقرت قرب العمود الفقري.


وقال الطبيب إنه شهد الكثير من الدماء والكثير من الألم ولكنه شهد أيضاً الكثير من الأمل، فهم حتى في أسوأ ظروفهم كانوا يهتفون للحرية ويصرون على مواصلة النضال.


ولاحقاً، كتب الطبيب رسالة لي قال فيها: "باسم الإنسانية، ليعلم العالم أننا نعاني من أجل حريتنا."

رواية قناع بلون السماء تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2024

  رواية قناع بلون السماء تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2024 خندقجي (40 عامًا) من نابلس، واعتُقل في الثاني من نوفمبر 2004، وتعرض عقب...