رحلة البحث عن طفلة مفقودة في الحرب! 1-4
حروب هنا، و صراعات هناك..من يفوز؟ لا أحد. من يعاني؟ الجميع. و أكثرهم من الضعفاء: النساء و الأطفال. في هذه السلسلة نحكي معكم رحلة البحث عن طفلة مفقودة في زمن الحرب. فتابعونا..
Lowe’s shot of a Sarajevo street. Paul Lowe |
قرأت و شاهدت الكثير عن أطفال ضائعين و بائسين في حروب
هنا و هناك و أزمنة قديمة و حديثة. قرأت عن الأطفال البائسين يساقون للعمل في
الدعارة و الاستغلال الجنسي و التبني قسرا من (بعض) المؤسسات التي تدعي مساعدتهم
باسم الانسانية حكومية أو غير حكومية.
ما يفطر قلوبنا و يثير عقلنا هو الطفل الذي يبحث عن والديه و لا يعلم عن مصيرهم شيئا، و العكس صحيح. بينما هناك مرتزقة و أمراء حرب يجنون الكثير من وراء هذا الصراع. احتجاز و سرقة و بيع و استغلال الأطفال و القصر تحت ظروف مريبة. لكنها حقيقية.
في الكتاب الشهير (المبلغون/كاشفو الفساد) عن تورط وجرائم (بعض) المنظمات الدولية و الأممية في البلقان. والتي تورطت فيها موظفو الأمم المتحدة و شركات خاصة.
و فيما عرضه البعض في أفغانستان عن تجارة الأطفال في طيات
كتاب (عداء الطائرة الورقية، 2003).
هناك تغير وجداني في نفسية الأطفال و الأبناء حين يكبرون أحيانا لا يريدون أو يهتمون
بمعرفة أبويهم البيولوجيين لأسباب نفسية معقدة أبرزها حالة الكره لأبوين باعا
طفلهما بإرادتهما. لكن ماذا عن أبوين سرق منهما الطفل و يبحثون عنه حتى الممات؟
ربما يقال معلومات كاذبة للطفل ليسبب له الكره و النسيان لأبويه البيولوجيين.
بعض اللوائح و قوانين تمنع أو تسمح بمعرفة الأبوين البيولوجيين.
هذه القوانيين تتغير مع الزمن و حسب الدول. لكن العجيب هنا أن هناك من يحاول أن
يخبيء حقيقة جريمة الإتجار بالبشر. و الاعجب أن من يقوم بها قد يقوم بها باسم
الإنسانية! نعم، هذا ما برره بعضهم في الكتاب.
هناك قصص أخرى لحروب في كل مكان في العالم. هناك أطفال
يظنون لبعض الوقت أن أبويهم تخلوا عنهم أثناء صدمة الحرب. و بعضهم يود أن يبتعد عن
أسرته و يعيش بحرية قليلا بإرادته و تفكيره الطفولي. و هذا ما ذكره الفيلم (امبراطورية
الشمس 1987)للمخرج الهوليودي الشهير ستيفن سبلبرج عن رواية المؤلف (جيه جي بالارد) يحكي عن ضياعه صغيرا من والديه
في شنغهاي الصين أثناء الحرب العالمية الثانية.
أثناء مراجعة بعض فيديوهات التي تصور البحث عن أهل الأطفال في أحد المراكز في البوسنة. وجدت أن هناك
طفلة سالت عن والديها فقالت أنهما قتلا في الحرب. من قال لكذلك؟ قالت جارة أو
امرأة. على الفور تم تسجيل هذا و اعتبر كلامها صادقا و عرضت الطفلة للتبني! تخيلوا:
تم تصديق طفلة بعمر السبع سنوات بناء على كلام جارة ما دون أي تحقيق! ما الهدف؟ تسهيل الاتجار بالأطفال.
جرب مثلا..سألت طفلة بعمر السبع سنوات. ماذا ستفعل في
ظروف لو قامت قائمة و فقدت أسرتها. كان التفكير الأول هو أنها تعتقد أن أبويها قد
تركاها أو خذلاها حقا. بسبب هذه الصدمة، قد تكذب الطفلة أو تصدق أي معلومة تقال
لها من أي شخص في هذا الوقت أثناء الصدمة و تظل عالقة في ذهنها. خاصة لو عاشت
سنوات الحرب السيئة و الضياع، أو كان يساء معاملتها ولو قليلا، أو الطفل حساس
للغاية أو الطفل خيالي التفكير مثلا.
و للرحلة بقية... انتظروا معنا.
No comments:
Post a Comment